جمعت أفراد عائلتي مؤخرا لأتشاور معهم وأسألهم ماذا سيفعلون من بعدي بعد أن استشعرت انه سيتم خلال الفترة القليلة القادمة تصفية كل صحفيي مصر وقتلهم جميعا بعد أن تعاظم الهجوم الشرس في الفترة الأخيرة ولا يزال علي الصحافة والصحفيين وبعد أن أصبح الانتقاص من قدر وقيمة المهنة أمرا دارجا علي كل لسان, وكأن العمل الصحفي فجأة بات مصدر إزعاج أطراف عدة في المجتمع حتي وصل إلي درجة أن ناشطة سياسية تدعي اسماء محفوظ والتي كانت شخصية نكرة في المجتمع لكن بعد أن ركبت موجة الثورة وتاجرت بها وجعلت الصحافة منها ناشطة سياسية وهي التي صنعتها إلا أنها خرجت الآن باعتبارها عالمة ببواطن الأمور ولديها من الثقافة والخبرة ما يفوق كل مثقفي العالم لتطالب الرئيس محمد مرسي بإطلاق الرصاص علي جميع الصحفيين الذين صنعوها نعم هم الذين صنعوها, وقالت بالتحديد علي حسابها الشخصي بتويتر أنا لو رئيسة جمهورية كنت أصدرت قرارا بقتل كل الصحفيين والإعلاميين رميا بالرصاص إطلاق الرصاص؟ ياه لقد فعلت الآنسة أسماء محفوظ ذلك وهي تعرف أن ما فعلته هو تحريض علي قتل الصحفيين يجب أن تحاكم عليه فورا مثل من يحض علي اغتيال رئيس الجمهورية لأن دم أي صحفي لا يقل في شيء عن دم رئيس الجمهورية ومن هي أسماء محفوظ هذه لكي تطالب رئيس الجمهورية بقتل الصحفيين والإعلاميين الذين لولاهم ما عرف احد اسمها نحن جميعا نرفض هذا الأسلوب وهذه الطريقة التي بدأت تتزايد خلال الفترة الأخيرة بعد أن وصفنا البعض وفي مقدمتهم الدكتور محمد بديع, المرشد العام للإخوان المسلمين عندما تهجم علي الصحفيين ووسائل الإعلام ووصفهم بأنهم مثل سحرة فرعون وهم السحرة الذين جمعهم لسحر أعين الناس وإرهابهم من دعوة موسي عليه السلام, وانتهاء بما صرح به وزير العدل المستشار أحمد مكي والذي شن هو الآخر هجوما شرسا خلال الأيام الماضية علي الصحافة قائلا: الصحافة كاذبة ويحكمها سوء الظن وغلبة الهوي كما وصف إلغاء عقوبة الحبس والسجن للصحفيين في جرائم النشر بأنه أمر مستبعد وأنه يقوم بإعداد مشروع قانون لمنع الكذب في الصحافة. لقد بدأت الأمور في هذا المجال تسير في طريق غير مستقيم ومليء بالمطبات والأشواك والضبابية, وفي نهايته خطر مؤكد, لذا فإنني أحذر من الآن من أي مساس بحرية الصحافة والتطاول علي الصحفيين لأن الفرق بين النظام الديكتاتوري والديمقراطي يكمن في حرية التعبير والصحافة, وإذا تم المساس بهما ستسقط شعارات الديمقراطية الزائفة وسيقوم الشعب مرة أخري بإسقاط من سيقومون بتكميم الأفواه من خلال إرهاب الصحفيين. الغريب أن الكثيرين ممن يبحثون عن الأضواء بالتهجم علي الصحفيين خلال هذه الفترة يستغلون غياب دور نقابتهم الكامل بعد أن تفرغ أعضاء مجلسها للمشاحنات والصدامات وتركوا الصحفيين الذين انتخبوهم لحالهم يتراجعون في شتائمهم بعد ذلك بعد أن يفيقوا إلي رشدهم مؤقتا ويحاولوا تقديم تفسير وتبرير لما قالوه كما فعلت الآنسة محفوظ ويؤكدون لا يقصدون كل الصحفيين بل يقصدون منهم من يفبرك الأخبار ومن يرمي الناس بالباطل قالت هذا وهي لا تعرف أن هناك قانونا يطبق علي من يقوم بمثل هذه الأفعال وعلي كل من يتجاوز في العمل الصحفي, لكنني أقول للآنسة محفوظ ولغيرها أن هناك كثيرا من المسئولين هم الذين يكونون مصدرا لهذه الأخبار المفبركة وغير الصادقة ويتم اتهام الصحافة بسبب هذه الأخبار بالكذب أو بالفبركة فهل يا تري سنطلق الرصاص بمنطق الآنسة محفوظ علي كل وزير وكل مسئول استغل الصحافة ليصرح بأخبار أو تصريحات مضروبة وغير صادقة, وقد تكون هي من بين هذه الشخصيات؟! إن التعبير الدارج علي لسان الكثيرين عند الحديث عن أي أخبار لم تتحقق أو قرارات تم نشرها بالصحافة ولم تنفذ بأنها كانت كلام جرايد أي كلام غير دقيق لأن معظم ما يتم نشره من تصريحات علي لسان المسئولين ويتم السكوت عنه من قبل المسئول الذي صرح به يكون ذلك جريمة ارتكبها المسئول أو الوزير الذي صرح بها أو نسب اليه التصريح بها لأن هذه التصريحات أو القرارات عندما لم يتم تنفيذها يجب ألا نقول هنا انها كانت مجرد كلام جرائد بل نقول إنها كانت كلام مسئولين والجرائد لا ذنب لها في أنها كانت كاذبة أو غير دقيقة لأن الذي كذب علي الناس هنا هو المسئول وليس الصحيفة أقول للجميع لنجعل الصحافة والإعلام وسيلتنا للتواصل مع المجتمع ولا نوجه لها سهام النقد والمطالبة بالقتل كما فعلت الآنسة محفوظ لأن أول من سيسعون إلي ذلك سيكونون هم أول المضارين بما يطالبون به من مظاهر للديكتاتورية وتكميم افواه وخلق نظام مستبد وصناعة فرعون جديد نحن مع إصلاح أي خطأ في أي مكان يا أنسة محفوظ لكن لا يكون ذلك بقتل كل من في هذا المكان اللهم بلغت اللهم فاشهد.