للكذب أضرار كثيرة من يعرفها ويملك الإرادة القوية: ينجو من مضارها التي منها ما يلي: 1- أن ضرر الكذب يعود بالضرورة علي صاحبه, قبل أن يصيب غيره.- 2- كما أنه يصير بسبب هذا الكذب بعيدا ومحروما من هداية الله سبحانه وتعالي. يقول عز وجل:( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب)غافر28 تت3- عدم فلاحه في الدنيا, وحرمانه من تحقيق أهدافه: يقول جلا وعلا:( قل إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون) يونس.69 4- أن ينسب إليه الكذب وإن لم يقترفه: وإذا أتسم بالكذب نسب إليه شوارد الكذب المجهولة, وأضيفت إلي أكاذيبه زيادات مفتعلة, حتي يصير الكاذب مكذوبا عليه, فيجمع بين معرة منه,ومضرة الكذب عليه. وقد قال الشاعر: حسب الكذوب من البلية بعض ما يحكي عليه فإذا سمعت بكذبة من غيره نسبت إليه ثم إنه إن تحري الصدق اتهم, وإن جانب الكذب كذب, حتي لا يعتقد له حديث مصدق, ولا كذب مستنكر. وقد قال الشاعر: إذا عرف الكذاب بالكذب لم يكد يصدق في شيء وإن كان صادقا ومن آفة الكذاب نسيان كذبه وتراه ذا حفظ إذا كان حاذقا 5- وعليه لعنه الله تعالي: يقول سبحانه:( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) النور:6-7. تت6- يكتب عند الله من الكذابين: عن أبن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:'إن الصدق يهدي إلي البر وإن البر يهدي إلي الجنة, وإن الرجل ليصدق حتي يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلي الفجور, وإن الفجور يهدي إلي النار, وما يزال الرجل يكذب حتي يكتب عن الله كذابا'[رواه الشيخان]. 7- أن تبتعد عنه ملائكة الرحمة: روي الترمذي عن ابن عمر, قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:' إذا كذب العبد: تباعد عنه الملك ميلا: من نتن ما جاء به وفي هذا دليل علي أن رذيلة الكذب, لها رائحة نتنة, يشمها الملك المرافق للإنسان. وهذا من خبايا الكون وأسراره; حيث إن الأعمال لها روائح ولها وزن ولها صور, ولها صفات كثيرة, يدركها من لديه أجهزة إدراكها. وما أوتينا من العلم ولا من مسائله إلا قليلا. 8- أن تكون نهايته في النار: في الحديث السابق( وإن الكذب يهدي إلي فجور, وإن الفجور يهدي إلي النار). حيث إنه بتكرار ممارسة الكذب, تكتسب هذه العادة ثم تتحول العادة إلي خلق راسخ: وعندئذ: يكتب عن الله كذابا. ومن غدا كذابا هانت لديه معظم أعمال الفجور, فيدفع به الكذب إلي النار.[المرجع السابق]. وفي حديث سمرة بن جندب:( وهذا الرجل الذي أتيت عليه, يشرشر شدقه إلي قفاه, ومنخره إلي قفاه, وعينه إلي قفاه, فإن الرجل الذي يغدو من بيته, فيكذب الكذبة? تبلغ الآفاق)[رواه البخاري] ولذلك: روي الإمام أحمد في المسند والبيهقي في شعب الإيمان, عن عبادة بن الصامت أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:'اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة,اصدقوا إذا حدثتم. وأوفوا إذا عاهدتم. وأدوا إذا ائتمنتم. واحفظوا فروجكم. وكفوا أيديكم'. [email protected] رابط دائم :