ظل الصديقان يبحثان عن عمل يساعدهما علي عيش حياة كريمة وفشلا في تحقيق مرادهما فاتجها للتفكير في دخول عالم الإجرام من أوسع أبوابه وذلك بالاقتراب من عصابات مافيا تهريب الأسلحة والذخائر التي تقوم بعمليات تهريب منظمة من الحدود الغربية الجنوبية للبلاد خلال العامين الأخيرين وتعلما علي أيديهما كيفية ترويج البضاعة المحرم تداولها قانونا وحققا من ورائها مكاسب مادية لابأس بها بعد أن ذاع صيتهما وأصبحا من ملاك الأراضي والعقارات. ولم يصدق المتهمون أن سقوطهما سيكون سريعا في قبضة رجال مباحث الإسماعيلية متلبسين بحوزتهما طلقات نارية للأسلحة الآلية معدة للبيع لعملائهما وتحرر المحضر اللازم لهما وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية قد تلقي إخطارا من اللواء هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي يفيد بورود معلومات عن تردد شخصين علي المناطق المشبوهة للاتجار في الأسلحة والذخائر التي تشكل خطورة علي الأمن العام نظرا لتعاملهما مع أرباب السوابق الذين يبحثون عن الحصول علي احتياجاتهم من هذه البضاعة لاستخدامها في الأعمال الإجرامية. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد خالد فوزي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والمقدم هيثم الهادي مفتش المباحث العامة والرائد فهمي عبد الصمد رئيس مباحث التل الكبير ودلت التحريات علي صحة المعلومات الواردة عن الشخصين وتبين أن الأول يدعي أحمد سليمان24 سنة عاطل يسكن في منطقة أبو عيادة والثاني عبد الله فرج32 سنة-عاطل مقيم في مركز بلبيس شرقية ليس لهما سجل إجرامي وهو ما دفعهما للعمل مع عصابات مافيا الاتجار بالسلاح والذخائر التي تغرق البلاد بالأنواع المختلفة الحديثة المهربة من ليبيا والسودان لبيعها بأسعار متفاوتة حسب الطلب. وأضافت التحريات أن المتهمين لم يقتصر نشاطهما علي محيط محل إقامتهما بالإسماعيليةوالشرقية وإنما امتد لمحافظات القاهرة ووسط الدلتا وغربها وكان دورهما يقتصر علي تسليم البضاعة للعملاء حسب الاتصالات الهاتفية الواردة إليهما. وبناء علي الاتفاق المسبق علي الأسعار حتي لايحدث اختلاف عند عملية التسليم والتسلم التي تتم دائما في جنح الظلام خشية أن تلاحقهما عيون أجهزة الأمن. وأشارت التحريات إلي أن الصديقين ظهر الثراء عليهما بشكل لافت للنظر ولم يدر أحد من المقربين إليهما أنهما من كبار تجار الأسلحة والذخائر الذين نشط سوقهما بالتزامن مع أحداث الثورة ورغبة قطاع الطرق ومعتادي أعمال البلطجة في اقتناء هذه البضائع التي تساعدهم علي تنفيذ مخططاتهم في إرهاب ضحاياهم من المواطنين الأبرياء العزل. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهمين وأعد النقباء خالد شعلان وسليمان عيسي وإبراهيم ناجي ومحمود محفوظ معاونو مباحث التل الكبير خطة أمنية محكمة للقبض علي الصديقين تمثلت في نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يترددان عليها لتصريف بضاعتهم مع التخفي في زي أولاد البلد حتي يتسني لهما المراقبة الجيدة للمتهمين والإمساك بهما متلبسين. وبعد جهود مضنية وصلت معلومات لرجال المباحث عن استقلال المتهمين سيارة تحمل أرقام20124 ملاكي الإسماعيلية علي الكوبري العلوي للقصاصين وتم استهدافها سريعا وإجبارها علي التوقف ووجد بداخلها الجناة وبتفتيشهما عثر علي كمية من الطلقات عيار7.6239 ومبلغ12 ألفا و180 جنيها مع المتهم الأول بخلاف الهواتف المحمولة وتم اقتيادهما لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط أنكرا صلتهما بالمضبوطات لكن التحريات وواقعة الضبط إدانتهما نظرا لإخفاء الطلقات النارية أسفل مقاعد السيارة وتم تحرير المحضر اللازم لهما وبإحالتهما إلي محمود حسن وكيل نيابة التل أمر بحبسهما4 أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.