أخيرا يقولون أنهم وجدوها, فقد تم الإعلان عن أن فريق صيني تركي من الباحثين قد تمكن من الوصول إلي البقايا الخشبية لسفينة سيدنا نوح, في نفس المكان الذي يعتقد أنها كانت قد رست فيه وهو جبل آرارت في تركيا, وعلي الرغم من ان كثيرا من التقييمات الخاصة بهذا الحدث قد أبدت تحفظها, مشيرة إلي أنه لا يجب أن يتم الحكم بهذه السرعة علي ما جري, فإن أحدا لم يتمكن من ألا يقول إن ما تم ايجاده هو تلك السفينة علي الأرجح, بنسبة90%, فلا يوجد في التاريخ ما يشير إلي أن سفينة ما قد رست هناك غيرها, لكن ما هي أهمية ذلك؟ إن هناك بعض الأمور التي لا يجب بالطبع أن يمارس المرء أي نوع من الشطط في الحديث عنها, خاصة إذا ما تعلق الأمر بأمور مقدسة, لكن لا مانع من التفكير علي أي حال, فتلك السفينة قد ألهبت خيال الجميع, مع مفسري الكتب السماوية, إلي صناع الأفلام, إلي كتاب كبار, ووصل الأمر إلي طرح وجهات نظر مثيرة كما ظهر في فيلم إيفان ألمايتي, الذي صنع سفينة لينقذ بها سكان بلدية من انهيار سد قريب, كان يتنبأ بأنه سوف ينهار, ورست السفينة في النهاية أمام الكونجرس الأمريكي, والمعني بعيدا عن هذا الفيلم أن هناك الكثيرين الذين ربما سيريدون رؤيتها, فالسياحة في تركيا ستنتعش. الأهم أنه تمت الإشارة إلي تلك السفينة في كل الكتب السماوية تقريبا, فهناك عنصر توحيدي يرتبط بواقعة يتفق كتاب التاريخ مع كتاب السير علي أنها حدثت منذ حوالي4800 سنة تقريبا, أي قبل قيام الدولة المصرية الموحدة بحوالي1800 سنة, وتكتسب الواقعة عبرتها في أن هناك رسولا أنقذ قومه من الموت المحقق, بينما ذهب أحد أبنائه غير المؤمنين في الطوفان, كما تكتسب الواقعة قيمتها من دلالة علي أن طوفانا هائلا قد حدث في تلك الفترة في تلك المنطقة, وبلغ ارتفاعه مدي رست السفينة بعده علي جبل آرارات, وهي قصة تتم استعادتها مرارا حاليا. بالنسبة لي, هناك جانب موحي في موضوع, فسيدنا نوح لم يقم فقط بإنقاذ البشر المؤمنين, مع محاولة لإقناع غير المؤمنين بركوب سفينته, لكنه قام بعمل كبير عندما فكر في أن يحمل في سفينته كائنات حية, من حيوانات وربما نباتات, بتركيبة تضمن توالدها بعد ذلك, ليبدأ عصر ما بعد الطوفان بشكل متوازي, لا يجد البشر أنفسهم وحدهم في الكون مع البكتيريا. لا أريد الاستمرار أكثر من ذلك, لكن الآن يمكن معرفة متي هبط آدم إلي الأرض تقريبا, فهناك ثمانية أبناء أو آباء تقريبا بينهما, كما أن من يرغب في أن يذهب أكثر في اتجاه أكثر حساسية, يمكنه أن يتذكر مفارقة سام وحام أبنا نوح, ونسلمها إلي الآن, وأخيرا لمن لا يتذكر فإن فكرة الحمامة التي عادت للسفينة تحمل غصن زيتون, أصبحت رمزا للسلام بعد ذلك, فالاكتشاف سيلقي بكثير من الرموز إلي الأذهان. والآن هل يريد أحد المزيد ليفكر في أن ما حدث يمثل أهمية؟ [email protected]