بالأمس حضرت افتتاح معرض القاهرة الدولي الذي افتتحه الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء, وقد حزنت وتألمت علي أرض المعارض التي تحولت إلي ركام, ولم تعد كما كانت علامة بارزة منذ أن شيدت في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بمداخلها التي أقيمت علي شكل زهرة اللوتس, وحدائقها الوارفة وصالاتها الممتدة والتي كانت تستوعب آلاف الشركات في معرض القاهرة الدولي الذي كان يتحول إلي تظاهرة اقتصادية علي أرص مصر كل عام, فإذا به لم يعد كما كان شأن أشياء كثيرة في مصر صارت تذبل وتموت. أرض المعارض هي قصة فساد لم تكتمل فصولها بعد, ولم يظهر أبطالها حتي الآن إلا أن أدلة الجريمة واضحة, وشواهد الاتهام زي الشمس.. أنقاض, صالات عرض هدمت, وأشجار حرقت, ومرافق دمرت بدعوي إقامة مدينة عالمية للمعارض حدث ذلك قبل ثلاثة أعوام حينما اجتمع نفر من أصحاب النفوذ, وارباب المصالح ومحترفي التربح في المال العام, بقيادة الهارب رشيد محمد رشيد, وبمساعدة ومباركة المحبوس جمال مبارك, وبقرار من المخلوع حسني مبارك بدأت المؤامرة, يوم أن فكر وخطط ودبر رشيد للانقضاض علي هذا المشروع, واستطاع بعلاقاته مع المخلوع أن يستصدر قرارا جمهوريا بضم مركز المؤتمرات إلي أرض المعارض لإقامة مدينة معارض زاعما أنها ستكون هرما رابعا وتليق بمصر التي زعم أنها تحتاج إلي صناعة قوية للمعارض تواكب النهضة الاقتصادية التي ستشهدها, وعلي الفور تم هدم المباني, وحينها بدأ المخطط يتكشف, والمؤامرة تتضح, إذ لا يعقل أن يتم الهدم قبل انتهاء دراسات المشروع, الذي اعترضت عليه إدارة المرور وقالت إن موقعه في صلاح سالم المزدحمة مروريا يجعله غير قابل للتنفيذ إلا أن قوة رشيد وجمال مبارك أجبرت رئيس الوزراء المحبوس أحمد نظيف علي التدخل والضغط علي الأجهزة الرافضة لقبول المشروع بل كان أكثر كرما ومنحهم موافقة علي ضم أرض مستشفي العباسية للأمراض النفسية ذات التاريخ العريق للمشروع ليكتمل المخطط, ومرت الأيام وتوالت الشهور إلا أن شيئا لم يحدث, والمشروع المزعوم لم يبدأ إلي أن قامت الثورة واختلط الحابل بالنابل, وتاهت الحقائق وتوارت الجرائم, والنتيجة اليوم أن مصر بلا أرض للمعارض, ولا عزاء لشعب ثار ضد الفساد! رابط دائم :