للحج آثار في زيادة إيمان المسلم وتقوية صلته بربه تعالي, فيخلص العبادة له سبحانه, ويكون أشد حرصا علي فعل الطاعات, واجتناب المنهيات, واكتساب الحسنات, والتخلي عن السيئات, حتي يدخل فيمن قال الله فيهم: الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ولهذا كان الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام, وهو فريضة علي المسلمين, وفرضه معلوم من الإسلام بالضرورة, ومن نعمة الله علي عباده أنه لم يفرضه علي العباد إلا مرة واحدة في العمر, وذلك لتكرره كل عام, ولضيق المكان فيما لو اجتمع المسلمون كلهم, وذلك من رحمة الله وحكمته وبالتالي يجب علي المسلم أن يتقي الله, وأن يبادر بأداء الحج إذا تمت شروط الوجوب في حقه, لأن جميع الواجبات تجب المبادرة بها إلا بدليل, فكيف تطيب نفس المسلم أن يترك الحج إلي بيت الله الحرام مع قدرته عليه, وسهولة الوصول إليه؟! وكيف يؤخره وهو لا يدري لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد عامه؟! فقد يكون عاجزا بعد القدرة, وقد يكون فقيرا بعد الغني, وقد يموت وقد وجب عليه الحج, ثم يفرط الورثة في قضائه عنه. في البداية يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق, أن الحج فريضة فرضها المولي عز وجل علي المستطيع القادر عليها فقال تعالي:( ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا){ آل عمران:97} وهي ركن من أركان الإسلام الخمسة والحج شرع ليمحو عن الحجاج الذنوب والخطايا ولأوزار ويربي فيهم القيم المثلي والأخلاق وقد قال سيدنا المصطفي صلي الله عليه وسلم( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) وقال لنا ربنا سبحانه وتعالي( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهم الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج){ البقرة:197}, والحج فريضة تعلي الأخلاق وترسي القيم وتعودنا الذوق والأدب والأخلاق الحسنة والسلوك الطيب وتغفر الذنوب والآثام,, أمرنا بأن نبادر بأداء فريضة الحج إذا كنا مستطيعين, وبين أن الحج ضرورة علي القادر وقد قال صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة جل وعلا في الحديث القدسي( إن عبدا صححت له جسمه, ووسعت عليه في المعيشة يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم) وهو فريضة مرة في العمر وقد وقف رسول الله صلي الله عليه وسلم يخطب الناس فقال: أيها الناس إن الله عز وجل قد فرض عليكم الحج فحجوا, فقال رجل: أكل عام يا رسول الله فسكت حتي قالها ثلاثا, فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم, ثم قال: ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم علي أنبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه. ومن فوائد الحج الاجتماعية يري الشيخ محمود عاشور ان الحج مؤتمر عام للمسلمين الداعي إليه المولي سبحانه وتعالي فيجتمع فيه المسلمون من كل جهة وصوب ومن كل فج عميق يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ليتحقق التواصل بين المسلمين دائما والتحاب دائما والتلاقي فيجمع المسلمون من كل بلاد الله يتعارفون ويتحابون ويتعاونون ويري أيضا ان من المفروض أن يجتمع فيه قادة الدول أو من ينوبونهم يناقشون مشاكل الأمة الإسلامية ويضعون الحلول لها ويحققون التعاون والترابط والاتحاد والاخوة بين المسلمين في كل أنحاء الأرض ثم عود الحجيج إلي ديارهم بقلوب سليمة ونفوس راضية وضمائر مطمئنة لانهم أدوا لله ما فرضه وما أوجب وما ينبغي لهم فرددوا جميعا بلسان واحد مهما اختلفت ألسنتهم لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك.. ومن شروط الحج المبرور أن يكون من مال حلال فالذي يحج بمال حلال حين بلبي تقول الملائكة لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور وذنبك مغفور وترجع مأجور غير مأزور أما الذي يحج من مال حرام فترد الملائكة لا لبيك ولا سعديك زادك حرام وراحلتك حرام فحجك مردود عليك وتعود ما أزورر غير مأجور, ولا من اخلاص النية لله سبحانة وتعالي ولايكون هنا رياء ولاسمعة اللهم حجا لا رياء فيها ولا سمعة هذا هو الحج الذي شرعه الله عز وجل يجمع كل المسلمين ويوحد بينهم ويشعرهم جميعا بأنهم أمة واحدة. ومن جانبه يقول الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق, الحج ركن من أركان الإسلام فرضه الله تعالي علي المستطيع فقال تعالي: ( ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا){ آل عمران97}, وبين الرسول صلي الله عليه وسلم ثمرة الحج في غفران الذنوب وفي سعة الرزق حيث قال صلي الله عليه وسلم( تابعوا بين الحج والعمرة, فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة) وينبغي علي الحاج أن يبتعد عن الرفث ومعناه: الفحش من القول أو الفعل وأن يبتعد عن الفسوق والجدال لقوله الله تعالي( فمن فرض فيهم الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج){ البقر:197} والذي يبتعد عن الرفث والفسوق ويؤدي حجه كاملا يعود من حجه كما ولدته أمه لقول الرسول صلي الله عليه وسلم( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) وفي الحج اجتماع المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها علي اختلاف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم يوحد الإسلام بينهم ويتدارسون قضايا أمتهم ويعملون علي خير العباد والبلاد ومن أهمية الحج في حياة الأنسان أن يغفر الذنوب ويعود الانسان علي الأخلاق الكريمة ويعود من الحج أحسن مما كان ويعود بأخلاق فاضلة وندعو الله أن يتقبل من الحجاج وأن يكتب سلامتهم في الذهاب والاياب.