علي طاولة خبراء الاقتصاد وضعنا المشاكل العمالية والأزمة الاقتصادية في كفة والأحلام التنموية وتحقيق أهداف العمل وتحسين الوضع الاقتصادي في كفة آخري لرصد المشكلة وكيفية الخروج من الأزمة.. وفي البداية تقول الدكتورة يمن الحماقي أستاذة ورئيسة قسم الاقتصاد بجامعة عين شمس ان الحديث عن ثورة انتاجية وطفرة في العمل أمر رائع ولكن كيف يحدث في ظل الواقع الاقتصادي السييء الذي نشهده من مصانع متعثرة وآخري مغلقة ومشروعات اقتصادية معلقة؟!. وتضيف اننا نشهد تدنيا كبيرا في الانتاجية وبالتالي الايرادات والأرباح وفي نفس الوقت يطالب العمال بزيادة في الأجور, وتساءلت كيف يتحقق ذلك والانتاج ضئيل وعدد ساعات العمل قليلة. وأشارت إلي تجربة الصين المعجزة علي حد وصفها حيث تستطيع ذاتيا وبجهود عمالها أن تستعيد مكانتها الاقتصادية بعد كل كارثة طبيعية تدمر البلد وذلك من خلال تركيزها علي عدة أسس أهمها القيمة الانتاجية والتنافسية. وتقول ان تحسين حال العمال سيعود بالنفع علي حياة شريحة ضخمة من المواطنين ولكن لابد أولا من توفير الانتاج الجيد قبل توفير المطالب المادية اللازمة لهم لأنها حق أصيل لهم ولكن الأزمة في التوقيت الذي تشهد فيه البلاد كبوات اقتصادية متتالية. وتوضح الحماقي أن الأزمة ليست في عدم وجود فرص عمل ولكن هناك بعض الشباب الذين يرغبون في الكسب السريع لذلك تتزايد أعداد العاطلين, وتري أن الهدف من العمل انحصر في المكسب المادي فقط وهذا لا يعيب تفكير العامل الذي يشغله قوت أسرته ولكن لابد أن يكون له هدف آخر قومي وهو نهضة البلد وتنمية اقتصادها. وتري أن الثورة أسهمت في تحقيق أقوي المكاسب العمالية المتمثلة في تثبيت معظم العمالة المؤقتة الموجودة في المصانع والشركات منذ سنوات طويلة ورفع الحد الأدني للأجور لذلك تدعو الحماقي أن ينظر العمال للإيجابيات التي تحققت مع قليل من الصبر علي باقي المطالب مراعاة للحالة الاقتصادية الحالية. وتقول ان ارتفاع الانتاجية سيقابلها بالضرورة ارتفاع في الأجور مشيرة إلي أن نهضة دول جنوب آسيا بدأت بنفس الطريقة, كل ذلك في إطار مكافأة المجتهد وحرمان المقصر في عمله حتي يعي كل عامل أن اهتمامه بالانتاج والتفاني في العمل يعود عليه في النهاية بالمقابل المطلوب. ويري الدكتور حمدي عبد العظيم الخبير الاقتصادي ورئيس أكاديمية السادات الأسبق أن بداية الثورة الانتاجية تأتي من خلال النقابات العمالية واتحاد العمال للإعلاء من قيمة العمل والحث علي الانتاج مشيرا إلي ضرورة الاتفاق علي أن تحقيق الانتاج يأتي أولا قبل المطالب علاوة علي ربط الزيادات المالية والحوافز بمضاعفة الانتاج. ويقول عبد العظيم أنه من المعلوم أن الاضرابات والاحتجاجات الفئوية تضر بالاقتصاد لأن الاستثمارات تتراجع والمصانع تتعثر أو تغلق أبوابها وبالتالي فأي إضراب يؤثر علي الحالة الاقتصادية, ويضيف قائلا علي كل فئة لها مطالب أن تعلن الزيادة التي حققتها ليكون للعمال المتسبيين فيها نصيب. ويدعو الحكومة لعمل حوار مع العمال أو ممثليهم في الاتحادات والنقابات في وجود وزارة العمل لدراسة المطالب العمالية وترتيبها بالطريقة التي ترضي العمال ولا تمثل ضغطا علي المسئولين. ويري عبد العظيم أن قيام ثورة انتاجية يتطلب روح العمل الجماعي التي لا تتوافر في عقلية العامل المصري كما أن العمل من أجل تنمية البلد أيضا قيمة غير موجودة بداخلهم مشيرا أن معظم العمال اعتبروا ثورة يناير فرصة لتحقيق المطالب وإن كان في بعضها بعض المبالغة التي لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي السييء. ويقول إن العمال منذ اندلاع الثورة يستخدمون طريقة لي الذراع مع الحكومة لأنهم لا يريدون وعودا شفهية ويرون أن الاضرابات والاحتجاجات هي الطريقة المثلي للضغط من أجل استجابة سريعة لمطالبهم والسبب أزمة الثقة بين العمال والمسئولين. ويوافقه الرأي الدكتور عبد الرحمن عليان أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس حيث يري أن العمال لا يثقون في جدية الوعود الحكومية وأن تحقيق مطالبهم يستلزم بعض الرخاء الاقتصادي والاستقرار الذي نفتقده حتي الآن. ويقول إن الفئات العمالية تري انها تتحمل مسئولية أوضاع سيئة لم يتسببوا فيها وفي نفس الوقت عليهم تحمل تبعاتها, علاوة علي أنهم لا يشعرون بنتيجة بعض القرارات التي من المفترض انها صدرت لصالحهم مثل رفع الحد الأدني للأجور, وأضاف قائلا لو شعروا بالتغيير ولو بنسبة طفيفة يمكن أن ينتظروا. ويوضح أن نسبة البطالة تزداد بعد تشريد أعداد كبيرة من العمال بعد غلق المصانع التي يعملون فيها وبالتالي لن يصدق أحد الحديث عن فرص عمل جديدة, لذلك يدعو عليان إلي المصارحة وتغيير السياسة المتبعة مع المطالب العمالية. ويري ضرورة توفير بيئة العمل المناسبة للانتاج إذا كنا نريد من العامل تحسين أدائه وزيادة انتاجه حتي لا يشعر بالقلق والتهديد الدائم من توقف حركة العمل وتشريده في أي لحظة خاصة وأن معظم المصانع حاليا خفضت طاقتها الانتاجية بسبب تحقيق خسائر وتساءل عليان كيف نطلب من عمال يخشون ضياع مصدر رزقهم في أي وقت زيادة الانتاج؟!. ويقول انه ينبغي علي الرئيس مرسي أثناء الاحتفال بعيد العمال أن يربط زيادة الأرباح بتحسين أوضاعهم المالية. رابط دائم :