النظافة: عنوان حضارة ورقي الأمة والدولة, وهي من القيم الجميلة لديننا الحنيف, ودليل علي ذوق أهله, ورقة أحاسيسهم وهي أساس العبادة والمفتاح لها, كما أن طهارة الجسم التامة أساس لابد منه لكل صلاة. واهتمام الاسلام بهذا الموضوع: في القرآن والسنة علي النحو التالي: أولا: النظافة في القرآن إن الآيات القرآنية الداعية إليها كثيرة.. حيث ذكرت مادة الطهر إحدي وثلاثين مرة, ومن ذلك قوله عز وجل:( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)( البقرة222) وقوله تعالي:( يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)( الأعراف:13) وطهارة ثياب المصلي: كطهارة بدنه, شرط في صحة صلاته.. قال تعالي: وثيابك فطهر( المدثر:4) ثانيا: النظافة في السنة وقد فصلت السنة في هذا الموضوع بما لا يحتاج بعده الي بيان آخر, وهذا بعض من ذلك. 1 نظافة الجسد رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلا شعثا قد تفرق شعره, فقال: أما كان هذا يجد مايسكن به شعره ؟ 2 نظافة الملبس ورأي رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال: أما كان هذا يجد مايغسل به ثوبه. والمسلم يلبس الثوب النظيف: الذي يتناسب مع إمكاناته, لا خيلاء ولا كبرا يقول صلي الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر, فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا, فقال صلي الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال, الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم وقد ورد أنه صلي الله عليه وسلم لم يتسخ له ثوب( فيض القدير) ويقول: ماعلي أحدكم إن وجد أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة, سوي ثوبي مهنته. 3 نظافة المسكن قال عليه الصلاة والسلام: إن الله طيب يحب الطيب, نظيف يحب النظافة, كريم يحب الكرم, جواد يحب الجد, فنظفوا أفنيتكم. الترمذي 4 نظافة المساجد أمر الاسلام: بنظافة المسجد, دفن النجاسات, ومايلحق به من الأذي. ومن نظافتها: خلع الأحذية قبل دخولها, وتنظيفها من الحشرات, وتعطيرها دائما. 5 تنظيف أماكن قضاء الحاجة قال صلي الله عليه وسلم: لا يبولن أحدكم في مستحمه فإن عامة الوسواس. منه رواه: الترمذي وأبو داود 6 نظافة الطريق فهي: دليل علي رقي أهل البلد, وبيان لمسات المجتمع الخلقية, وأبهج للنفس, وأنقي للنسيم. قال صلي الله عليه وسلم: الايمان بضع وسبعون شعبة, أفضلها: قول لا إله إلا الله, وأدناها: إماطة الأذي عن الطريق, والحياء شعبة من الايمان( رواه مسلم) وقال: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك علي الطريق فأخره, فشكر الله له فغفر له( رواه: الشيخان) ويقول: اتقوا اللاعنين, قيل: وما اللاعنان ؟ قال: الذي يتخلي أي يقضي حاجته في طريق الناس أو ظلهم( رواه مسلم) فالتسبب في اتساخ الطريق وأذي المارة سيئة تنقص من درجة الايمان الكامل فينبغي علي المسلم: أن يحافظ علي نظافة الطريق, وألا يسهم بإلقاء النجاسات والقاذورات ومايذهب بنظافته فيه.. وينبغي علي المجتمع: أن يسهم بوضع صناديق القمامة في الطرق لإلقاء الأوساخ بها وقد روي عن الإمام البنا قوله: اترك المكان كما كان, أو أنظف مما كان ألا نستجيب بعد كل هذا لدعوة رئيس الجمهورية لنظافة بلدنا..!!! ؟؟؟