أثار مسلسل الزوجة الرابعة عقب عرضه علي العديد من الفضائيات خلال رمضان الماضي ردود أفعال متباينة لدي الجمهور والنقاد, خاصة حول قضية تعدد الزوجات. وبرغم ذلك خرج المسلسل محققا نسبة مشاهدة عالية ومنافسة للأعمال الكبيرة. يقول أحمد عبدالفتاح مؤلف العمل في حواره مع الأهرام المسائي إنه غير راض عن تحليلات النقاد التي ظلمت العمل, مؤكدا أن العمل لا يقلل من قيمة المرأة, وأنه كان يحمل رسالة مهمة للجمهور من شأنها السمو بقيمة المرأة في عيون الرجال. التقيناه.. وسألناه عن أمور عديدة مثل الكتابة الكوميدية, وأيضا الهارب إلي عالم الجاسوسية من خلال مسلسل الصفعة؟ * لماذا اتجهت بكتاباتك إلي عالم الكوميديا؟ * الكاتب دائما مهموم بمشاهديه, ودائما يبحث عن احتياجاتهم, وأعتقد في الفترة الأخيرة, ونظرا للظروف التي مرت بها مصر, حدث نوع من التشبع السياسي لدي المشاهد وأصبح لا يمكنه مشاهدة أعمال جادة وثقيلة, وأنه يبحث في هذه الفترة بالذات عما يحقق له استراحة, أو خروج عما ألفه أخيرا من زخم في الأحداث, ورغي سياسي, لذلك اتجهت بفكري إلي عالم الكوميديا الذي رأيته مخرجا مهما للمشاهد مما هو فيه, وهذا ما تحقق في مسلسل الزوجة الرابعة. * اتهم النقاد العمل بأنه أهان مكانة المرأة وجعلها مجرد سلعة؟ * المسلسل قدم رسالة ظهرت من خلال المحامية المثقفة التي تزوجها فواز تقول من خلالها إن المرأة كيان مستقل ولا يمكن أن تكون تابعا للرجل, لا يري فيها غير متعته, فهي أنثي خلقها الله وكرمها. العمل كان يدافع عن المرأة, ومن قال إنه أهانها لم يري العمل حتي نهايته. * هناك اتهامات للمسلسل بتردي الحوار وكثرة الإيحاءات غير الملائمة؟ * أتحدي أن توجد أي ألفاظ أو أي إيحاءات في عملي, وأرفض أن يؤذي المشاهد بأي حال من الأحوال, خاصة أن أسرتي من المشاهدين, لكني أعتقد في الوقت نفسه أن بعض الأعمال تحتاج إلي إدخال مفردات أو كلمات قد يراها البعض غير لائقة في قضية تحاكي الواقع, لذلك أرجو أن نتجه إلي ثقافة التصنيف العمري لمشاهدة العمل, ولكن للأسف لم تصل إلينا بعد هذه الثقافة. * ولماذا ذهبت في الوقت نفسه إلي الكتابة عن عالم الجاسوسية في الصفعة؟ * أولا الكتابة عن ملف المخابرات مهمة صعبة جدا, لأن الكاتب يقع عليه عبء كتابة دراما محملة بمعلومات متاحة له في إطار ضيق بحسب الملف الذي يتحرك من خلاله, وقد تحمست جدا لهذا الملف الذي يدور حول جاسوس وليس بطلا وطنيا يمكن من خلاله جذب المشاهد بسهولة لأن السيناريست أسامة أنور عكاشة قال عن هذا الملف تحديدا إنه من أصعب الملفات التي يمكن تحويلها إلي دراما ويحتاج إلي كاتب مميز, وكان هذا تحدي كبير لي, وكل همي كيف أزرع بطلا مصريا من تفاصيل العمل لأتحدث من خلاله. * كيف رأيت التجربة بعد ذلك؟ * وسط هذا الزحام الشديد من الأعمال في موسم واحد كان من الصعب أن أفرض وجودي بشكل كبير, ولكن أتمني أن يحقق في العرض الثاني اهتماما أكبر ويحصل علي حقه في المشاهدة, وأتمني أيضا موسما آخر خارج رمضان نستطيع من خلاله عمل مسلسلات تمس الشارع المصري وقضاياه بدلا من التكدس الذي نراه في رمضان, الذي يأتي بنتائج عكسية علي الأعمال, ويجهض مجهودنا. * هل لاحظت إيجابيات محدد وسط هذا الزخم من الأعمال؟ * أهم إيجابيات الدراما هذا العام هو عودة النجمين عادل إمام ومحمود عبدالعزيز الي مجال الدراما التليفزيونية بجانب نور الشريف, والفخراني, وأيضا خوض نجوم السينما للدراما التليفزيونية أعتقد كل هذا أحدث نوعا من الإثراء الدرامي صعب تكراره, ولكن كان يحتاج هذا الكثير من الأعمال لمواسم عديدة, وليس موسما واحد. * ما هو مشروعك الدرامي المقبل؟ * أستكمل كتابة فيلم صندوق بريد79, وهو فيلم رومانسي نري من خلاله صفات عديدة يجب أن يتحلي بها الإنسان وغائبة عنه مثل الغفران, والتسامح, والحب وغيرها من الصفات الجميلة, وأعتقد أننا الآن نحتاج بقوة إلي مثل هذه الموضوعات.