توقعت عمليات بغداد تصاعد وتيرة التدهور الأمني خلال الأيام المقبلة. وقال المتحدث باسم عمليات بغداد قاسم عطا تعليقا علي تفجيرات الجمعة الدامية يوم أمس والتي راح ضحيتها أكثر من70 قتيلا و 180 جريحا ان التفجيرات تأتي كرد فعل هستيري من تنظيم القاعدة عقب اعتقال وقتل قياداته. وأضاف عطا ان القوات الأمنية أبطلت مفعول تسع عبوات ناسفة في مناطق الزعفرانية والمعامل, مبينا ان اجراءات مشددة اتخذت عقب التفجيرات للحيلولة دون وقع تفجيرات أو اعتداءات أخري, متوقعا ارتفاع الوتيرة الأمنية خلال الأيام القليلة المقبلة. ومن جهتها أشادت المرجعية الدينية بالقوات الأمنية العراقية عقب تمكنها من القضاء علي قادة بارزين في تنظيم القاعدة, محذرة في الوقت نفسه من التراخي الأمني, داعية الكتل السياسية الي قبول نتائج الانتخابات بعد اعادة العد والفرز في بغداد, وقال المتحدث باسم المرجع الديني علي السيستاني بكربلاء عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني في كربلاء: نثمن الجهد الكبير والنجاح الباهر الذي حققته الأجهزة الأمنية بقيامها بعملية قضت علي قادة كبار للجماعات الارهابية, مطالبا بضرورة اهتمام الحكومة بتقديم الدعم للمنظومة الاستخبارية ماليا ولوجستيا, وتطوير مهارات عناصرها. وحذر الكربلائي قادة الأجهزة الأمنية من سيادة حالة من الاطمئنان الذي يؤدي إلي عدم الحذر. لافتا الي أن تخفيف الاجراءات الأمنية قد يؤدي الي عمليات نوعية تقوم بها الجماعات المسلحة. وفي سياق أخر أعرب الكربلائي عن أمله بأن تقبل الكتل السياسية الرئيسية بنتائج الانتخابات, التي ستتضح بعد اعادة الفرز في بغداد, مشددا علي ضرورة اجراء عملية اعادة فرز أصوات الناخبين في بغداد, بشفافية, لأن عكس ذلك سيدخل البلد في دوامة جديدة من التشكيك والمتاهات, بحسب تعبيره. بينما أكد مصدر أمني مسئول في محافظة ديالي أن قوات أمنية عراقية خاصة تمكنت من الاستيلاء علي أهم مقرات القيادة المركزية لتنظيم القاعدة واعتقال العديد من قادة التنظيم في عملية أمنية سرية نفذتها شمال المحافظة. وأوضح المصدر ان قوات عراقية خاصة من الجيش والشرطة مدعومة من الجيش الأمريكي أنهت, عصر أمس عملية أمنية سرية استهدفت أكثر من20 هدفا في المناطق النائية بتلال حمرين علي بعد60 كم شمال شرق بعقوبة وتمكنت من الاستيلاء علي مقرات القيادة والسيطرة المركزية لتنظيمات القاعدة والقوي المتحالفة معها بحسب قوله, وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان العملية أسفرت ايضا عن اعتقال عدد من قيادات تنظيم القاعدة وعناصره كما عثرت علي سجلات مهمة توضح أسماء وعناوين خلايا التنظيم النائمة وهيكلية عملها وبرامجها في الفترة المقبلة, إضافة الي كم هائل من المتفجرات والذخائر والعبوات الناسفة إضافة الي هويات مزورة وأختام دوائر حكومية, وأوضح المصدر وهو ضابط في قيادة شرطة ديالي ان العملية كانت سرية واستمرت نحو24 ساعة تقريبا وجاءت بناء علي معلومات استخباراتية دقيقة من جهات أمنية عليا في العاصمة بغداد, وأشار المصدر الي ان المقرات المكتشفة بعضها عبارة عن غرف طينية أو جحور في التلال كانت تدار منها العمليات المسلحة في ثلاث محافظات هي كركوك وديالي وصلاح الدين. يذكر أن الاعتداءات الستة التي وقعت في بغداد استهدفت مناطق شيعية بشكل خاص. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان سيارتين انفجرتا في مدينة الصدر الشيعية, احداهما قرب مكتب مقتدي الصدر والاخري في سوق مما ادي الي مقتل39 شخصا واصابة56 آخرين بجروح. واضاف ان ثلاث سيارات اخري استهدفت مساجد شيعية. وقتل خمسة اشخاص واصيب14 آخرون عند بدء صلاة الجمعة في انفجار سيارة مفخخة أمام مسجد شيعي في حي الحرية. وانفجرت سيارة اخري قرب مسجد محسن الحكيم الشيعي في شرق بغداد مما ادي الي سقوط ثمانية قتلي و23 جريحا. واوقعت قنبلة وضعت خلف مسجد شيعي في وسط المدينة ستة جرحي. واستهدفت سيارة مفخخة اخري سوقا قرب شارع حيفا في وسط العاصمة موقعة سبعة جرحي. من جهة اخري, قتل ستة اشخاص بينهم امرأة وطفل وعسكري في اربعة انفجارات استهدفت مساكن في الخالدية علي بعد75 كلم غرب بغداد, كما اعلنت الشرطة العراقية. واوضح الملازم اول في الشرطة خضر احمد العلواني ان التفجيرات التي حصلت بواسطة قنابل يدوية الصنع ومتفجرات بلاستيكية, استهدفت منازل كل من قاض متخصص في قضايا مكافحة الارهاب وضابط شرطة اضافة الي مواطنين اثنين. من جانبها, قررت السلطات العراقية فرض حظر علي سير المركبات في بلدة الخالدية بمحافظة الأنبار.