تعالت ضحكات البنات الصغيرة تعليقا علي احدي القفشات التي أطلقتها شيماء ذات الثلاثة عشر ربيعا, وبدأت الشقيقتان التوأمتان في سرد الذكريات الصيفية مع ابنة الخالة شيماء أختهم الثالثة كما يردد الأهل. وسرت موجة من الود والذكريات البريئة انغمسن فيها وساعدهن علي التحدث بحرية ذهاب أم التوأم إلي خارج المنزل لشراء حاجيات للمنزل. وعادت أسماء ذات الاثني عشر عاما في استعادة مغامرات المصيف والمقالب التي فكرن فيها وكيف نفذنها وشجعتهن ذكريات البحر للتفكير في الدخول إلي البانيو واللعب في المياه وسرعان ما بدأن ينفذن الفكرة بسرعة خاصة وأن سخان الغاز قد تم تصليحه منذ أسبوع, ولم تمض دقائق حتي كانت ثلاثتهن داخل الحمام يلعبن بالمياه الدافئة ومر الوقت رائعا ولكن القدر كان له رأي آخر, ولم تدر الأم كم مر عليها من الوقت إلا أنها قبض قلبها بمجرد دخولها من باب الشقة وهالها الدخان الكثيف كأنه ضباب يحجب الرؤية, وفجأة شعرت بدوار فأسرعت تفتح النوافذ وتركت باب الشقة مفتوحا وهي تكذب قرارها في داخلها أن ما يصل إلي أنفها رائحة غاز قوية. فأسرعت تنادي أسماء وشيماء ابنتيها التوأمتين, ورد عليها صدي قوتها بلا إجابة, صرخت الأم ملتاعة تبحث عن الصغيرتين وأخيرا وصلت إلي باب الحمام. وشعرت بغصة واحتباس في صوتها وهي تضرب الباب المغلق بيديها وقدميها محاولة كسره وفتحه عنوة من الخارج لكنه لم يستجب فعادت تصرخ تستغيث بالجيران الذين هرعوا اليها منجدين. وأفلح أحد شباب الجيران في كسر الباب, ولم تتحمل سقطت الأم مغشيا عليها وسط صرخات النسوة من الجيران, فما يروه كان مأساة بكل المقاييس, وأسرع أحد كبار السن بمحاولة اخراج الثلاث بنات الساقطات في الأرض وسط الغاز المنتشر, وأسرع يغلق السخان الذي كان تالفا مفتاحه. وكان اللواء حسين القاضي حكمدار الجيزة القائم بأعمال مدير الأمن قد تلقي اخطارا من العميد محمود شوقي مأمور مركز الصف, بوصول أسماء صبري فتحي12 سنة طالبة وشقيقتها التوأم شيماء طالبة وشيماء13 سنة ابنة خالتهما في حالة اختناق كامل اثر استنشاقهن للغاز بعد دخولهن الحمام بغرض اللعب في المياه..وبسؤال الأم أكدت علي تعودهن علي العاب المياه باستمرار, تم اخطار النيابة التي أمرت بدفن الجثث بعد استشارة الطب الشرعي.