لأول مرة منذ عام1933 غابت صحيفة نيوزويك الأمريكية الشهيرة عن ملايين القراء في العالم كمطبوعة ورقية كان ينتظرها الملايين أسبوعيا لتتحول اعتبارا من هذا الأسبوع الي إصدار الكتروني, لتلحق بالعديد من الصحف والإصدارات الصحفية الشهيرة التي وجدت في المجال الالكتروني ملاذا آمنا يضمن لها البقاء والنجاة من الأزمات المالية التي أصبحت تهدد الصحف الورقية, وتعكس هذه الخطوة من قبل أكبر المجلات العالمية التي تحتفل بعد أيام بعيدها الثمانين الأهمية المتزايدة للانترنت كمصدر للمعلومات في عصر لا مكان فيه إلا لل ومن المؤكد أن مصر ليست بمنأي عن إعصار الصحافة الاليكترونية الذي يلاحق جميع الصحف في ظل تصاعد الأزمة المالية التي صارت تهدد الكثير من الصحف بل المؤسسات القومية التي كانت تعتقد أنها ضد مثل هذه الأزمات, وقد دفعها الأمر الي التفكير جديا الي تحويل بعض الاصدارات الي طبعات الكترونية توفيرا للنفقات الهائلة التي أصبحت تشكل عبئا كبيرا علي ميزانيتها بل تهدد بقاءها. ولعل الانتقال الآمن الي عصر الصحافة الاليكترونية في مصر يتطلب استعدادات وترتيبات مدروسة وواضحة حتي تؤدي الي الحفاظ علي الكيانات القائمة وتطويرها وتحديثها لتواكب متطلبات عصر المعلومات, وفي مقدمة الخطوات المطلوبة توفير البنية التشريعية التي تنهض بهذا النوع من الصحافة والإعلام, وبالتوازي تطوير المؤسسات التعليمية خاصة الجامعية التي يجب أن تضطلع بدور مهم في نشر ثقافة الصحافة الالكترونية تحريرا واخراجا, حيث انه بالنظر الي بعض المبادرات الخاصة والعامة في اصدار طبعات صحفية الكترونية يتبين أنها لا تزال تفتقد الي جوانب مهنية كثيرة, تتركز غالبيتها في عنصر المصداقية, وقصر مفهوم الصحافة الالكترونية علي الخبر الذي أصبح يهيمن علي ما يبث من مواد صحفية رغم ان طبيعة الصحافة الالكترونية تستوعب التقارير والتحليل وصحافة الخدمات وغير ذلك مما يفيد المتلقي للخدمة, في المقابل تفتقد مصر الي ثقافة المعلومات والي قانون يلزم الدولة باتاحة المعلومات ويضمن حرية تداولها, وتلك اشكالية كبري تمثل تحديا أمام نشر الصحافة الالكترونية. ويقينا إن نهضة الإعلام مرهون بالحرية التي لا تزال مصر تعيش قطيعة معها رغم قيام ثورة كانت الحرية مطلبها الأول.