فجر المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة العديد من المفاجآت في منتدي الأهرام المسائي, حيث اعترف بوجود فساد داخل المحافظة.. وأن عددا كبيرا من الشخصيات العامة التي تظهر علي شاشات التليفزيون هم أكبر واضعي اليد علي أراضي الظهير الصحراوي للمحافظة, لافتا إلي أنه تم توزيع207 آلاف فدان علي المستحقين, وبرغم ذلك تم وضع اليد عليها, مشيرا إلي أن صاحب جامعة شهيرة يستولي علي415 فدانا هو وأسرته في البحيرة, حيث يتم حاليا اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لسحب الأرض منه. وقال: إن وزير المالية سحب من رصيد المحافظة في البنك المركزي, وهو ما يدل علي وجود أزمة اقتصادية تستدعي الصبر من جميع المطالبين بالحقوق المشروعة, مؤكدا أن مصر مليئة بالخيرات ولكن كيفية تدويرها هي التي ستنهض بالمستوي الاقتصادي, ويأخذ كل ذي حق حقه. وأوضح الحملاوي أن الكثيرين يستغلون القنوات التليفزيونية تحت مسميات وهمية لخداع المحافظين للحصول علي أراضي في المحافظات للحصول علي قروض بضمانها من البنوك تحت مسمي تنفيذ مشروعات النظافة, وهو ما لا يحدث. وفي رسالة واضحة للمسئولين بالمحافظة قال الحملاوي: من لا يعيش حياة الناس يترك منصبه, لافتا إلي أنه لو اجتهد كل مسئول في عمله فلن تكون هناك مشكلة. وقال المحافظ: البحيرة هي مصر, لأن بها الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة والصحراء, فهي من كبري المحافظات, وتتمتع بموقع استراتيجي مهم حيث تقع بين فرع رشيد شرقا, ومحافظتي الإسكندرية ومطروح غربا, والبحر المتوسط شمالا, ومحافظة الجيزة جنوبا, ويخترقها شريانان رئيسيين بالجمهورية هما طريقا القاهرةالإسكندرية الصحراوي والزراعي, ومنذ اليوم الأول من تولي المسئولية وأنا أضع في اعتباري استراتيجية واضحة لتنمية المحافظة. * الأهرام المسائي: وما أهم ملامح هذه الاستراتيجية؟ ** تعتمد علي ثلاثة محاور رئيسية هي: استكمال المشروعات التي تحتاج إلي مبالغ بسيطة لإتمامها, مثل استكمال كوبري إيتاي البارود, وكوبري كفر الدوار, واستكمال وتشغيل مشروع فرهاش للثروة الداجنة, وكذلك البدء في استكمال ستاد دمنهور الرياضي الجديد, بالإضافة إلي استكمال وتشغيل مستشفي حوش عيسي, من منطلق أن تشغيل واستكمال المشروعات المتوقفة أفضل من البدء في مشروعات جديدة قد لا تستطيع استكمالها لقصور الإمكانات والموارد المتاحة, لأن كل مشروع يستكمل ويدخل حيز التشغيل يعني فرص استثمار جديدة, عمالة جديدة, وإنجاز يصب في خدمة الجماهير. ثانيا: المتابعة الميدانية والمرور المفاجئ علي مواقع المرافق والخدمات بأنحاء المحافظة للوقوف علي جوانب القصور بتلك المرافق, والتعرف ميدانيا علي طرق العلاج, بالإضافة إلي مكافأة المجيد, ومعاقبة المقصر, وأتذكر في أثناء مروري بمدينة أبو المطامير أنني وجدت حظيرة مواشي تم بنائها علي طابقين بشكل مخالف, بالرغم من حصول صاحبها علي كل الموافقات والترخيصات اللازمة, فأصدرت علي الفور قرارا بنقل رئيس مدينة أبو المطامير إلي مركز أصغر هو الرحمانية, وإيقاف3 مهندسات من المسئولات عن التراخيص والتحقيق معهن, وكان لاستراتيجية المرور الميداني المفاجئ علي مواقع العمل أثر كبير في انتظام حركة العمل بمعظم المواقع, لتوقع الجميع الزيارة المفاجئة. ثالثا: تنمية الموارد الذاتية للمحافظة بالاستثمار الجيد لمشروعات المحافظة, مثل مشروع المحاجر الذي كان نهبا لمجموعة من المافيا الذين تصدينا لهم بالتعاون مع أجهزة الأمن, وفرضت علي المنتفعين ضرورة التراخيص لتلك المحاجر, مما أدي إلي