هو أحد أعظم الادباء الروس في القرن التاسع عشر ولد1799 وتوفي1837 وهر الملقب بأمير شعراء الروس يعد بوشكين مؤسس اللغة الروسية والأدب الروسي الحديث وهو من اسرة برجوازية لآب شاعر ساعده علي تنمية موهبته من اصول حبشية افريقية ورث منها شعره المجعد وشفتين افريقيتين. وهو من اول المنادين بالحرية في عصر الاستبداد والاستقطاع سمي عصره بالعصر الذهبي للأدب عرف أيضا عصره بالاستبداد الاجتماعي حيث كانت السلطات مركزة بين القيصر والنبلاء. لقد شغف بوشكين بالقرآن الكريم وتأثر به تأثرا عظيما فاراد نقل تعاليمه وآدابه إلي قراء شعره وجماهيره الغفيرة, فكتب قصيدته الطويلة( قبسات من القرآن) وهي عبارة عن تسع مقطوعات مختلفة الطول والبحر. وفي الاقتباس الأول يذكر بنعم الله علي الإنسان ويدعوه إلي طريق البطولة والرجولة والنبل. يقول ونحن نقتطف هنا بعض الأبيات وليس كلها فالقصيدة طويلة: ألم اسقك يوم عطشك بمياه القفار ألم أمنح لسانك سلطانا عظيما علي العقول وفي نفس القصيدة يقتبس الشاعر الروسي الكبير أبياته من سورة الأحزاب, يرسم بها طريق العفاف ويعلم النساء سبل التصون والاحتشام والحياء, ويعلم بها الناس آداب الضيافة وحسن التصرف وعدم الثرثرة وإضاعة الأوقات في التوافه والكلام الفارغ...يقول بوشكين: إيه يا زوجات الرسول الطاهرات إنكن تختلفن عن كل الزوجات فحتي طيف الرذيلة مفزع لكن عشن في عفاف فقد علق بكن حجاب الشابة العذراء حافظن علي قلوب وفية من أجل هناء العابدين والخجل يتساءل بوشكين في قصيدته محاكيا القرآن الكريم: لماذا يتكبر الإنسان؟ وكيف يتكبر وقد أنعم الله عليه؟ وكيف يتكبر وهناك موت وبعث وحساب؟ يقول بوشكين مستلهما أفكاره من سورة عبس وسورة النبأ: علام يتغطرس الإنسان؟ علي أنه جاء إلي الدنيا عاريا علي أنه يستنشق دهرا قصيرا وأنه سيموت ضعيفا مثلما ولد ضعيفا ألم يعلم أن الله سيميته ويبعثه بمشيئته وأن السماء ترعي أيامه في السعادة وفي القدر الأليم ألا يعلم أن الله وهبه الثمار والخبز والتمر والزيتون ثم بارك جهوده يتمثل بوشكين في قصيدته الطويلة قدرة الله وعظمته في خلقه وكونه ويدعو الخلق للانسياب في نور الله الذي أضاء بنوره السماوات والأرض.. يقول: لقد أضأت الشمس في الكون وأضأت أيضا السماء والأرض مثل نيته كتان تمتليء بالزيت تضيء في مصباح بلوري صل للخالق فهو القادر يستلهم بوشكين آيات الجهاد من سورة الفتح وآل عمران ليشحذ بها همم رفاقه( الديسمبريين) الذين كانوا يستعدون للقيام بثورة في شهر ديسمبر كانون الأول.. يقول: لقد انتصرتم فالمجد لكم ويا للسخرية من ضعاف النفس فنداء الحرب لم يلبوه ولم يصدقوا الأحلام الرائعة وهم الآن في ندم تفتنهم غنيمة الحرب يقولون: خذونا معكم لكنكم ستقولون: لن نأخذكم الشهداء الساقطون في المعركة هم الآن في الجنة غارقون في نعيم لاينقصه شيء يوسف فراج باحث في الآداب الروسية رابط دائم :