افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية متحف المجوهرات الملكية بقصر الأميرة فاطمة حيدر أمس بالإسكندرية, حيث أصبح متحفا للمجوهرات الملكية من عهد أسرة محمد علي لما له من قيمة معمارية وفنية متميزة. كما شهدت قرينة الرئيس الاحتفال الذي أقيم بمكتبة الإسكندرية بمناسبة إهداء المكتبة الوطنية الفرنسية ونصف مليون كتاب لمكتبة الإسكندرية, حيث تعد أكبر مجموعة كتب تم إهداؤها لمكتبة في العالم. كما أنها جزء من الإبداع الرسمي للمكتبة الوطنية الفرنسية, وتضم عددا كبيرا من الموضوعات المختلفة في العلوم والفنون لتكون متاحة لجميع الزوار من جميع الأعمار. وقد تم وضع الكتب المهداة من المكتبة الوطنية الفرنسية والتي تعد جزءا من الايداع الرسمي لها في جناح خاص حمل اسم من المعرفة إلي الحكمة. وبهذه المناسبة,أكدت سوزان مبارك- في كلمة لها باللغة الفرنسية-عن امتنانها لهذه الهدية الثمينة.. مؤكدة أن عظمة الأمم تقاس دائما بالثقافة. وأضافت: أن مثل هذا الاهداء يمثل التعاون الثقافي بمعناه الأشمل بما يحمله من أركان الانفتاح والحوار والشراكة, لافتة الي أنها هدية استثنائية تدعم العلاقات التاريخية بين البلدين وترسم ملامح التاريخ بين ضفتي المتوسط. وذكرت أنها في اللحظة التي تتسلم فيها مكتبة الاسكندرية500 ألف كتاب هدية من فرنسا يملؤها الفخر للمكانة الثقافية المتميزة التي وصلت إليها مكتبة الاسكندرية مما دعا المكتبة الوطنية الفرنسية التي تعد من أقدم المكتبات في العالم لدعمها وإمدادها بهذا الكم الهائل من الكتب. وأعربت عن أسفها لما تشهده هذه اللحظة أيضا من صراعات ونزاعات مسلحة في كل مكان.. مؤكدة أن بناء جسور التواصل بين جانبي المتوسط يساهم في التخفيف من حدة هذه الصراعات. ونوهت قرينة رئيس الجمهورية السيدة سوزان مبارك إلي أن الهدية الفرنسية تعد أكبر هدية تتلقاها مكتبة الاسكندرية القديمة والحديثة منذ ألفي عام مضت,حيث كانت الهدية الأكبر للمكتبة القديمة عبارة عن200 ألف مخطوط هدية من مارك أنطونيو. وأعربت عن شكرها وامتنانها العميق لهذه الهدية الثمينة.. موجهة الشكر لفرنسا حكومة وشعبا علي هذا الرمز الفريد للصداقة ولثقتهم في قدرة مصر علي الاستفادة من هبتهم باقتدار. أكدت أهمية بناء جسور التواصل بين الدول علي أساس من الحوار الثقافي والتنوع الذي يثري البشرية ويعد مصدرا لثرائها وليس لاختلافها. واختتمت السيدة سوزان مبارك- كلمتها- بالقول انها' خطوة جديدة وعظيمة' خطتها مكتبة الاسكندرية للأمام بهذه الهدية من الجانب الفرنسي. ثم شاهدت السيدة سوزان مبارك عرضا لفيلم وثائقي عن مراحل إهداء نصف مليون كتاب من المكتبة الوطنية الفرنسية لمكتبة الاسكندرية. من جانبه, أكد رئيس المكتبة الوطنية الفرنسية برونو راسين- خلال الاحتفال الذي أقيم بقاعة الاطلاع الرئيسية بالدور الأرضي بمكتبة الإسكندرية- عن إمتنانه لعلاقات الصداقة والود بين مصر وفرنسا..