التهم الزحف العمراني ما يزيد علي100 ألف متر مربع من أراضي منطقة ميدوم الاثرية ببني سويف وذلك بالقرب من عزبة ابو النور عند الكيلو الاول من هرم ميدوم وواحته السياحية. والتي تمثل أعظم ابداعات الفرعون المصري المتمثلة في ال18 هرما من أصل332 لم يكتشفوا بعد والمنتشرة بمحافظات مصر المختلفة والذي يمثل حلقة انتقالية استثنائية لتاريخ تطور البناء الهرمي في مصر الفرعونية القديمة حيث قام الاهالي بتجريف المنطقة الأثرية وإقامة مبان ومنازل سكنية والقضاء علي المعالم الأثرية الموجودة بالمنطقة التي يوجد بها طريق الملك حوني ومنازل فرعونية عظيمة لبعض ملوك الفراعنة بالاضافة الي طمس المصاطب الملكية علي الرغم من ان تلك الواحة كانت تحتوي علي اول مجموعة هرمية متكاملة بالقرب من هرم ميدوم السياحي. في البداية يقول محمود سلامة مفتش آثار بمديرية بني سويف إن منازل المواطنين التي تم بناؤها علي أنقاض منازل ملوك الفراعنة في غياب الرقابة ينذر بكارثة تكمن في استبعاد منطقة ميدوم من الأماكن السياحية بمصر رغم أنها تحتوي علي آثار نادرة ومتعلقات أسر فرعونية كاملة. واضاف سلامة ان أعمال الحفر بغرض البناء أصبحت قريبة جدا من هرم ميدوم بعد ان أتت تلك التعديات المفرطة علي الآثار الموجودة بالقرب من هرم ميدوم بالكامل في الوقت الذي يقتصر فيه دور مفتش الآثار علي المرور علي المناطق الأثرية ومعاينتها وارسال المحاضر للشرطة للتحري عن الاسماء والتحفظ علي المنطقة. وأكد سلامة أن هناك العديد من الدراسات والأبحاث والخطط والسيناريوهات التي أجريت حول هرم ميدوم والتي نادت بضرورة ترميمه وتطويره وتحويله الي مزار سياحي عالمي وحمايته من جميع مظاهر العبث والإهمال وعلي الرغم من ذلك فإن تطوير وزارة الآثار لم يعرف الطريق حتي الآن لدرجة تحول معها هذا الأثر الخالد إلي كتلة حجرية صامتة أشبه بجثة هامدة في قلب صحراء شاسعة. واستطاع الاهرام المسائي أن يتعرف عن قرب علي ما يتردد من أنباء قوية داخل الأوساط الأثرية المهتمة عن تصدع بعض الأجزاء الداخلية من جسم الهرم نتيجة للتعديات والتجاوزات الصارخة المحيطة بمنطقة الهرم والتي فرضت عليها نوعا من الحصار الإجباري الذي يصعب في الوقت الراهن باعتراف المسئولين وبحكم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد ايجاد حل له. يقول علاء زارع عبد الحليم كبير مفتشي آثار ميدوم بأنهم خاطبوا العديد من الجهات سواء التابعة للمحافظة او المحليات دون جدوي وهناك مشاكل اثرية لابد لها من حل جذري مثل ترك التوابيت الاثرية في محيط الهرم مما يعرضها للتخريب من قبل ايادي الزائرين او العوامل الجوية وصرح أن المياه الجوفية بدأت تتفاعل مع جدران الهرم والتي تشكل خطرا داهما عليه. ومن جانبه أكد قرني فرحات مدير عام ترميم آثار مصر الواسطي بأن منطقة ميدوم تحتاج الي ادارة قوية وفعالة ومتابعة يومية علي المنطقة والبدء في تنفيذ مشروع لتطوير المنطقة واول ما يجب علينا فعله سحب المياه الجوفية من محيط الهرم ووقف التعديات وازالتها. رابط دائم :