رغم أن مدينة المحلة الكبري قلعة الصناعة المصرية تعتبر واحدة من أكبر المدن سواء بمصر أو محافظة الغربية لما تمثله من ثقل صناعي وتجاري وزراعي وكثافة سكانية عالية إلا انه لايوجد بها سوي مجزر وحيد للحوم الحية عفي عليه الزمان ويعمل بطريقة بدائية لخدمة المدينة العمالية الكبيرة ومركزها الذي يضم54 قرية تابعة له وهو لم يعد مناسبا في التوقيت الحالي لمواجهة تلبية احتياجات المدينة والقري التابعة لها في ظل التطور والزيادة السكانية الكبيرة التي طرأت عليها في السنوات الاخيرة نتيجة الامتداد العمراني في جميع الاتجاهات حيث ان المجزر قد انشيء عام1960 علي مساحة أربعة أفدنة ويضم أربعة عنابر بالاضافة لعنبر للضاني ويستقبل يوميا حوالي40 رأسا يتم ذبحها. وكشف التقرير الاخير لإدارة الرقابة والمتابعة برئاسة مركز ومدينة المحلة الكبري عن وجود العديد من أوجه القصور والمخالفات الجسيمة داخل المجزر الوحيد للحوم الحية بمدينة المحلة الكبري والتي أصبحت تتطلب سرعة تحرك جميع الأجهزة والجهات المعنية والمسئولة لتلافي هذه المخالفات خاصة أنها تمثل خطرا داهما علي الصحة العامة ومواطن المحلة الكبري بعد أن تحول المجزر إلي بؤرة للتلوث البيئي. وأوضح التقرير أن المجزر لايزال يعمل بالأسلوب البدائي الذي أصبح لا يتناسب مع العصر الحالي وداخل مدينة كبيرة في حجم وثقل المحلة الكبري ومركزها حيث تبين أنه لايوجد فرن داخل المجزر لحرق مخلفات الذبائح وهو ما يؤدي لتراكمها داخل المجزر مما نتج عنه انبعاث الروائح الكريهة هذا بالاضافة إلي انتشار الفئران والزواحف وباقي الحشرات الضارة الأخري داخل المجزر بشكل لافت للأنظار وهو ما يهدد بانتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة خاصة وأن المجزر أصبح يقع الآن بجوار منطقة سكانية بعد الامتداد العمراني الجديد وهي مكتظة بالسكان. كما كشف تقرير لجنة المتابعة والرقابة عن أن مصادر المياه بالمجزر ضعيفة جدا ولاتتناسب مع حجم العمل به بالاضافة إلي أن شبكة المياه تحتاج لصيانة وتجديد كما أن جميع الأسقف والجدران غير نظيفة والكهرباء تحتاج لإجراء صيانة بالاضافة لسوء حالة النظافة العامة داخل المجزر كما كشف التقرير أيضا عن اتمام الذبح بدون وجود بطاقات تسجيل حيوان مع تحصيل جنيهين عن كل ذبيحة لحين ورود البطاقات وهو ما يعتبر مخالفا للوائح حيث أنه لايجب الذبح إلا في وجود بطاقات تسجيل الحيوانات. ورغم أن إدارة الرقابة والمتابعة قد أخطرت الإدارة البيطرية بالمحلة الكبري من خلال مذكرة رسمية بضرورة التعاقد مع جهاز النظافة والتجميل بمدينة المحلة لسرعة نقل مخلفات الذبائح والتخلص منها أولا بأول للحفاظ علي الصحة العامة ونظافة المجزر إلا أن جهاز النظافة رد علي الإدارة البيطرية بأنه لا توجد مقالب مفتوحة لمدينة المحلة الكبري وأنه يتم نقل جميع المخلفات إلي المدفن الصحي بمدينة السادات يوميا وأكد رد جهاز النظافة بالمحلة بأنه غير مختص بنقل المخلفات الناتجة عن المجزر حيث يتم ذلك عن طريق الإدارة البيطرية التي يجب أن تتعاقد مع المسئولين عن نقل مخلفات المجازر إلي الأماكن المخصصة لها وبذلك تظل المشكلة قائمة والمسئولية ضائعة بين جهاز النظافة والتجميل بمدينة المحلة والإدارة البيطرية حول من المسئول عن نقل مخلفات مجزر اللحوم بالمحلة والتي أصبحت تمثل تهديدا للصحة العامة ومصدرا للتلوث البيئي. وأمام تفاقم هذه المشكلة كان لابد من طرحها علي مائدة المجلس المحلي الشعبي لمدينة المحلة الكبري حيث تمت مناقشتها خلال الجلسة الاخيرة التي عقدت برئاسة المحاسب رضا الحلوف وبناء علي طلب الاحاطة المقدم من أحمد سالم خاطر عضو المجلس وفي حضور ممثلي الجهات المعنية بالمشكلة. حيث طالب المجلس بضرورة تحويل مجزر المحلة الحالي إلي مجزر آلي يكون مطابقا للمواصفات العالمية والقياسات والاشتراطات الفنية والصحية والبيئية ليكون ذلك تمهيدا لادراج صناعة اللحوم ضمن الصناعات الحديثة بمدينة المحلة الكبري خاصة وانها أصبحت من الصناعات الواعدة والجاذبة للاستثمارات بالاضافة لتوفير احتياجات المدينة العمالية الكبيرة والقري التابعة لمركزها من اللحوم بأنواعها المختلفة وهو ما يساعد أيضا علي توفير فرص عمل للشباب وزيادة موارد المدينة كما أوصي المجلس في ختام جلسته بمخاطبة اللواء محافظ الغربية ورئيس مركز ومدينة المحلة الكبري ومدير تحسين الخدمة بالمجازر بمديرية الطب البيطري بسرعة إزالة جميع المخلفات الناتجة عن الذبائح والمتراكمة داخل مجزر المحلة أولا بأول حفاظا علي النظافة والصحة العامة وعدم انتقال الأمراض سواء للذبائح أو للمواطنين. كما أوصي المجلس بسرعة تدبير المبالغ المالية اللازمة لشراء منظفات وأدوات نظافة للمجزر الذي يفتقد لأي منظفات وأيضا شراء أدوات اسعافات أولية لمواجهة حدوث أي اصابات لأطباء وعمال المجزر. هذا بالاضافة إلي سرعة ترميم مدخل عنبر الضأن والذي أصبح في حالة سيئة وكذلك سور المجزر وجميع المباني الخاصةبه التي لم يتم صيانتها منذ انشاء المجزر وتغطية بيارات الصرف الصحي المكشوفة وعمل صيانة لحنفيات ومحابس عنابر الذبح ودورات المياه المتهالكة.