بين الأشجار والمياه والطبيعة الساحرة بمدينة أكسفورد الريفية, وفي أجواء موسيقية وفنية, انطلق مهرجان الفنون بولايتي مسيسيبي وتنيسي الأمريكية في دورته الجديدة بحضور سكان المدينة الهادئة الذين ينتظرون سنويا هذا الموعد, ليتواصلوا مع الابداع والموسيقي والعروض الفنية, في تظاهرة ثقافية شعبية قلما تجد لها مثيلا. ويستضيف المهرجان في دورته هذا العام أكثر من خمسين راقصا وفنانا من مختلف أنحاء دول العالم وتشارك فيه كل من مصر وبيرو وايطاليا وايرلندا. وكان حفل الافتتاح الذي حضرته فرق موسيقية وفنية متنوعة, قد احتفي بالفن المصري علي وجه الخصوص وذلك احتفالا بالثورة المصرية. وقد تفاعل جمهورأمريكي غفير مع لمسات المخرج نصر الدين محمد مدير فرقة الحرية للفنون الشعبية المصرية, بانبهار وسعادة في العرض الأول ضمن المهرجان الدولي للفنون الذي افتتح أمس الأول السبت علي خشبة مسرح مدينة ممفيس. وشهدت أروقة المسرح الكائن في وسط المدينة تجمعا نادرا للاطلاع علي جانب من الفنون الشعبية المصرية التي تقدمها. وعبر الفنان نصر محمد عن سعادته بتفاعل الجمهور مع العرض, مؤكدا انه قدم تجربة مصرية وإنسانية تهم الشرق والغرب علي حد سواء. وقال إن العمل نتاج فريق كبير يبدأ من العلاقات الثقافية الخارجية وحتي أصغر راقص أو راقصة علي خشبة المسرح. وصفق الجمهور طويلا للفقرات الفنية والاستعراضية التي قدمتها الفرقة, وتفاعل مع الموسيقي الشعبية التي رافقت رقصات الحصان والنوبة و التنورة. وكانت فرقة الحرية قد استقبلت الجمهور عند مدخل قاعة المسرح بفقرات فنية من التراث الشعبي شدت المارة أمام المسرح, الأمر الذي استقطب المارة وشدهم لإيقاعات الفرقة بملابسها المصرية الزاهية, وشاركت الفرقة مع عدد من أهم الفرق العالمية في بعض فقرات الحفل الذي عبرعن شعار المهرجان معا الي المستقبل. ثم انطلقت بعد ذلك فرقة الحرية للفنون الشعبية التي أمتعت الحضور وألهبت أيديهم بالتصفيق علي أدائها الرائع والراقي في تقديم عروضها الفنية الراقصة التي تنوعت مابين رقصات اسكندرانية و النوبة والحصان والتنورة التي تفرد بها الراقص محمد سعيد, ونالت استحسان الجمهور. الموسيقي والتاريخ كما شهد الحفل عرضا موجزا لبرنامج المهرجان, حيث قدم مجموعة من الأساتذة المشاركين بعض المحاضرات. وقد كانت الثقافة المصرية حاضرة بقوة, حيث ألقي الباحث الأمريكي هيو سلون محاضرة عن مصر موجزا خلالها تاريخ أرض الفراعنة مرورا بمقارنة جغرافية بين دلتا نهر النيل ودلتا نهر المسيسيبي. وفي حديثه ل الأهرام المسائي قال هيو سلون إن هذه الدورة تحمل طعما مختلفا, حيث تأتي بالتزامن مع تولي أول رئيس مدني لمصرعبر أول انتخابات تعددية, وقد حرص المنظمون علي تكريم هذا البلد, إضافة إلي تسليط الضوء علي ثورات الربيع العربي وأثرها علي الثقافة و الابداع.. وأوضح أن هذا المهرجان يعد بمثابة عيد لسكان هذه المدينة الصغيرة التي نستطيع من خلالها إشراكهم مع العالم الخارجي وتحديدا عالم الفنانين والمبدعين, والوقوف علي تجربتهم ومشاركتهم فيها من خلال ورش العمل التي يقوم بها بعض الأهالي بتعلم الرقص والموسيقي والتدريب في تلك الورش, واستضافة الفنانين في بيوتهم ونقلهم بسياراتهم الخاصة من وإلي مكان الفعاليات. وأقامت الجالية المسلمة بالولاية حفل افطار رمضاني, عقب صلاة المغرب بمسجد الولاية, للفرقة وهم: خالد سعد ركابي ومحمد رشاد وتامر صلاح ومنصور عبد الله ومحمد محمود ومحمد سعيد وأمنية أبو العلا, وهند عابدين, و يارا خميس, وسهيلة سعيد, و إسراء عبد الفتاح, ويحيي عبد المقصود, ومحمد فرج, سعيد عطية التي تصادف مرور6 أعوام علي بداية المهرجان أثناء تواجدها بأمريكا. ووجه مدير فرقة الحرية نصر محمد الشكر لرئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية حسام نصار علي دعمه للفرقة وتكريمه لها خاصة أنها الزيارة الثانية لتمثيل مصر في هذه الاحتفالية التي تنقل للشعب الأمريكي ثقافة وتراث مصر. وأضاف أن فرقة الحرية علي الرغم من أنه سبق لها زيارة أمريكا, إلا أن مشاركتها في هذا المهرجان كانت رسالة فنية ودبلوماسية ينقلها الراقصون للشعب الأمريكي. مصر وأمريكا و علي هامش حفل الافتتاح التقيت مديرة المهرجان السيدة ماري سلون التي تحدثت عن المشاركة المصرية في مهرجان المسيسبيي.. وقالت إنها سعيدة بهذه المشاركة خاصة أنها تتواكب واحتفال المهرجان بعامه السادس, وأن مصر تعد الدولة الأفريقية والعربية الوحيدة المشاركة في فعاليات هذا العام, مشيرة إلي انه لم يسبق لها أن استمتعت بمشاهدة فنون شعبية بهذا الزخم والتنوع الانساني البديع.