مع تزايد الاعتماد علي المليشيات المسلحة في الحروب في أماكن كثيرة حول العالم باتت دراسة تطور الحرب غير النظامية من الأهمية بمكان بعدما تراجع الاعتماد علي الجيوش التقليدية نظرا لزيادة تكاليف تلك الحروب وخسائرها الهائلة سواء في الاموال أو الارواح وتحت عنوان تطور الحرب غير النظامية للمؤلف ماكس بوت يقول ان أساليب حرب العصابات تعتمد علي الميليشيات التي تنفذ الغارات وتنصب الكمائن للاعداء في حرب دامية وطويلة وفضفاضة تعتمد علي المتطوعين والاسلحة الخفيفة في كثير من الاحيان. وأمام استنزاف تلك الحروب للغرب خاصة في العراق وأفغانستان وحديثا مالي بدأت تلك الدول تعتمد علي القوات الخاصة لتنفيذ عمليات محددة ضد تلك الميليشيات الي جانب زيادة توظيف الطائرات بدون طيار لتكون اداة رئيسية في تلك الحروب. يشير المؤلف الي ان الحروب التقليدية ظهرت بعد استقرار الانسان في أعقاب معرفة الزراعة والتي جعلت لدي السكان ثروة تمكنهم من إنشاء الجيوش والتحصينات لحماية القري والمدن الناشئة خاصة في مصر, ثم انتشرت الجيوش مع ظهور الدول حول العالم حتي أصبح الصراع التقليدي من خلال الحروب النظامية أمرا غير معتاد في عالم اليوم. الحرب غير النظامية هي حرب الشجعان أمام الجبناء وهي الحرب التي تخشاها الدول التي تعودت علي الحروب التقليدية والتي تعتمد علي قوة السلاح بدلا من القوة البشرية, فدولة مثل اسرائيل تخشي المواجهة العسكرية علي الأرض وحرب الكر والفر ولذا تجرعت الفشل سواء علي يد حزب الله في لبنان أو حركة حماس في قطاع غزة.\ يشير المؤلف الي ان حرب العصابات تعني حرفيا الحرب الصغيرة, وهذا المفهوم يعود إلي المقاومة الإسبانية ضد نابليون في الفترة من1808 حتي1814. ويقول المؤلف ان الحرب غير النظامية كانت أشد فتكا علي مر العصور من الحرب التقليدية, وقد مارستها المجتمعات القبلية في صراعها ضد بعضها البعض وكانت تفقد5% من سكانها كل عام جراء تلك الحروب الاكثر ضراوة, ويمكن أن يترجم هذا الرقم الي1,5 مليون وفاة سنويا اذا وقعت تلك الحروب في الولاياتالمتحدةالامريكية. ويري المؤلف أن أصول حرب العصابات فقدت في مستنقعات ما قبل التاريخ, ولكنها اصبحت أكثر وضوحا في العصور القديمة حيث شهدت الامبراطوريات العظمي صراعات وحركات تمرد هي الاولي في العالم. أما في العصر الحديث كما يري المؤلف فقد خضعت نفس تكتيكات حرب العصابات القديمة لأجندات أيديولوجية تغيرت بطبيعة الحال من الليبرالية والقومية( خلال أواخرا القرن الثامن عشر حتي أواخر القرن التاسع عشر), إلي الاشتراكية والقومية التي ألهمت مقاتلي بين أواخر القرن التاسع عشر وأواخر القرن العشرين), إلي تنظيم القاعدة. ويضيف المؤلف أن التفوق العسكري يقع علي عاتق الدول الأكثر ثراء والتي لديها الإدارات الأكثر تطورا, وظهرت في المقابل الجماعات المسلحة التي مارست حرب العصابات مثل المغول, الهون, والفايكنج فيما تمكن المسلمون البدو في كثير من الأحيان من إسقاط الإمبراطوريات المتقدمة أكثر غني من خلال حروبهم غير النظامية والتي كان يتمتع المحاربون فيها بالقدرة علي الحركة السريعة التي جانب المهارات القتالية والتي كانت توفر كل المزايا العسكرية لهم بينما مع استقرار المجتمعات بشكلها الحالي واقامة الدول الكبري للجيوش المدججة بالاسلحة الحديثة أصبحت مهارات الجنود للدفاع عن النفس شحيحة مما يجعل حرب الميليشيات والعصابات الاكثر قدرة علي هزيمة الدول الكبري وإغراقها في مستنقعات الحروب اللانهائية.