في أعقاب تقجيري برجي التجارة العالمي والبنتاجون فيما عرف باعتداءات11 سبتمبر ألقيت الاتهامات جزافا علي العرب والمسلمين لتبرير التدخل العسكري الأمريكي في شئون العالم الإسلامي والتي منحت جورج بوش الابن ذريعة لاحتلال كل من أفغانستان والعراق. كان الحدث أكبر من أي كلام عن الديمقراطية واحترام القانون الدولي وخصوصية الدول, وكان علي الأمريكيين أن يردوا الصفعة التي وجهت لهم بقوة, وهو ماحدث باحتلال دولتين إسلاميتين بخلاف مئات الاعتداءات التي تعرض لها المسلمون في أنحاء الولاياتالمتحدة وأوروبا علي خلفية التفجيرات, رغم صدور مئات المؤلفات الغربيةوالأمريكية التي شككت في ضلوع القاعدة في تنفيذها والتي توجهت بشكوكها نحو إدارة الرئيس بوش الابن. واشنطن ملأت معتقل جوانتانامو بمئات العرب والمسلمين وقامت بتعذيبهم بأبشع طرق التعذيب, دون محاكمات ولا تحقيقات ولا أي احترام لمبادئ حقوق الإنسان التي صدعت رءوسنا بها. الآن يتكرر الأمر بالكربون, تفتعل تفجيرات أخري في بوسطن ويوجه المتحدثون الأمريكيون حديثهم عبر وسائل الإعلام عن تورط القاعدة فيها ربما لتبرير تدخل عسكري أمريكي آخر في الشرق الأوسط فيما يعتبره المراقبون استنساخا لسياسة بوش الابن, لاستهداف دول عربية أو إسلامية أخري من بينها سوريا وإيران وباكستان وغيرها وفقا لحديث المسئولين الأمريكيين. المحللون يوجهون أصابع اتهامهم لإدارة أوباما التي تسير علي درب الإدارات الأمريكية السابقة في ترسيخ مشاعر الكراهية ضد العرب والمسلمين في العالم لخلق ذريعة لأي غزو جديد في المنطقة. وعلي عكس ما رددته بعض الصحف الغربية من فشل الاستخبارات الأمريكية في التصدي للإرهاب, أميل شخصيا إلي التحليل المبدئي الذي يفيد ضلوعها في تدبير التفجير الأخير ليكون التكئة التي تستند إليها إدارة أوباما في تنفيذ أي مخطط عسكري. وإذا كان المحلل الأمريكي ديفيد راي جرين قطع في كتابه نيوبيرل هاربر والذي ترجمته إلي العربية بعنوان شبهات حول11 سبتمبر بتورط الولاياتالمتحدة في التخطيط لهجمات11 سبتمبر مستندا لمئات الأدلة الجنائية والعلمية, فالمنطق يشير بقوة إلي أن التاريخ يعيد نفسه بخصوص تفجيرات بوسطن الأخيرة, وإن كان هذا لن يعيق واشنطن عن تنفيذ مخططها الجديد بوصفها القوة الأعظم في العالم لا سيما بعد تضحيتها بعدد من مواطنيها في تفجيرات بوسطن.