زيادة الموارد الناتجة عن هذا المشروع, بخلاف استثمار محلات الموقف الجديد, والتأجير التشغيلي لمشروع البيض بشبراخيت, ويجري الآن عمل دراسات للاستغلال الأمثل للمناطق السياحية برشيد, وإدكو, ووادي النطرون, بالإضافة إلي العمل علي استثمار المناطق الصناعية بكفر الدوار, ووادي النطرون, حيث أصبحت منطقة وادي النطرون منطقة جذب استثماري, فتمت إقامة عدد من المشروعات الصناعية مثل صناعة وتعبئة الملح وغيرها من الصناعات المهمة. * الأهرام المسائي: كيف تحتفل البحيرة بعيدها القومي؟ ** نحتفل بالعيد القومي بافتتاح مشروعات جديدة, فقد تم افتتاح28 مدرسة بتكلفة60 مليون جنيه للنزول بكثافة الفصول, وسيتم افتتاح مدارس جديدة في مدينة بدر, وتصل تكلفة المشروعات الجديدة داخل المحافظة إلي200 مليون جنيه, ليصل إجمالي الإنفاق علي مختلف مشروعات المحافظة إلي800 مليون جنيه في مشروعات الصرف والمياه. * الأهرام المسائي: هل تعتمد علي التقارير في تعاملاتك مع قضايا المحافظة دون الاحتكاك برجل الشارع؟ ** الناس لا يثقون في المسئولين, وهو ما يتطلب إعادة هذه الثقة من خلال المتابعة الميدانية التي هي سر نجاح المشروعات في البحيرة, وأحرص علي أن أتجول في شوارع البحيرة لمحاسبة المقصرين في أداء مهامهم, كما أن سلم المحافظة يكتظ بالمواطنين حيث تم فتح5 شبابيك لخدمتهم, وكذلك فإن الباب الغربي لمبني ديوان المحافظة مفتوح بشكل دائم لتلبية رغبات المواطن مادامت مشروعة. * الأهرام المسائي: وماذا عن انجازاتكم في قطاع المرور تنفيذا لبرنامج ال100 يوم للرئيس؟ ** أولا: خطة الرئيس نتعلم منها كيفية العمل للمستقبل, لكن للأسف يتعمد البعض حساب المائة يوم بالساعة لمحاسبة الرئيس, بل يتعمد البعض نشر مانشيتات فشل خطة الرئيس دون إدراك أن المحاور الخمسة للخطة هي منهاج عمل لإحداث التغيير, وتطوير السلوك, وفي البحيرة كانت تخدمها4 وحدات مرور فقط, لكن خلال ستة أشهر تم إنشاء6 وحدات مرورية جديدة ليصبح عدد الوحدات المرورية10 وحدات تقوم علي خدمة جماهير المحافظة, وستتم في القريب العاجل زيادة تلك الوحدات, كما تمت ميكنة وحدة مرور رشيد للتسهيل علي المواطن الحصول علي الخدمة في أقل وقت ممكن, وجاري عمل الدراسات اللازمة لميكنة كل الوحدات المرورية بالمحافظة. * الأهرام المسائي: وأين الأمن؟ ** الأمن هو العمود الفقري لتحقيق المحاور الخمسة في برنامج الرئيس, خاصة أننا محافظة حدودية وكل الأسلحة والمخدرات التي كانت تتسلل عبر ليبيا والسلوم تمر بمحافظة البحيرة, وهو ما يشكل عبئا كبيرا علي أجهزة الأمن, لذلك كانت المضبوطات بالبحيرة من أكبر كميات المضبوطات علي مستوي الجهمورية, ويجب أن نعترف بأن الأمن شريك في كل شيء, خاصة في تلك المرحلة من الانفلات الأمني, فهو شريك في الحفاظ علي النظافة, وفي إزالة التعديات, وفي التصدي للعشوائيات, وفي منع السوق السوداء للسلع التموينية والاسراتيجية, ولاشك في أن تحقيق الأمن والأمان عملية مستمرة وليست مرتبطة بمدة ال100 يوم فقط, وهناك مثال واضح شهدته المحافظة أخيرا يدل علي مدي ارتباط الجهود الأمنية بالحفاظ علي صحة المواطنين, حيث تلاحظ في إحدي محطات المياه تغيير لون المياه, وبالفحص وجد أن مأخذ المياه لتلك المحطة ملوث بمواد كيميائية نتيجة إلقاء عبوات وكراتين لمواد كيميائية منتهية الصلاحية بالترعة, التي تمثل مأخذ مياه المحطة, فتم علي الفور إبلاغ الأجهزة الأمنية التي نشطت للبحث والتحري, وخلال24 ساعة تم ضبط صاحب تلك المواد والعربجي الذي قام بنقلها وإلقائها في نهر الترعة, وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم, لذلك فإن الأمن متداخل في كل مناحي الحياة, وأن تحقيق أمن المواطن مرتبط بتحقيق الأمان له في حياته المجتمعية. * الأهرام المسائي: كثر الحديث عن الدعم ما بين الإبقاء عليه وتقليصه.. فكيف تري هذه القضية؟ ** أنا مع ضرورة استمرار الدعم بشرط أن يصل لمن يستحق, فليس من المنطق أن ندعم رغيف العيش ونسبة كبيرة منه تصل لأصحاب مزارع المواشي والدواجن لاستخدامها كعلف حيواني, وليس من المعقول أن ندعم الكهرباء لمن يضع في بيته من3 إلي4 تكييفات. أيضا كيف ندعم المواد البترولية كالبنزين لمن يركب سيارة هامر ثمنها أكثر من مليون جنيه بنفس قدر المواطن الذي يركب سيارة شاهين مثل حالاتي, إذن لابد من ترشيد الدعم ليصل إلي من يستحق. * الأهرام المسائي: وهل توجد أزمة خبز في البحيرة بالفعل؟ ** نحو300 ألف أسرة كانت لا تحصل علي الخبز, لكن أنهينا الأزمة من خلال إنشاء41 مخبزا جديدا بعد حصول المحافظة علي ألف طن دقيق فوق حصتها من وزارة التموين, وحاليا لدينا25 مخبزا آليا, بينما تم الاتفاق مع الصندوق الاجتماعي لمساعدة أصحاب المخابز العادية في التحويل من يدوي إلي آلي. * الأهرام المسائي: وماذا عن المنطقة الصناعية بكفر الدوار وادي النطرون وجهود التنمية فيهما؟ ** كفر الدوار إحدي القلاع الصناعية, لوجود4 شركات كبري بها, واشتهارها بالغزل والنسيج, ونعمل الآن علي إعادة جودة الصناعة بها, حيث تم رصد150 مليون جنيه لتحديث مصنع الغزل والنسيج بكفر الدوار, ومع نهاية الشهر الحالي لن تكون هناك مشكلة صرف صحي بالمدينة, خاصة أن بها21 وحدة صرف صحي حتي الآن, كما أن المنطقة الصناعية بوادي النطرون تشهد طفرة صناعية متطورة, وقد وصلت استثماراتها إلي مليار جنيه, لوجود عدد من المشروعات مثل5 ثلاجات بطاطس, ومصنع للبطاطس نصف المقلية, وآخر لتعبئة الملح, وهي مشروعات ناجحة جدا لوجود المواد الأولية في المنطقة نفسها, كما أن بها أكبر مزرعة لإنتاج الدواجن, وقد انتهينا من أعمال البنية التحتية في المنطقة الصناعية بوادي النطرون, ونعمل حاليا علي ترفيق المنطقتين الثالثة والرابعة. * الأهرام المسائي: هل تؤيد فكرة انتخاب المحافظيت وتعديلات قانون الحكم المحلي؟ ** أنا مع انتخاب المحافظين من حيث المبدأ, لكن يجب أن يخضع هذا الأمر لعدة تساؤلات, منها: هل الوقت مناسب الآن لتطبيق التجربة؟ وهل كون المحافظ من أهالي المحافظة سوف يخضعه للضغوط ويكسبه عداءات أم لا؟ أما في إطار الرؤية لتعديلات قانون الحكم المحلي, فأنا أري أنه لابد أن تكون اختصاصات المحافظين في الدستور الجديد بالقانون وليس بالتفويض, كما يجب أن يكون التصرف في أملاك الدولة بالمحافظة اختصاص أصيلا للمحافظ, فليس من المعقول أن تري إعلانا عن بيع أراضي في وادي النطرون والمحافظة لا يعرف عنها شيء, وتتحمل المحافظة كل المشكلات الناتجة عنها من نزاعات وخلافات ومرافق. * الأهرام المسائي: كيف تتصدون للعشوائيات واحتلال الباعة الجائلين للشوارع؟ ** الباعة الجائلون مثل القط والفار, لذلك لا يجب محاربة الناس في أرزاقهم, كما لا يجب طردهم من أماكنهم قبل إيجاد مكان بديل لهم, فلابد أن يكون القرار بالحكمة وليس بالعنف, وهذا ما تم في تجربة تطهير منطقة أفلاقة بدمنهور من الباعة الجائلين, حيث تم إيجاد أماكن بديلة لهم في السوق الجديدة, وتم تحفيزهم بعدم دفع قيمة الإيجار لمد3 أشهر, فتم دخول50% منهم في السوق, والباقي تم إجلاؤهم عن الشوارع بالطرق القانونية, وأصبحت منطقة أفلاقة والكورنيش خالية من الباعة الجائلين, كما تم مد خطوط عمل السرفيس إلي مكان السوق الجديدة لزيادة حركة شراء المواطنين من السوق, وطالبنا رؤساء المدن والمراكز بتوفير قطع أراضي لعمل سويقات للباعة الجائلين. * الأهرام المسائي: أين الشباب من خطة المحافظة؟ ولماذا لم يتم التوسع في بناء مراكز لهم؟ ** ضاحكا فيلم التجربة الدنماركية لعادل إمام جسد تجربة شخصية رأيتها بعيني في أحد مراكز الشباب بالبحيرة, وقمت بإقالة رئيس المركز, وعلي مستوي التطوير فقد طورنا39 مركزا, وأؤيد إعادة النظر في وضع المراكز علي مستوي الجمهورية, فبرغم أن الدولة أنفقت عليها المليارات لكنها تفتقد للملاعب الرياضية, حيث إن هذه الأموال تصرف علي تشييد مكاتب فخمة دون توجيهها لخدمة الشباب, كما يجب أن يكون لمراكز الشباب دور في تنفيذ برنامج ال100 يوم للرئيس, فيجب أن يكون لهم دور في أعمل النظافة, وفي تنظيم المرور, وفي توزيع الخبز, وفي الرقابة علي الأسواق, وكذلك في اللجان الشعبية, أي يجب أن تكون مراكز الشباب قاطرة التنمية في كل محافظة. * الأهرام المسائي: ماذا عن مشروعات تجميع وفرز القمامة؟ ** مشكلة النظافة في مصر سببها الشركات الأجنبية لعدم درايتها بطبيعة الأحياء واختلافها من مكان لآخر, كما أن صناديق القمامة الموجودة في الشوارع هي الأزمة الكبري, حيث يجب جمع القمامة وتوريدها مباشرة إلي المصانع, وعدم تركها في الشوارع, وأعتقد أن تطبيق القانون علي الجميع كفيل بإنهاء مشكلات القمامة في مصر, وفي البحيرة يتم رفع طنين قمامة يوميا بجميع مراكز وقري المحافظة, حيث توجد شركات تتولي عملية التجميع والفرز وتدوير القمامة للاستفادة منها كسماد, وكتصنيع للمخلفات, وسيتم افتتاح مصنع جديد لتدوير القمامة في كوم حمادة قريبا. وفيما يتعلق بالإنجازات فقد تم افتتاح مستشفي حوش عيسي المقام علي أحدث التقنيات, وسوق خضار حديثة, وموقف سيارات خارج المدينة, وتحويل4 وحدات صحية إلي مستشفيات عامة, وتخصيص3 ملايين جنيه للمعهد الطبي بدمنهور, وافتتاح وتشغيل جامعة دمنهور ب9 كليات رئيسية, والانتهاء من كوبري إيتاي البارود السريع بتكلفة16 مليون جنيه, والانتهاء من كوبري كفر الدوار علي السكة الحديد, والانتهاء من كوبري فوة علي نيل المحمودية, الذي يربط بين مدينتي المحمودية وفوة بكفر الشيخ, والانتهاء من كوبري دمنهور أعلي السكة الحديد ودخوله الخدمة, واعتماد12 مليون جنيه لعمليات الرصف بحي أبو الريش, والانتهاء من17 مدرسة ما بين جديدة وتوسعات لدخول الخدمة هذا العام, وإنشاء مدرسة فنية للصناعات النسيجية بكفر الدوار, ومدرسة فنية أخري بشركة المياه, بالإضافة إلي فصل الصناعات النسيجية بإدكو لتخريج دفعات متخصصة من الفنيين, وافتتاح المشروع الخدمي للتغذية المدرسية بدمنهور بتكلفة18 مليون جنيه علي مساحة2107 أمتار مربعة, وبه400 عامل يغطي120 مدرسة ابتدائية بالتغذية المدرسية, وتعيين247 من أوائل الخريجين دفعات2003 2010 من أبناء المحافظة, ودعم قطاع الصحة بعدد8 ماكينات غسيل كلوي تم توزيعها وتشغيلها بمستشفيات المحافظة حسب الاحتياج, وإعادة تأهيل وتجديد المعهد الطبي القومي بدمنهور بتكلفة18 مليون جنيه. علاوة علي ذلك تم افتتاح مستشفي كفر الدوار العام بتكلفة175 مليون جنيه, وافتتاح صومعة غلال بقرية الشعراوية بأبو المطامير بتكلفة63 مليون جنيه, بطاقة تخزينية20 ألف طن, بالإضافة إلي صومعة غلال وادي النطرون بنفس الطاقة التخزينية, وجاري إقامة مصنع بكفر الدوار ملحق بها مخبز استراتيجي, وإنشاء محطة الفرز الوسيطة بكوم تقالة بأبو حمص, المقامة علي مساحة12 ألف متر مربع, بتكلفة مليوني جنيه, تخدم12 قرية مجاورة.
