تفاقمت مشكلة أطفال الشوارع في الإسكندرية في الآونة الأخيرة وزادت حدتها بسبب ضعف دخل الأسر الفقيرة وعدم وجود المأوي الملائم ولكثرة المشاكل الأسرية التي تؤدي في النهاية إلي تدمير حياة الأطفال وتشردهم. الأهرام المسائي يحاول في هذا التحقيق أن يرصد وبدقة أحوال أطفال الشوارع بالإسكندرية والحلول الممكنة لمواجهة هذه الظاهرة السلبية التي تشوه الوجه الضاري للمدينة السياحية. بداية يؤكد محمد عبدالباسط مدير مشروع حماية وتعزيز حقوق الأطفال المعرضين للخطر بالإسكندرية إن هناك دراسة أجريت علي816 أسرة منهم, وجاءت النتيجة لتؤكد إن هناك22% من أطفال هذه الأسر متسربون من التعليم وإن من50 إلي60% من آبائهم يعملون في العمالة الموسمية وغير الدائمة مما يعني بشكل أو آخر إن هناك تأثيرا للفقر في وجود الظاهرة بما يحمل معه من التفكك الأسري ويرتبط ذلك بالحلقة الجهنمية وهي عمالة الأطفال. وأضاف عبدالباسط إن ظاهرة أطفال الشوارع ظاهرة متحركة, وفي الإسكندرية هي موسمية فيكثر تواجد أطفال الشوارع في الصيف لأن الإسكندرية مركز تجمع موسمي, وأطفال الشوارع والتحرش هي حلقات مترابطة لا يجوز الفصل بينهما إلا نظريا أو أكاديميا كلما زاد عدد أفراد الأسرة كلما زاد عدد المعرضين للخطر فيها. وتصل مشكلة أطفال الشارع إلي ذروتها في الإسكندرية وخاصة منطقة كرموز التي تعد أحد أهم المناطق الرئيسية لأطفال الشارع وهي تتكون من5 أحياء فقيرة ويصل تعدادها السكاني إلي نصف مليون نسمة. وفي دراسة لجمعية الرعاية الاجتماعية بكرموز بالتعاون مع المركز المصري لحقوق الطفل علي عينة من أطفال الشارع في مصر300 طفل, وذلك في إطار مشروع حماية وتعزيز حقوق الأطفال المعرضين للخطر, حيث تبين أن أكثر من75% من هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين6 و12 عاما وأن59.7% منهم غير راغبين في العودة إلي منازلهم والسبب الأساسي لتركهم منازلهم هو العنف الأسري والاساءة بنسبة46%, يأتي بعد ذلك تالطلاق بنسبة24.1% ثم الفقر بنسبة21% ويعيش هؤلاء الأطفال التعساء وسط عائلات محطمة وفقر واساءات واستغلال وعنف ومخاطر صحية ويعتبرهم العديد من أفراد المجتمع بمثابة تهديد. ويواجه الأطفال في الشارع العديد من المشاكل مثل الاساءات الجسدية والانتهاكات الجنسية والاستغلال واستخدامهم في تهريب المخدرات, بالإضافة إلي النقص في المأوي والطعام المناسب والرعاية الصحية والمساعدة النفسية. وتواجه الفتيات في الشارع ظروفا أكثر صعوبة من تلك التي يواجهها الفتيان وخاصة فيما يتعلق بالاساءات والاستغلال الجنسي, فالعديد من فتيات الشارع يصبحن ضحايا للعنف الجنسي والحمل المبكر, وفي تلك الحالة يقوم العديد منهم بولادة أطفالهن في الشارع. وتشير الدراسة التي تم ذكرها مسبقا إلي أن23% من أمهات الشارع الصغيرات يتركن أطفالهن في الشارع و21% منهن يتركن أطفالهن أمام المساجد أو الملاجئ. وبناء علي ذلك فإن انتهاك حقوق تلك الفتيات يمثل بداية دائرة غير منتهية من أطفال الشارع. ومن الجدير بالذكر أن الهيئات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي لا تقوم بتقديم خدمات مناسبة كما أو كيفا لأطفال الشارع علي وجه عام أو للفتيات وأمهات الشارع علي وجه الخصوص. ومن ناحية أخري فإن المنظمات غير الحكومية تقوم بتقديم العديد من الخدمات لأطفال الشارع مع وجود زيادة محددة في الجهود المقدمة في العقد الأخير والتي تقدم للأطفال الخدمات الصحية وفرص للتعليم والترفيه وبرامج للحماية والتأهيل. وأخيرا إذا كان أطفال الشوارع هم الجناة فمن المجني عليه.