واستعرض الجهود التي بذلت لنقل هذه الكتب من فرنسا لمصر. واستمعت السيدة سوزان مبارك إلي الكلمة التي القاها رئيس المجلس الاعلي للثقافة لاتحاد المتوسط رينو موز وليه, والذي أعرب فيها عن عظمة مكتبة الاسكندرية وتقديره للدور الثقافي والتنويري الذي تقوم به من اجل العلم والمعرفة. وأشار إلي أن مهمة المجلس الذي يرأسه تهدف الي تقوية أواصر التعاون بين دول المتوسط مما يسمح بقاعدة مناسبة وصلبة للحوار بين دول ضفتي المتوسط.. وأكد أن النصف مليون كتاب المهداة من فرنسا الي مكتبة الاسكندرية يعد هدية استثنائية ورمزا هائلا للصداقة المصرية الفرنسية ويعبر عن روح الوحدة في منطقة البحر المتوسط. ثم قامت السيدة سوزان مبارك بقص شريط معرض الكتب المهداة من الحكومة الفرنسية وتفقدت مجموعات الكتب التي سيتم ادخالها الي المجموعة الموجودة بالمكتبة خلال الاسبوع الحالي حتي يتمكن روادها من الاستفادة منها في أقرب وقت ممكن. وتفقدت السيدة سوزان مبارك عقب ذلك معرض اللوحات الفنية لكل من الفنانين ادم حنين واحمد عبدالوهاب ومحيي الدين حسين وحسن سليمان, والمقامة في المستوي الأول تحت الأرض حيث شهدت سيادتها المعروضات الفنية الموجودة بها والتي تتنوع ما بين التصوير والنحت والزخرفة. وعكست هذه المعارض قيام مكتبة الاسكندرية بتبني منظومة متكاملة للمعارض الدائمة لكبار الفنانين لتصبح كيانا ثقافيا متميزا ومتجددا. وافتتحت قرنية رئيس الجمهورية السيدة سوزان مبارك مجموعة المتاحف والقبة السماوية بعد إنتهاء اعمال التطوير والتجديد بها حيث تفقدت ماتضمنته من تجديدات. وشاهدت السيدة سوزان مبارك ما تضمه قاعة الاستكشاف بالقبة السماوية والتي تعد رائدة في مجال التعليم الترفيهي للأطفال والبالغين والذي يبسط العلوم لمداركهم بطريقة جذابة عن طريق الانشطة المبتكرة والتفاعلية التي تشرح الحقائق العلمية وتوضح استخداماتها في كافة جوانب الحياة اليومية. وزارت السيدة سوزان مبارك المناطق الثلاث الموجودة بالقاعة وهي( اكتشف نفسك, اكتشف بيئتك,واكتشف الكون), وتضم كل منطقة مجموعة من التجارب العلمية المتعلقة بموضوعها وتتميز كل منها بلون مستوحي من الظواهر الطبيعية المرتبطة بالفكرة الرئيسية للمنطقة المزودة بارضيات ذات تصميمات جذابة. وشاهدت سيادتها كذلك الاطفال وهم يمارسون التجارب المتنوعة في قاعة الاستكشاف ومنها تجارب الفعل ورد الفعل والتجارب التفاعلية. وصرح فاروق حسني وزير الثقافة- الذي شهد افتتاح متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية- بأن المتحف( قصر الأميرة فاطمة الزهراء حيدر), الذي يقع في حي زيزينا بالإسكندرية, يعد تحفة معمارية تمثل الطراز الأوروبي في القرن ال19 وواحدا من أكبر المتاحف المصرية إذ تبلغ مساحته4185 مترا مربعا. وأشار إلي أنه في عام1986 أصدر الرئيس حسني مبارك قرارا جمهوريا بتخصيص قصر الأميرة فاطمة حيدر بالإسكندرية ليكون متحفا للمجوهرات الملكية في عهد أسرة محمد علي لما له من قيمة معمارية وفنية متميزة, لافتا إلي أنه بصدور هذا القرار تحول القصر من مقر إقامة إلي نبع ثقافة وحضارة. شهد الافتتاح محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب والدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار بالإضافة إلي لفيف من كبار العاملين بالمتحف والمسئولين بوزارة الثقافة.