تشهد العاصمة حاليا انتشارا واسعا لظاهرة السايس حتي اصبحت تغطي معظم الشوارع الرئيسية بل وصلت في بعض الاحيان الي الشوارع الفرعية وذلك في ظل غياب كامل لأجهزة الدولة المتمثلة في الامن والإدارات المحلية المنوط لها تنظيم عمل الجراجات وبالتالي عمل السياس. وحول هذه الظاهرة يقول سليمان محمود موظف باحدي الشركات انه تعرض للعديد من المواقف من قبل هؤلاء البلطجية او مانطلق عليهم سايس حيث انه يشترط الحصول علي المبلغ الحدد قبل انصراف صاحب السيارة والذي لا يقل عن5 جنيهات, قائلا: في حالة رفض دفع المبلغ المحدد اكون بعرض نفسي لمشاكل كتير. واشار الي انه كثيرا ما يضطر لدفع المبلغ المطلوب للتخلص من معاناة البحث عن جراج او ساحة انتظار وتوفير للوقت المهدر في شوارع القاهرة المزدحمة. من جانبها قالت سلمي حمدي طالبة جامعية السايس مش بيساعد حد المهم عنده انه ياخد فلوس وبس, مشيرة الي انه يتشاجر مع المواطنين في حالة إعطائه مبالغ مالية ضئيلة ويهدد بإلحاق الاذي بالسيارة حيث اصبح الحد الادني له جنيهين من كل سيارة ولا يقبل بأقل من ذلك. واستنكرت ما يحدث قائلة: انا مش كل لما اركن في مكان ادفع2 و3 جنيه علي الاقل عشان يوصل اني بركن ب10 جنيهات في اليوم في عدة اماكن مختلفة. واشار سعد محمود مدير بإحدي الشركات الي وجود مجموعة كبيرة من السياس بمنطقة المنشية من الصم والبكم وهذا ما يجبر قائدي السيارات علي دفع قيمة الانتظار للتعاطف مع حالتهم مؤكدا علي ان لكل منهم منطقة مخصصة له. واضاف مجدي علي مهندس انه يستخدم سيارته بشكل يومي الي احد الاماكن المزدحمة ولا يستطيع الانتظار في احد الجراجات نظرا لقلة عددها وارتفاع أسعارها حيث تصل قيمة الانتظار في الساعة الواحدة إلي خمسة جنيهات بما يساوي20 جنيها يوميا والتي فإنه من الافضل تركها في احد الشوارع وحين عودته إلي السيارة يفاجأ بأحد الاشخاص يطلب منه دفع مبلغ مالي محدد ويضطر الي الدفع لتلافي العديد من المشادات بينهم. بينما يري عادل احمد موظف بإحدي الشركات ان السايس بعد الثورة عنصر الامان الذي يقوم بحماية السيارة من الاعتداءات او السرقة في ظل الانفلات الامني الذي نعيب به وانه يدفع المبلغ المالي المطلوب منه كضريبة لحماية السيارة, مطالبا هؤلاء السياس من عدم استغلال فرصة احتياج المواطنين لهم وتحديد او فرض مبالغ مالية محددة. واوضح محمد جمال صاحب جراج عمومي الفرق بين الجراجات المرخصة وبين السايس الذي اتخذ الشارع مقرا له وهو أن الجراجات يعمل بها العديد من الأفراد لديهم رخص قيادة ورخص لمزاولة مهنة منادي السيارات ومشهود لهم بالثقة والتفاني في العمل بالاضافة الي ان الجراج مسئول بشكل مباشر عن السيارات الموجودة به ويحاسب عن تعرض احدها للسرقة. وبالبحث عن ممتهني مهنة منادي السيارات في احد شوارع القاهرة التقينا بشخص يدعي اشرف سيد يبدو علي وجهه البؤس والشقاء وبالحديث معه تبين انه يعمل كمنادي للسيارات بعد خروجه من السجن علي ذمة احدي القضايا حتي يتمكن من الحصول علي قوت يومه هو واسرته الصغيرة المكونة من فردين زوجة وابن وتبين ايضا ان بحوذته كارنيها صادرة من قسم شرطة الازبكية بممارسة مهنة منادي السيارات ومسجل علي الكارنيه رقم طوارئ يمكنه الاتصال به في حالة حدوث حالات سرقة. وقال بنبره يغلب عليها الحزن الرزق ده بتاع ربنا وانا مش محتاج امارس البلطجة علي الناس عشان اخد منهم فلوس او مبلغ معين انا باخد اللي فيه النصيب وكل واحد وتقديره ليا واللي مبيدفعش مقدرش اعمله حاجة.