أبرز ما يميز المشهد الاقليمي عقب الثورات العربية تصاعد الصراع بين السنة والشيعة وسط صعود الاسلاميين السنة الي الحكم في عدد من دول الربيع العربي مما يمهد لاعادة تشكيل خريطة المنطقة بالكامل. هناك سيول من العنف الطائفي بين الشيعة والسنة في العراق والذي ارتفع بشكل مطرد خلال الاشهر الاخيرة في الذكري العاشرة لغزو بغداد الذي صعد من التنافس الايراني الامريكي علي أرض العراق لتصبح طهران طرفا أساسيا في أي محادثات بشأن مستقبل العراق!. ووفقا لصحيفة جلوبال بوست الامريكية تواجه الحكومة التي يقودها الشيعة بالعراق مقاومة متنامية من جانب السنة الذين حكموا البلاد لاعوام طويلة قبل الغزو والتي تتراوح بين المظاهرات والتفجيرات وجميع أشكال الرفض للتمييز الشيعي ضدهم. وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الحرب الاهلية بدأت لتوها في العراق محذرة من أنها ستكون أسوأ من سوريا. ويتضح ذلك من الارتفاع الحاد في عدد ضحايا العنف السياسي في العراق في ابريل الماضي, حيث أكدت الاممالمتحدة مصرع700 شخص, وهو أعلي معدل شهري منذ خمس سنوات. وحذرت الصحيفة من أن تنظيم القاعدة يستطيع الآن التحرك بحرية في محافظة الأنبار وكركوك وغيرها من المدن الكبري, مما يبشر بانتشار المزيد من العنف في البلاد. ويقول السكان في بغداد إن القوات الشيعية تحتشد حول الجيوب السنية في المدينة وتقيم نقاط تفتيش, مما يعيد إلي الأذهان الحرب الأهلية الطائفية بين عامي2006 و2007 موضحين أن المساجد والمقاهي السنية أصبحت مستهدفة بالهجمات الشيعية حتي لا يتمكن السنة من الفرار إلي سوريا للقتال إلي جانب الثوار. بينما تدعم إيران المجاورة الحكومة الشيعية العراقية, وتدعم السعودية السنة العراقيين, مما يحول بغداد إلي مسرح للصراعات وتصفية الحسابات الإقليمية. وأوضحت أن سوريا من أبرز دول الربيع العربي المؤهلة للمزيد من الصراع الطائفي مع اتساع الأزمة السورية وتدخل العديد من الأطراف الإقليمية بها, حيث تدعم الدول السنية الثوار السوريين بينما تدعم إيران العلويين. وتشير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلي أن الانقسامات الطائفية في سوريا أصبحت سيئة للغاية وانتقل صداها إلي الطرق حتي إن شوارع دمشق تم تقسيمها إلي حارات الممر الأيمن مخصص رسميا لحركة المرور المدنية والممر الأيسر للجيش والقوات الحكومية التابعة لنظام الاسد, بينما تصف الأقلية العلوية الأغلبية من الثوار السنة بالإرهابيين. ويتصاعد النزاع الطائفي بين السنة والشيعة في دول أخري مثل الكويت ولبنان وباكستان والبحرين, ولكن بنسبة أقل من العراق وسوريا إلا أن ذلك المناخ ينذر بالمزيد من عدم الاستقرار الإقليمي, وانتقال شرارة الصراع الطائفي من دولة لأخري مما يهدد بنشوب حرب إقليمية من آن لآخر.