كان من المفترض أن يكون عنوان هذا المقال هو( الغناء الشعبي) وعندما كتبت المقال بعنوان اسم المطرب الشعبي محمد عبد المطلب لأنه علامة بارزة في أجمل وأعظم فترة من الغناء المصري وعندما أقول الغناء المصري أقصد اننا نعيش في فترة اختلط فيها الغناء المصري بالغناء الغربي والخليجي والتركي وفقدنا هويتنا المصرية الصحيحة, والغناء الشعبي هو أرقي أنواع الغناء وهو الفن الموسيقي الذي يعيش بين الناس في أفراحهم وأعيادهم ومناسبتهم الوطنية, والقريب إلي لغتهم ولهجاتهم المحلية واللهجة المصرية المحببة لكل الشعوب العربية, وعصر عبد المطلب أو أقول العصر الذهبي للغناء المصري والذي كان يعيش فيه عمالقة المطربين والملحنين والمؤلفين أمثال عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد قنديل ومحمد الكحلاوي والعندليب عبد الحليم حافظ وكارم محمود وشادية ونجاة وفايدة كامل ثم جيل الوسط محرم فؤاد ومحمد رشدي ومحمد العزبي كل واحد من هؤلاء النجوم كان له لون وشكل غنائي مختلف عن الآخر ونعرفهم من أصواتهم من خلال ميكروفون الإذاعة قبل ظهور التليفزيون وكل واحد منهم يحمل لقب مطرب( أي صوت وأداء جميل يطرب المستمع) وكان الغناء الفكاهي له فرسانه ويحمل لقب مونولوجست أمثال إسماعيل يس وشكوكو وعمر الجيزاوي وثريا حلمي وبديعة صادق وسعاد أحمد وسيد سليمان وأحمد غانم وسيد الملاح ولم يجرؤ أحد أن يقول المطرب شكوكو أو المطرب اسماعيل يس رغم أن أصواتهم كانت سليمة وصالحة للغناء أما الهلافيت الذين أساءوا للغناء المصري في فترة الهبوط الثقافي والفني والسياسي وانتشر فيها الفساد وأطلقوا علي أنفسهم لقب مطربين وهذا خطأ ممن يقدمهم أو يكتب عنهم فليس من المعقول أن نقول المطرب محمد ثروت أو المطرب هاني شاكر أو علي الحجار أو محمد الحلو وفي نفس الوقت نعطي نفس اللقب لشعبان عبد الرحيم وسعد الصغير وعبد الباسط وغيرهم ممن أساءوا لكل الغناء المصري دون أن يقصدوا لأنهم وجدوا مكانا وفترة خصبة من الفساد ووجدوا من يشجعهم وينتج لهم هذه الألوان الرخيصة من الغناء وللأسف وجدوا من يشجعهم ويقبل علي انتاجهم, وقامت الثورة وأعلنت أنها تحارب الفساد وعلي المسئولين في الأجهزة الفنية إخفاء معالم هذه الفترة والرجوع إلي أصلنا الفني والغناء المحترم( ع الأصل دور) ونموذج الغناء الشعبي المطرب محمد عبد المطلب والذي نعرف أن شهر رمضان الكريم قد أقبل علينا في أغنية( رمضان جانا) وهو المطرب الذي غني من ألحان كل عمالقة عصره عبد الوهاب والسنباطي وكمال الطويل ومحمود الشريف وعبد الرؤوف عيسي وعزت الجاهلي ومحمد فوزي الذي لحن له الأغنية المشهورة( ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين) وهذا الفنان بدأ مشواره الفني بانضمامه إلي تخت محمد عبد الوهاب( مذهبجي) أي كورس, ومحمد عبد المطلب طاف واشتغل في كثير من البلاد العربية سوريا ولبنان والعراق وشمال افريقيا ولي معه مواقف كثيرة وظريفة ولأنه طيب القلب وابن بلد سيكون لي حظ كبير عندما أجمعها وأنشرها لكم إن شاء الله وخرج من عباءته في هذا اللون الشعبي المطرب محمد رشدي وشفيق جلال ومحمد العزبي نجوم الأغنية الشعبية واشترك في أكثر من عشرة أفلام وأهمها( تكس حنطور) انتاج محمد عبد الوهاب, وكان زعيم عصره في غناء الموال ومن أشهر مواويله) غدار يا زمن لا لك خل ولا صاحب/ صاحبت صاحب لاقيت صاحبي مصاحب, وصاحب اثنين يازمن مالوش صاحب, وأشكيك لمين يازمن وانت مالك خل ولا صاحب, ياحضرات.. الموسيقا والغناء الشعبي هي أرقي الفنون وأقواها تأثيرا علي سلوك البشر وصورة للمجتمع فيجب أن نحترمها ونشجعها ونقاوم كل من يدعي أنه مطرب شعبي فالفن الشعبي المصري يعتبر من أرقي الفنون. والله ولي التوفيق