متحف الحضارة المصرية الجاري انشاؤه حاليا في الفسطاط,سيكون واحدا من أعظم متاحف الحضارة في العالم, لأنه متحف يروي فصول حضارة عريقة صنعت التاريخ هكذا شرح لنا فاروق حسني وزير الثقافة. كيف حصل علي أرض المتحف, وقال انه قبل توليه الوزارة مانوا يريدون إنشاء المتحف خلف دار الأوبرا, لكنه رفض الفكرة ووجد الأرض الحالية بالمصادفة خلال حفل إفطار مع وزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسي, حيث شاهد الأرض وكانت مقلب قمامة, فطلب من محافظ القاهرة الحصول عليها, وهو ماحدث حيث تم تخصيص25 فدانا للمتحف, ثم وافق المحافظ اخيرا علي ضم بحيرة عين الصيرة و15 فدانا حولها للمشروع. وقال الوزير انه أعطي توجيهاته للشركة المنفذة فيما يتعلق بأعمال بناء المتحف, ومن بينها تأكيد علي ضرورة عمل أرضيات خشنة الي جانب الأرضيات الرخامية والربط بين المتحف والقلعة والإمام الشافعي, من خلال الإضاءة لعمل بانوراما واحدة في المنطقة. وأضاف أن المتحف سيضم كل مظاهر الثراء والتنوع الذي تمتعت به الحضارة المصرية خلال الأزمنة المختلفة,بدءا من عصر ماقبل التاريخ وحتي وقتنا الحاضر, وسيضم بين جنباته آثارا نادرة, من خلال أسلوب منهجي تم تقييمه بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصري, وتأثير الحضارة المصرية علي الحضارات الأخري, فيما يتجاوز المتحف الغرض التقليدي من مجرد قاعات تضم الكنوز والآثار ليشاهدها زوار مصر وغيرهم, الي شكل يمثل نوعا جديدا من المتاحف لم تألفه مصر ولا الشرق الأوسط بأسره, باحتوائه علي مكتبة وأكبر معامل للترميم ومنطقة ترفيهية, ممايجعل منه متحفا ومؤسسة ثقافية متكاملة يستمتع بها سكان الزوار وضيوف مصر. وحسب السيناريو فإن المتحف سيحوي ثمانية معارض متخصصة, مكونة من معرض شامل عن الحضارة المصرية,يقع في قلب المتحف, بجانب معرض للمومياوات الملكية,وستة معارض أخري بعناوين فجر الحضارة,النيل, الثقافة المادية, الكتابة والعلوم, الدولة والمجتمع, العقائد والفكر, كما يؤكد القائمون علي المشروع أن تكون مقتنياته في إطار متسلسل تاريخيا خلال ثماني فترات أساسية, هي: ماقبل التاريخ, العصر العتيق, العصر الفرعوني, العصر اليوناني الروماني, العصر القبطي, العصر الإسلامي, العصر الحديث ثم المعاصر. ويضم معرض المومياوات الملكية مومياوات أشهر ملوك مصر الفرعونية, مثل: رمسيس الثاني, وتحتمس الثالث, وأمنحوتب الثالث, وسيتي الأول, بالإضافة الي الكثير من الأمراء والوزراء والحرفيين في العهود الفرعونية كما يحتوي علي مجموعات حل المتحف المصري في ميدان التحرير, التي تعبر عن تكنولوجيا الصناعات الدقيقة في مصر منذ أكثر من3 آلاف عام. ومن أبرز سمات المجموعات الأثرية التي سيتم عرضها, الآثار النادرة لفترة ماقبل التاريخ وهي عبارة عن أفضل القطع الأثرية في مجموعة زكي سعد, التي جمعها مما يقرب من ألف مقبرة أثرية, تم اكتشافها فيمابين عامي1940 و1950, بجانب مجموعة منشأة أبي عمر, التي تضم قطعا أثرية عثر عليها في مقابر الطبقة الأرستقراطية. ومن روائع المعروضات التي سيضمها المتحف, مجموعة فنية من العصر اليوناني الروماني وتضم صورا وأعمالا لمنحوتات عثر عليها في مدينة الفيوم, وأخري من العصر القبطي, ومنها مخطوطات ونسخ مزخرفة من الإنجيل, وكذلك من العصر الإسلامي,تشمل مخطوطات وأعمال الخزف والأسلحة وعددا من الأعمال الفنية والمصنوعات اليدوية. وسينظم المتحف معارض مؤقتة في صالات العرض المخصصة, لإبراز حاضر الثقافة المصرية وماضيها, بما يجعله مؤسسة قومية كبيرة وجديدة بما يقدمه, حسبما هو متوقع, من رؤية ديناميكية ومبتكرة للحضارة المصرية في الماضي والحاضر. ويتيح المتحف للزائرين الكثير من المصادر التعليمية ومصادر البحث, من خلال مكتبته ومراكز الدراسات التي به والصور والأرشيفيات ومصادر التدريس والمطبوعات, الي جانب إمكانية حصولهم علي مايريدون من معلومات من خلال شبكة الإنترنت. وقد مرت أعمال تنفيذ المتحف بثلاث مراحل, الأولي بدأت في الفترة من1986 الي1990, عندما كان مقررا إنشاء المتحف في أرض الجزيرة, الي أن تغير الموقع الي موقعه الحالي, أما الثانية فهي التي تلت قرار نقله الي منطقة الفسطاط وماترتب علي ذلك من تعديلات جوهرية نتيجة لتغيير الموقع, وبمرور مايقرب من10 سنوات علي التصميم الأول, وحتي عام2004 تمت إضافة عناصر جديدة لم تكن موجودة أصلا مع زيادة مسطحات معظم العناصر الأصلية وجار وضع اللمسات الأخيرة إيذانا بافتتاح المتحف خلال فترة16 شهرا من الآن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة, التي ستنتهي منتصف العام المقبل, فتشمل زيادة مسطحات عرض قاعات المومياوات, واستحداث مسطحات للأطفال داخل مسطحات العرض المتحفي, وزيادة مسطحات العرض المؤقت, وزيادة مسطحات خدمات الجمهور داخل جناح الاستقبال, وكذلك داخل جناح العرض المتحفي بهدف تعظيم العائد بما يضمن حسن الإدارة والصيانة للمبني. وزائر المتحف يستطيع التعرف علي النواحي التفصيلية لقيام الحضارة المصرية في عصورها المبكرة والتحول الكبير الذي طرأ علي مظاهر حياة الإنسان المصري منذ أن عرف الاستقرار وتعلم الزراعة والرعي, وتكوين الأقاليم والمدن حتي بداية تكوين ملامح الدولة المصرية. ومن جانبه قال الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار: المتحف يدحض المزاعم القائلة بأن الكتابة المسمارية هي أقدم الكتابات, إذ أثبتت الاكتشافات الأثرية في أبيدوس أن المصريين توصلوا للكتابة المصرية قبل المسمارية بأكثر من300 عام, وذلك من خلال مايعرضه المتحف من مقتنيات تشهد علي هذه الحقائق. وتتناول معروضات المتحف بالشرح والتحليل لنظام الحكم المصري وتعايشه مع المجتمع, حيث أثبتت كل الشواهد أن أقدم حكومة مركزية في العالم لأقدم دولة هي مصر,وكيف سادت العلاقة بين الحكومة والمجتمع التي تباهي بها المصريون منذ الأزل كدلالة علي العدل والمساواة