بعد إقرار الدستور الجديد للبلاد بات علينا الاستعداد لمشهد جديد في سلسلة بناء مصر بعد الثورة وذلك بعد أن اختار الشعب رئيسه أولا ثم استفتي علي الدستور ووافق عليه والآن علي الجميع أن يستعد للمرحلة القادمة لاختيار نواب البرلمان وهو اختبار جديد يستعد له الشعب بأكمله ومعه الأحزاب والقوي السياسية لأن غالبيتهم حديثو العهد بالتجربة الانتخابية.. وفي ثاني برلمان بعد الثورة بدأت الاستعدادات الحزبية التي تطمح في حصد أصوات الناخبين والفوز بمقاعد المجلس في ضوء تجربة برلمانية انتهت وذلك بعد الحكم بحل مجلس الشعب السابق الذي تمتع بسيطرة إسلامية كبيرة.. وأول هذه الاستعدادات هي التحالفات بين الأحزاب للوصول إلي حلم الفوز بالماراثون الانتخابي. في البداية يؤكد الدكتور أحمد أبو بركة المستشار القانوني والمتحدث الرسمي بإسم حزب الحرية والعدالة أن هناك بعض الأسس والشروط التي وضعها الحزب قبل الدخول في أي تحالفات مشيرا إلي ضرورة وجود برنامج سياسي واحد يتفق عليه جميع القوي المتحالفة علي أن يكون تحالفا واضحا وليس بالضرورة أن يكون لأغراض انتخابية فقط ممثلة في إخلاء الدوائر أو تربيطات القوائم. ويري بركة أنه لابد من التوافق حول برنامج يخدم العملية الانتخابية والناخبين, وعن إمكانية التوافق الانتخابي مع أحزاب كان بينها وبين الحرية والعدالة أي خلافات سابقة يقول أن تحقيق المصالح المتبادلة والتوافق أهم من أي خلاف سابق. ويقول الدكتور بهاء أبو شقة نائب رئيس حزب الوفد إن المبدأ العام الذي يسير عليه الحزب هو الاهتمام بالمصلحة العليا للبلاد ولا مجال للمصالح الشخصية أو حتي الخلافات بين الأطراف سواء في الفكر أو الآراء ولكن في النهاية سيتم تغليب مبدأ المصلحة مشيرا إلي أن الوفد سيدخل الانتخابات القادمة مع جبهة الإنقاذ وفي قائمة واحدة. ويوضح أبو شقة أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستشهد منافسة قوية بين كتلتين أصبح بينهما الآن نوع من التكافؤ مؤكدا أن سيناريو الانتخابات السابقة لن يتكرر لأن الأحزاب كانت مفككة ومتصارعة ومتنازعة علي مقاعد البرلمان أما الآن وبعد توافق معظم القوي والأحزاب المدنية باتت المنافسة أصعب لأنه ماراثون حقيقي وليس وهميا, ويؤكد أن وعي الشعب يتزايد مع كل تجربة ديمقراطية جديدة تشهدها البلاد لذا فإن الأمر برمته بيد الناخبين الذين يدلون بأصواتهم. ويقول المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة أن الحزب جزء من تحالف جبهة الإنقاذ حيث تستعد مجموعة الأحزاب المشاركة في الجبهة لخوض المعركة الانتخابية المرتقبة, ويؤكد أن الانتخابات المقبلة ستختلف بالتأكيد عن السابقة حيث كانت بعض الأحزاب المشاركة حديثة العهد بتجربة خوض الانتخابات بالإضافة إلي دخول كل حزب منفردا الأمر الذي أدي إلي تناثر الأصوات وفقدانها لصالح أحزاب آخري. ويوضح أن الأحزاب استفادت جيدا من درس الانتخابات الماضية وبالتالي فإن التحالف لابد منه لزيادة فرص حصد الأصوات أمام الكتلة الإسلامية, ويري أن ممارسات بعض النواب الإسلاميين والوعود التي أطلقوها قبل حل البرلمان دون تنفيذها ستؤثر علي اختيارات الناخبين هذه المرة. من جانبه يري الدكتور يسري العزباوي خبير الشئون البرلمانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية التحالفات الانتخابية ظاهرة قديمة ارتبطت بفكرة التعددية الحزبية بدءا من ثورة1952, ولكنه يتوقع أن تفجر تلك التحالفات أزمة كلما اقتربت الانتخابات حيث يؤكد أن الصراع علي المقاعد وعلي رأس القائمة سيؤدي إلي نشوب بعض المشكلات داخل جبهة الإنقاذ تحديدا. أما الأحزاب الوسطية كما أطلق عليها فيقول العزباوي أنها الأحزاب التي انشقت عن جماعة الإخوان وشخصيات عامة ابتعدوا عن الجماعة فسيكون لها تحالفها الخاص نظرا للتوافق السياسي الذي يجمع بينهم, ويري أن السلفيين أيضا سيكون لهم تحالفهم الذي قد يكون بعيدا عن الإخوان الذين لا يحتاجون إلي أي تحالفات مشيرا إلي أن لديهم إحساسا داخليا بإمكانية خوض الانتخابات منفردين دون تحالفات قد تجلب لهم مشاكل. ويقول العزباوي أن التحالفات الانتخابية بشكل عام مؤقتة وأن جميع القوي السياسية علي علم بأنها لن تستمر بعد الانتخابات بل إن بعضها قد ينهار قبل الانتخابات.