جامع أبو العباس المرسي أو كما يسميه أهل الإسكندرية جامع المرسي أبو العباس, أحد أقدم وأشهر المساجد التي بنيت في الأسكندرية في مصر, حيث يتميز بقبابه المميزة الشكل, وهو من أهم ما يميز منطقة أبو العباس في منطقة بحري بالمدينة. يضم المسجد ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي, الذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة. ولد الشيخ أبو العباس المرسي عام616 ه الموافق1219 م. نشأ أبو العباس في بيئة دينية أعدته للتصوف. درس وأخذ العهد علي يد شيخه أبي الحسن الشاذلي. أقام أبو العباس في الإسكندرية ثلاثا وأربعين سنة إلي أن مات في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة686 ه ودفن في الإسكندرية في مقبرة باب البحر. إلي أن كان سنة706 ه حسني بني الشيخ زين الدين بن القطان كبير تجار الأسكندرية عليه مسجدا. ويشرف المسجد علي الميناء الشرقي بالأنفوشي وهو مبني علي الطراز الأندلسي وبه الأعمدة الرخامية والنحاسية وأعمدة مثمنة الشكل, وأهم ما يميز المسجد الزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي, ويعلو القبة الغربية ضريح أبي العباس وولديه. في سنة882 ه الموافق1477 م كان المسجد قد أهمل فأعاد بناءه الأمير قجماش الأسحاقي الظاهري أيام ولايته علي الإسكندرية في عصر الملك الأشرف قايتباي وبني لنفسه قبرا بجوار أبي العباس ودفن فيه سنة892 ه. ثم في عام1005 ه الموافق1596 م جدد بناءه الشيخ أبو العباس النسفي الخزرجي. وفي عام1179 ه الموافق1775 م وفد الشيخ أبو الحسن علي بن علي المغربي إلي الإسكندرية وزار ضريح أبي العباس المرسي فرأي ضيقه فجدد فيه كما جدد المقصورة والقبة ووسع في المسجد. وفي1280 ه الموافق1863 م لما أصاب المسجد التهدم وصارت حالته سيئة قام أحمد بك الدخاخني شيخ طائفة البنائين بالإسكندرية بترميمه وتجديده وأوقف عليه وقفا, وأخذ نظار وقفه فيما بعد في توسعته شيئا فشيئا. وظل المسجد كذلك حتي أمر الملك فؤاد الأول بانشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد علي أن يضم مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسي ومسجدا للإمام البوصيري والشيخ ياقوت العرش. وقام بوضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي وتم الأنتهاء من بنائه عام1943 م. وبلغت مساحة أرض المسجد3000 متر وقد وضع تصميم المسجد بحيث يكون مثمنا منتظما من الداخل, طول كل ضلع من أضلاعه22 مترا وتقع القبة والمئذنة بالضلع القبلي, وله بابان رئيسان, يقع البحري منهما علي الميدان وقبالته الشارع المعتمد إنشاؤه من هذا الميدان إلي قصر رأس التين, ويقع الشرقي منهما علي الميدان أيضا وتقع مرافق المسجد في الضلع الغربي ولها باب خاص علي الميدان. وخصصت الأضلاع الأربعة الباقية من الشكل المثمن لتكون بجنبها أضرحة أربعة, أحدها ضريح العارف بالله أبي العباس, والثلاثة الأخري لتلميذه وأتباعه الذين عرفت مقابرهم في هذه البقعة, ويبلغ ارتفاع حوائط المسجد23 مترا وارتفاع منارته عن سطح الأرض73 مترا. وقد جعلت أعمدة المسجد ست عشر عمودا من حجر الجرانيت المستورد من محاجر بالينو بإيطاليا, ويتكون كل عمود من قطعة واحدة مع قاعدته وتاجه, وهو علي شكل مثمن قطره85 سم وارتفاعه8.60 متر ويبلغ ارتفاع سقف المسجد من الداخل17.20 متر, وتتوسطه شخشيخة ترتفع24 مترا عن مستوي أرض المسجد. ويحيط بالشخشيخة أربع قباب موضوعة فوق الأضرحة الأربعة التي بجوانب المسجد, ويبلغ قطر كل قبة خمسة أمتار, ولها سقفان أحدهما داخلي مرتفع عن أرض المسجد بمقدار22 مترا ويعلوه الثاني بارتفاع11 مترا وقطر دائرته5,7 متر, وحوائط المسجد من الخارج مكسوة بالأحجار الصناعية وسلالم المدخل من الجرانيت المصري, أما أرضيات المسجد فمن الرخام الأبيض والجزء السفلي من الحوائط من الداخل مغطي بالموزايكو بارتفاع5.60 متر. أما الجزء العلو منها فمكسو بالحجر الصناعي, وقد نقشت الأسقف بزخارف عربية, كما صنعت أبواب المسجد ومنبره ونوافذه من أخشاب التك والليمون والجوز بتعاشيق وحليات دقيقة الصنع.