يبدو أن القوات الفرنسية والإفريقية التي تطارد المقاتلين الإسلاميين المختبئين في المرتفعات والمناطق الصحراوية شمال شرق مالي قد تجد نفسها أمام عدو قادر علي استعادة قوته سريعا ومعاودة القتال بترسانة أسلحة مخبأة غير متوقعة. غير أن الخطوة التالية في عملية إعادة الاستقرار إلي مالي وملاحقة المقاتلين المتحالفين مع تنظيم القاعدة في مخابئهم الصحراوية والجبلية النائية قرب الحدود الجزائرية تبدو مهمة أكثر صعوبة بكثير. فهذا الأمر سيستغرق أكثر من مجرد أسابيع قليلة وقد يتطلب علي الأرجح جهودا دولية أكبر من العملية العسكرية المحدودة التي يشارك فيها حتي الآن3500 جندي فرنسي علي الأرض مدعومين بالطائرات الحربية والهليكوبتر والمركبات المدرعة. وقال جريجوري مان الخبير بشئون مالي وأستاذ التاريخ المشارك بجامعة كولومبيا: علي الصعيدين السياسي والعسكري ستكون الفترة المقبلة هي المرحلة الصعبة. ويعتقد أن المقاتلين الإسلاميين يحتمون في شمال كيدال في منطقة جبل أدرار دو إفوغاس الوعرة المترامية الاطراف التي كانت من قبل معقلا لعناصر القاعدة الذين يحتجزون الرهائن ولمهربي المخدرات والبشر والسجائر في الصحراء. وقال جيمس بيفان من مؤسسة أبحاث التسلح في الصراعات بعد مشاهدة صور لمخبأ عثر عليه في ديابالي وسط مالي هذا مدفع ثقيل.. وهو مستوي قد يضاهي أو قد يفوق مستوي معظم جيوش غرب إفريقيا. وقال مصدر أمني غربي- طلب عدم ذكر اسمه- إن القوة الجوية ستساعد في المرحلة المقبلة ولكن في حدود معينة. ومن جانبه, أشاد فرانسوا اولوند الرئيس الفرنسي أمس بالجنود في مدينة تمبوكتو أمام جمع من الجماهير المبتهجة لكنه قال إن العملية العسكرية ضد المتمردين الإسلاميين لم تنته بعد. ونقل تليفزيون بي. أف. ام عن اولاند القول: القتال لم ينته. وقال: بعد مضي ثلاثة أسابيع علي بدء عملية عسكرية بقيادة فرنسا لإنهاء سيطرة المتمردين علي الجزء الشمالي من البلاد: سوف نساند الماليين لإنهاء المهمة في الشمال. ولكننا لا نعتزم البقاء.