فالعيد مظهر من مظاهر الدين, وشعيرة من شعائره المعظمة, هو فرح الامة جميعا, للعيد فرحة بلوغ يوم الفطر بعد اتمام شهر الصوم قال تعالي( قل بفضل لله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس58. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بدفين بغناء بعاث, فاضطجع علي الفراش وتسجي بثوبه, وحول وجهه الي الجدار, وجاء ابوبكر فانتهرهما, وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلي الله عليه وسلم, فكشف النبي وجهه, واقبل علي ابي بكر. وقال: دعهما, ياأبابكر ان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ومن مشاهد السرور بالعيد بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم مافعله الحبشة, حيث اجتمعوا في المسجد يرقصون بالدرق والحراب, واجتمع معهم الصبيان حتي علت اصواتهم, فسمعهم النبي صلي الله عليه وسلم فنظر اليهم, ثم قال لعائشة ياميراء, اتحبين ان تنظري اليهم ؟ قالت: نعم فاقامها صلي الله عليه وسلم وراءه خدها علي خده يسترها, وهي تنظر اليهم, والرسول صلي الله عليه وسلم يغريهم, ويقول دونكم يابني ارفدة, لتعلم يهود ان في ديننا فسحة, اني بعثت بالحنيفية السمحة. فالعيد موسم الفضل والرحمة, وبهما يكون الفرح ويظهر السرور, قال العلماء: اظهار السرور في الاعياد من شعائر الدين وشرع النبي صلي الله عليه وسلم وتقريره اظهار الفرح واعلان السرور في الاعياد قال انس: قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم ولهم يومان يلعبون فيهما, فقال: ان الله ابدلكم بهما خيرا منهما: يوم الاضحي ويوم الفطر. فالعيد في معناه الديني شكر الله علي تمام العبادة, لايقولها المؤمن بلسانه لكنها في سرائره رضا و اطمئنان في علانيته فرحا وابتهاجا وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والانس, والعيد في معناه الانساني يوم تلتقي فيه قوة الغني, وضعف الفقير علي محبة ورحمة وعدالة الله, العيد في معناه الزمني: قطعة من الزمن, خصصت لنسيان الهموم., واطراح الكلف, واستجمام القوي الجاهدة الحياة, والعيد في معناه الاجتماعي يوم الاطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح, ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة, ويوم الارحام يجمعها علي البر والصلة, ويوم المسلمين يجمعهم علي التسامح والتزاور, ويوم الاصدقاء يجدد اواصر الحب ودواعي القرب, ويوم النفوس الكريمة تتناسي اضغانها, فتجتمع بعد افتراق, وتتصافي بعد كدر, وتتصافح بعد انقباض.. وليس السر في العيد يومه الذي يبتديء بطلوع الشمس وينتهي بغروبها, وانما السر فيما يعمر ذلك اليوم من اعمال, ومايغمره من احسان وافضال, ومايغشي النفوس المستعدة للخير فيه من سمو وكمال, فالعيد انما هو المعني الذي يكون في العيد لا اليوم نفسه.