يصيب الحزام الناري جميع الأعمار, غير أنه أكثر إنتشارا عند كبار السن والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة. ولا ينتقل هذا المرض( الحزام الناري) من المريض الي الإنسان السليم, غير أنه في حال دخول الفيروس( المنطلق من الحويصلات الجلدية) إلي الجهاز التنفسي للانسان السليم فإنه يصاب بجدري الماء في حال كونه غير مطعم ضد الجدري المائي او لم يسبق له وان مرض به اي انه لا توجد في جسمه اجسام مضاده لفيروس جدري الماء. يبدأ المرض بألم وحرقان في منطقة معينة من الجسم, وفي جهة واحدة, وهذا يؤدي الي التشخيص الخاطيء, اذ يعتقد الأطباء بأنه ألم ناتج عن مغص كلوي أو حصوة في كيس المرارة, او حتي التهاب الزائدة الدودية. وكل مناطق الجسم( الجلد) معرضة للإصابة بالمرض, غير أن أكثر مناطق الجسم تعرضا للإصابة هي: منطقة الصدر( الخلفي والأمامي) والرقبة والوجه( وكما ذكرنا سابقا من جهة واحدة من الجسم). وبعد حوالي يومين يحدث إحمرار شديد في الجلد, يليه ظهور حويصلات تحتوي علي سائل, وبعدها تجف مكونة قشورا, ثم تبدأ تلك القشور بالتلاشي حتي تختفي تماما بعد اسبوعين تقريبا. غير أن الألم قد يستمر بعد عودة الجلد الي حالته الطبيعية لمدة شهور او سنين. وتسمي هذه الحالة ألم عصبي ما بعد الحلأPost-herpeticNeuralgia وهذا يدخل المريض في حالة من الإكتئاب وعدم القدرة علي القيام بأعماله اليومية( أي انه يقعد المريض). والغالبية العظمي من المرضي يصابون بالحزام الناري مرة واحدة في العمر, غير أنه سجلت بعض الحالات ظهر فيها الحزام الناري في مناطق اخري من الجسم بعد عدة سنوات من الإصابة الأولي. ومن أهم مضاعفات هذا المرض: الألم العصبي ما بعد المرض, التهاب بكتيري للمنطقة المصابة من الجلد, التهاب الدماغ, فقدان حاسة الذوق والسمع والبصر, وذلك في حال اصابة العصب الثلاثيTrigeminalNerve. وغالبا يتم الشفاء من مرض الحزام الناري تلقائيا دون الحاجة الي استخدام العقاقير( عدا علاج الأعراض مثل الألم والحكة..). اما بالنسبة للأدوية المضادة للفيروسات فإنها تساعد في تقليل شدة المرض وحدته والوقاية من المضاعفات. وأهم وأبرز العقاقير المضادة للفيروسات والمستخدمة حاليا هو عقارAcyclovir المعروف تجاريا باسمZovirax وهو متوفر في شكل مراهم وأقراص, ويجب تناولها في أسرع وقت ممكن. وللوقاية من المرض يجب اتباع قواعد النظافة العامة, وعدم لمس جلد المريض لمنع انتقال العدوي, وبخاصة للنساء الحوامل. وحاليا يتوفر في الأسواق نوعان من اللقاحات: الأول: خاص بجدري الماء ويعطي للأطفال والمراهقين ويمنع منعا باتا اعطاؤه للحوامل( سيأتي شرحه لاحقا), والثاني خاص بالحزام الناري, ويعطي للأشخاص فوق سن59 عاما. الحامل وجدري الماء يتساءل الكثير من الناس عن التأثير السلبي الناتج عن اختلاط المرأة الحامل مع أطفال( أو أشخاص) مصابون بجدري الماء. وتعليقا علي ذلك أستطيع ان أقول إنه في حال كون المرأة الحامل غير مطعمة ضد