لا شك أن رعاية اليتيم أجرها كبير, وثوابها عظيم, ولقد حفل القرآن الكريم والسنة المطهرة بالنصوص الداعية لذلك, والحث عليه. وحذرنا الله تعالي من أن تمتد أيدينا إلي أموال اليتامي بسوء, بل أوجب علينا أن نصلحها ونعمل فيها فقال تعالي( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده) الأنعام152: وقال تعالي: إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا( النساء10 وقال تعالي:( ويسألونك عن اليتامي قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم) البقرة220: ويقول تعالي:( وآتوا اليتامي أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلي أموالكم إنه كان حوبا كبيرا وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع)... النساء3 2 ثم حث الله تعالي علي النفقة عليه ورعايته بما يحتاج إليه من الرعاية فقال): ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) الإنسان8:( أو إطعام في يوم ذي مسبغة يتيما ذا مقربة) البلد14: ثم شرف الأيتام إلي أن تقوم الساعة بأن جعل صفوة خلقه وخيرة رسله محمد صلي الله عليه وسلم ينتسب إلي هذه الفئة فقال( ألم يجدك يتيما فآوي( الضحي6: وأوصاه وأوصانا باليتامي فقال) فأما اليتيم فلا تقهر) الضحي8: ثم نهر وحذر من القسوة عليه أو إهانته أو التقصير معه فقال): أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم( سورة الماعون2 1: وجعل الإنفاق عليه من الخصال الموصلة إلي البر فقال:( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين)..... البقرة177: ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها: عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطي وفرج بينهما رواه البخاري وقال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: قال ابن بطال: حق علي من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك وقال النبي النبي صلي الله عليه وسلم من ضم يتيما بين مسلمين في طعامه وشرابه حتي يستغني عنه وجبت له الجنة رواه أبو يعلي والطبراني وأحمد مختصرا بإسناد حسن كما قال الحافظ المنذري. وقال الألباني صحيح لغيره. هذا ونحن الآن نريد ثورة أخلاقية لإعادة القيم والمباديء الراقية التي دعا إليها الإسلام وحض إليها القرآن, ومنها بل وفي مقدمتها رعاية اليتيم وكفالته بما يكفل له الحياة الكريمة والمكانة الراقية في مجتمع ضاع فيه كثير من اليتامي واختفت فيه كثير من القيم. رابط دائم :