تشهد العاصمة الإيطالية روما حاليا أهم حدث ثقافي وفني وهو الدورة الأولي لأسبوع اللغة العربية والثقافة المصرية والذي ينظمه المكتب الثقافي المصري بالتعاون مع وزارة الثقافة و جامعة سابينتسا بروما ويلاقي هذا الحدث الأول من نوعه ترحيبا واهتماما كبيرا من الجامعات ووزرات التعليم والخارجية الإيطالية حتي أن الدكتور لويجي فراتي رئيس جامعة سابينتسا أكد في كلمته أمام الوفد المصري بضرورة التعاون المشترك بين البلدين مشيرا إلي أن الحضارة اليونانية تدين بالكثير للحضارة الفرعونية والمصرية حيث إن هناك ترابطا قويا بين الحضارتين المصرية و اليونانية. واضاف لويجي أن الحضارة الإغريقية أخذت النظام الاجتماعي والانساني من الحضارة المصرية وطبقته حتي يومنا هذا وبالتالي فنحن نري أن التعاون المصري الإيطالي لابد أن يتوسع ويشمل جميع أفرع العلم والمعرفة والفنون والثقافة. من جانبه أكد الدكتور عبد الرازق عيد المستشار الثقافي في افتتاح أسبوع اللغة العربية والثقافة المصرية الأول بإيطالية أن مصر تتغير بالفعل وكلنا أمل أن تتغير نحو الأفضل بعلمائها وباحثيها ومبدعيها وفنانيها وأطفالها ونسائها.. بحضارتها وبتاريخها الممتد عبر آلاف السنين, ومن إرهاصات وعلامات هذا التغير هو افتتاح هذه الفعالية التي تعد اللبنة الأولي في أهم مشروع علمي وثقافي لنشر اللغة العربية وجعلها لغة للحوار والتواصل مع الآخر لذلك نتمي أن تستمر هذه التظاهرة التي يرعاها المحبون للعلم والثقافة في كلا البلدين وألا تصبح مجرد احتفالية سرعان ما تنفض وأضاف عبد الرازق أن هناك أكثر من جهة مصرية وإيطاليةوتتعاون لإنجاح هذا المشروع ومنها وزارتا الثقافة والتعليم العالي ممثله في المركز الثقافي بإيطاليا والجامعات الإيطالية وفي مقدمتها جامعة سابينتسا والتي تعد واحدة من أعرق الجامعات الإيطالية. وقال المستشار الثقافي إن الهدف من إقامته هذا الاسبوع الذي يشارك فيه اربعون باحثا ومثقفا وفنانا مصريا وستين شخصية ايطالية هو فرصة لتبادل الحوارات بين الثقافات و الشعوب وإظهار تاثير الحضارة العربية علي الغرب خاصة وان لدينا تاريخا طويلا من الحوار المصري الايطالي قبل وبعد الربيع العربي مشيرا إلي أن مصر هي الشريك الأول لايطاليا خاصة في مجال ترميم الآثار. ويتضمن هذا الاسبوع عشر جلسات لتبادل الآراء والحوار إلي جانب افتتاح معرض للكتاب وآخر للتصوير الفوتوغرافي والتشكيلي لعدد من الفنانين وطلاب المدارس ومعرض لنماذج نحتيه ومستنسخات اثارية وبوفيه للاكلات المصرية الي جانب عروض فنية للفرقة القومية للفنون الشعبية. بدات الجلسات بندوة حول العلاقات العلمية والثقافية بين مصر وايطاليا اكد فيها فرانكو ريتزي السكرتير العام لاتحاد الجامعات المتوسطية ان رياح الحرية والتغيير سوف تهب علي اوروبا كلها من الوطن العربي, مشيرا الي ان المرحله الراهنه مهمه للتعاون بين مصر وايطاليا تاريخيا وثقافيا وعلميا. وفي ندوة الادب العربي والادب الايطالي الواقع و الافاق اكد الكاتب الروائي صنع الله ابراهيم الكاتب الروائي ان الايطاليين تابعواالثورة المصرية ولكن هناك ظاهرتين ايجابيتين لهذه الثورة وهما سلميتها و حضور المراة بقوة ومع الاسف فنحن نشهد اليوم عدواان صارخا علي وجود المراة ودعوة الي الخلف مئات السنين. من جانبه تحدث الدكتور عبدالله التطاوي رئيس قسم اللغة العربية للجامعة القاهره ان هناك80 اتفاقيه في مجال تدريس اللغه العربيه في ايطاليه وجعلها اللغة الثانية الا ان كل هذه الاتفاقيات لم تنفذ حتي الان ونتمنا ان تبدا وزارة التعليم العالي فورا في اجراءات تنفيذها. اما في ندوة مستقبل الثقافة في مصر بعد ثورة25 يناير فقد تحدث الدكتور سعيد توفيق امين عام المجلس الاعلي للثقافة مؤكدا ان الحديث مستقبل الثقافة في مصر لم ينقطع يوما منذ ان طرحه طه حسين في كتاب يحمل هذا العنوان ذاته, ولكن هذا الموضوع اصبح ملحا ومطروحا بقوة بعد اندلاع ثورة25 يناير. وهذا يعني ان هناك صلة وثيقة بين الثقافة والثورة. و من جانبه أكد المخرج مجدي أحمد علي أن فنون السنما والمسرح والدراما التليفزيونية تاثرت صناعتها كثيرا بحرب الخليج الأولي والثانية, ورغم إننا ثاني أقدم دولة تصنع سينما في العالم ولدينا رصيد من الأفلام السينمائية يتعدي5 آلاف فيلم طويل و10 آلاف فيلم تسجيلي ورغم ريادتنا لهذه الصناعة في المنطقة العربية وخاصة دول الخليج المستهلكة لم نستطع أن نتخطي هذه الازمة حتي الآن وكانت حرب الخليج هي الضربة الاولي لصناعة الفن في مصر. واشار مجدي الي ان هناك شيئين ايجابيين لابد من رصدهما في هذا التوقيت وهما ان السينما المصرية بدات عصر السينما المستقلة التي لا تعتمد علي النجم ولا الدولة خاصة مع تقدم صناعة الديجيتال دون تعقيد مثل أفلام ال35 مل, والثاني نشات فرق الموسيقية والمسرح المستقلة التي استخدمت الجراجات والشارع لتقديم اعملها الفنيه. أما مفاجآت أسبوع الثقافة العربية في ايطالية فكانت العروض الفنيه التي قدمتها الفرقة القومية للفنون الشعبية برئاسة الفنان حسن إبراهيم والتي أدهشت بها الجمهور الإيطالي وكذلك الجالية المصرية في روما وتفاعل الجميع مع الاستعرضات الراقية والتي قدمتها علي مسرح جامعة سابينتسا وكذلك المركز الثقافي المصري وقد حرصت الفرقة القومية للفنون الشعبية بجهد والتزام شبابها الواعد علي تقديم أحدث استعراض عن ثورة25 يناير وهو صوت الجماهير, إضافة إلي تقديم اشهر استعراضات الفرقة المستوحاة من الثقافة والفلكلور والتراث الشعبي المصري فكانوا بذلك خير سفير للفن المصري في ايطالي.