جدري الماء في صغرها, أو لم يسبق وأن أصيبت به( أي أنه لا توجد في جسمها أجسام مضادة لفيروس جدري الماء), فإنها في حال تعرضها للعدوي بهذا المرض, فالنتيجة قد تكون خطيرة جدا, وقد يصل بها الأمر في حالات نادرة الي الموت من جراء إصابتها بالتهاب الرئة الناتج عن العدوي. وأما بالنسبة للجنين( الطفل) فقد يصاب بإحدي الحالتين: متلازمة جدري الماء الخلقية أو جدري الماء. أما اصابة الحامل بالحزام الناري فليس له أي نتائج خطيرة علي الجنين. وقد أشارت الأبحاث الي أن أكثر من90 بالمئة من النساء الحوامل لديهن المناعة( أجسام مضادة) ضد فيروس جدري الماء. وهذا يعني أنهن اكتسبنها إما عن طريق العدوي أو التطعيم في الصغر. ويبلغ معدل اصابة الحوامل بجدري الماء نحو ثلاث من كل ألف امرأة حامل. ويصاب نحو15 بالمئة منهن لاحقا بالتهاب الرئة( ويبلغ معدل الموت من التهاب الرئة نحو حالة من كل أربع حالات). وأما بالنسبة للجنين, ففي حالة إصابة الحامل بجدري الماء قبل العشرين أسبوع الأولي للحمل, فقد يصاب2 بالمئة من أجنتهن بمتلازمة جدري الماء الخلقية, والتي تتمثل بمشاكل في تطور العينين والأطراف وصغر حجم الرأس, وتندب الجلدScarring, اضافة الي تلف الدماغ. غير أنه في حال اصابتها بعد هذه الفترة من الحمل, فلا يصاب الجنين بهذه المتلازمة, غير أنه قد يصاب بجدري الماء وهو في رحم أمه, وهذا قد يؤدي بدوره الي إصابة الطفل بمضاعفات خطيرة خلال الأيام أو الأشهر القليلة الأولي من حياته. أما في حال اصابة الأم بجدري الماء خلال الخمسة أيام الأخيرة قبل الوضع أو خلال يومين بعد الولادة, فإن الوليد قد يصاب بجدري الماء المنتشرDisseminated والذي يؤدي الي الوفاة بنسبة25 بالمئة من هذه الحالات. العلاج في حال اختلاط الحامل بأطفال( أو أشخاص) مصابون بجدري الماء, يقوم الطبيب المختص بطلب فحص دم للتأكد من وجود أجسام مضادة لفيروس جدري الماء في جسمها, وكما أشرنا سابقا فإن أكثر من90 بالمئة من النساء الحوامل لديهن المناعة ضد فيروس جدري الماء. وفي حال عدم وجود هذه الأجسام( أي عدم وجود مناعة ضد المرض), فقد يلجأ الي حقن الحامل بغلوبلين مناعيImmunoglobulin يحتوي علي أجسام مضادة ضد حدري الماء, شريطة أن تحقن الحامل خلال ال96 ساعة الأولي بعد الاختلاط مع المريض المصاب بجدري الماء. أما في حال اصابة الحامل بالجدري المائي, فيجب تناولها الأدوية المضادة للفيروسات للتخفيف من حدة المرض وتجنب مضاعفاته الخطيرة. وهذه الأدوية لا تشكل خطرا علي الجنين. أما بالنسبة للوليد الذي تصاب أمه بجدري الماء خلال الخمسة أيام الأخيرة قبل الوضع, أو خلال يومين بعد الولادة, فيجب حقنه بغلوبلين مناعي بعد الولادة. غير ان الطفل الذي يصاب بجدري الماء خلال الأسبوعين الأوائل من حياته فيجب علاجه بالأدوية المضادة للفيروسات عن طريق الوريد. وكما ذكرنا سابقا يمنع منعا باتا إعطاء الحامل اللقاح الخاص بجدري الماء, وذلك بسبب الخطر المحتمل علي الجنين.