طالبت الأممالمتحدة امس بإجراء تحقيق شفاف وفوري لمعرفة ملابسات وفاة المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات في سجون الاحتلال الاسرائيلية. وقال منسق الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط, السيد روبرت سيري امس إنه يشعر بحزن عميق لوفاة جرادات وقدم تعازيه لأسرة السيد جرادات. وأضاف المسئول الأممي في بيان أصدره أمس إنه بحث مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات, حالة السجناء الفلسطينيين في السجون الاحتلال الإسرائيلية. من جانبها, توعدت كتائب شهداء الأقصي, الجناح المسلح لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بالرد علي جريمة اغتيال جرادات. وقال بيان مقتضب للكتائب: إن هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب, ونتوعد الاحتلال الصهيوني بالرد عليها. في الوقت نفسه شيع الآلاف من الفلسطينيين في الخليل وبلداتها جنوب الضفة الغربية امس جثمان عرفات جرادات الذي توفي أول السبت الماضي في سجن( مجدو) الإسرائيلي. وقبيل مراسم التشييع, التي انطلقت من مستشفي الأهلي في الخليل, أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية مداخل قري وبلدات في المدينة ورفعت حالة التأهب, وكثفت نشاطها العسكري علي الطرق الرئيسية والمحاذية للمداخل الرئيسية للمدينة وبلداتها. ونقل جثمان جرادات(30 عاما) من المستشفي بموكب جنائزي ومراسم عسكرية لمنزل عائلته لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه, قبل دفنه في مقبرة البلدة. وردد المشيعون عبارات غاضبة مناهضة لإسرائيل وأخري تدعو للانتقام له ونصرة الأسري داخل سجون الاحتلال الإسرائيلية, فيما أطلق مسلحون ملثمون الرصاص في الهواء خلال مراسم التشييع. واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي علي مدخل بلدة سعير بالتزامن مع وصول جثمان جرادات للبلدة أسفرت عن إصابة عدد من الشبان بالاختناق. كما أصيب10 شبان فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب سجن وفر جنوب غرب رام الله, واندلعت مواجهات مماثلة في عدد من مدن الضفة الغربية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله إن قضية وفاة جرادات داخل سجنالاحتلال الإسرائيلي لن تمر ببساطة, محملا حكومة الاحتلال الإسرائيلية المسئولية عن توتر الأوضاع الميدانية. وفي بيروت أدانت حركة أمل اللبنانية جريمة اغتيال جردات علي أيدي جلادية الصهاينة بعد تعذيبه حتي الموت. علي صعيد متصل حذرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية من أنه يتعين الآن أن تكون القضية الفلسطينية في صدر أولويات إسرائيل, إذا لم تكن راغبة في التعامل مع انتفاضة ثالثة. وذكرت الصحيفة- في افتتاحيتها امس أن الكتابات ظلت موجودة علي الجدران لبعض الوقت. ولذا لم يكن ينبغي أن تفاجيء أحدي, أعمال الشغب الآخيرة والمظاهرات التي اندلعت خلال الأيام القليلة الماضية في الأراضي المحتلة. فبعد سنوات من الأزمة السياسية, تجاهلت حملة انتخابية- علي نطاق واسع- الاحتلال فضلا عن تصريحات الرموز السياسية الإسرائيلية التي أثبتت عدم المبالاة الخطيرة والمتمثلة في وضع الموقف في أسفل قائمة أولوياتهم- وترك الفلسطينيين ليواجههوا يأسهم ومعاناتهم دون ظهور أي أفق سياسي. رابط دائم :