الأضحية عبادة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع, وشعيرة من شعائر الإسلام العظيمة, وهي من أعظم القربات والطاعات, ودليل علي الامتثال لأوامر الله عز وجل ونواهيه, وقد شرعت لحكم عظيمة. منها التأسي بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام, والفرح بالعيد, والتوسعة علي الناس فيه, ومشابهة الحجيج في بعض مناسكهم. ويعرف الدكتور محمد أبو ليلة عميد معهد الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الأضحية بأنها كل ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام النحر تقربا إلي الله تعالي, وهي سنة عن النبي صلي الله عليه وسلم وعن أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام, وليست واجبة باتفاق الجمهور. ويؤكد أنها تذبح بعد صلاة العيد مصداقا لقوله تعالي فصل لربك وانحر, وعنه صلي الله عليه وسلم انه قال: من ذبح قبل الصلاة فهو يذبح لنفسه, ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين متفق عليه. ويفضل أن يذبح المضحي ذبيحته بيده ويشهدها هو وأهله والدليل علي ذلك ما رواه الحاكم عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال لفاطمة: قومي إلي أضحيتك فاشهديها فإنه بأول قطرة منها يغفر لكي ما سلف من ذنوبك. وعنه صلي الله عليه وسلم آنه قال في فضلها: ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلي الله من إراقة ذبح وأنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع علي الأرض فطيبوا بها نفسا رواه ابن ماجة والترمذي. وسأل صلي الله عليه وسلم ما هذه الأضاحي؟ قال: هي سنة أبيكم إبراهيم, فقالوا: ما لنا منها, قال: بكل شعرة حسنة, فالصوف يا رسول الله, قال بكل شعرة من الصوف حسنة ويقول د. أبو ليلة.. لقد حذر صلي الله عليه وسلم القادرين علي الأضحية ولم يضحوا بقوله في حديث أبي هريرة من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا أي أن الله لا يقبل منه صلاة العيد ومن آداب الأضحية عندما ينوي المضحي فعليه أن يلبس أفضل ما عنده من ثياب, ويفرغ قلبه لله وكأنه يعيش حالة شعيرة ونسك من شعائر ومناسك الحج تماما, وألا ينهر الفقراء وألا يدخل في جدال مع أحد. ونهي صلي الله عليه وسلم من دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد التضحية أن يأخذ من شعره أو أظفاره شيئا, فعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم. قال: إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره رواه الجماعة إلا البخاري. ويشير الشيخ عبدالحميد محمد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا إلي أن الأضحية إذا كانت من الغنم فيجب ألا يقل عمرها عن6 أشهر, أما إن كانت من الماعز ألا يقل عمرها عن7 أشهر, وفي حالة إذا كانت الأضحية بالأبقار أو الجاموس فيجب ألا يقل سنها عن سنتين أما الإبل فلا يقل سنها عن خمس سنوات. ويؤكد أن الأصل في الأضحية أن تكون من الضأن لأن العبرة في الأضحية بطيب اللحم لا بكثرته, ويجوز أن يشترك سبعة أشخاص في الأضحية ببقرة. وتقسم لحوم الأضحية إلي ثلاثة أجزاء ثلث للفقراء وثلث يهدي للأصدقاء والأقارب وثلث لأهل بيت المضحي, ولا يجوز بيع أي جزء من الأضحية مصداقا لقوله تعالي: ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير( سورة الحج: الآية28). ويوضح أن الأضحية شرعت في السنة الثانية من الهجرة ولقد ضحي النبي صلي الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين وقال اللهم إن هذا عني وعن آل بيتي والآخر عن أمتي ومن الأمورالطيبة التي تنتج عن الأضحية وإهدائها إلي الأهل والأصحاب تثبيت العلاقات بين الناس وإثراء روح المودة والتكافل وإزالة الضغائن والأحقاد. وورد عن الصحابة أن الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه ضحي ب ديك فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: مؤذن ضحي بمؤذن. ويري الإمام الشافعي أن الأضحية سنة يكفي أن يقوم المسلم بأدائها مرة واحدة في العمر, بينما يري غيره من الفقهاء انها سنة مؤكدة في حق القادر عليها كل سنة عن نفسه وولده. ويذكر ان الأضحية لابد أن تتوافر فيها صحة البنية وأن تكون خالية من العيوب والأمراض, وينبغي ان يشهد المضحي أضحيته, ويفضل ان يقوم هو بذبحها, أما إذا كان لا يجيد الذبح فلا حرج من الاستعانة بمن لديه الخبرة في الذبح.