أقف كثيرا أمام تعبيرات كثيرة لا تعبر عن السعادة وحدها ولكنها تعبر عن الطريق الي التفكير في الطريق اليها * الرجل الحكيم الذي يقف في حزم رجل دولة. أما الرجل الأحمق الذي يقف في حزم.. فهو كارثة.. هكذا قال السياسي الحكيم أولاي ستيفنسون ........... يقول سفر التكوين.. إنه ليس من الخير أن يكون الانسان بمفرده.. ولكن ذلك في بعض لاحيان يكون راحة كبري ............... يعيش الانسان حقا في مسراته ويبني النسيج الحقيقي لذاته من وقت فراغه ............. الكلمات الرقيقه.. لها دائما صدي أكثر رقة! ............. إن خطأ الانسان هو أن يعتقد أنه يعمل لحساب شخص آخر!! الناس كله.. العالم كله يبحث عن السعادة.. فقد قال أحد حكماء القرن السابع عشر وهو يصف فولتير شعلة الحرية في زمانه أيام العصور الوسطي المظلمة في أوروبا.. قال: أنا اختلف معك في كل كلمة تقولها.. ولكنني سوف ادافع حتي الموت عن حقك في أن تقولها أن معظم الناس ينسبون هذه العبارة المشهورة إلي فولتير.. ومع ذلك فهي من عمل أحد مؤرخي حياته والتي لخص بذلك تماما للنضال الذي خاضه فولتير طيلة حياته من أجل حرية التفكير.. لقد كان يحدث ويحث الناس دائما وهو يقول: فكروا بأنفسكم.. وكانت لهذا الفليسوف الاولوية في عصور الظلام والتعصب الأعمي والسبق في التحول الي عصر العقل والتعقل. لقد أطلقوا بذلك عليه لقب الساخر.. ذلك لأنه كان يصر علي حق الانسان في ان يشك فيما لايستطيع أن نصدقه لقد كانت أفكار قولتير الجديدة علي مجتمعه المتجمد فكريا في أن يتهمونه بالالحاد.. لكنه لم يكن هكذا فنجده يرد عليها مخاطبا الخالق عز وجل ويقول: * يا الهي الذي لانعرفه.. يا من تعلن عنك كل أعمالك * يا الهي اسمع مني هذه الكلمات الاخيرة: لو أنني أخطأت يوما.. فقد كان ذلك بحثا عن قانونك.. قد يمضي قلبي في شرود.. ولكنه ملئ بك أنت.. بهذه الكلمات التي جاءت من قلب متواضع مملوء بالايمان.. وتؤكد أنه لم يهاجم الدين ولكن الساخر الاسم الذي اطلق عليه قد جاء من سخريته من سذاجة المعتقدين بالخرافات. والتزييف الضعيف للايمان! كانت افكار فولتير عن الحرية غريبة علي أهله ولكن الذي ساعد علي نجاحه وشهرته هو مصادرة الرقيب والرقباء لغالبية كتبه! بل ايقاف مسرحياته أيضا ويأتي ذلك عادة في الليلة الثالثة من العرض. الأن الذي ترتب عليه أن أخذت باريس الحرية الراقية تتهافت علي ليالي الافتتاح.. بل وتحفظ أكثر العبارات اللاذعة.. وراحت كتبه تتداول علي هيئة منشورات يصدرها تنظيم سري.. وكانت تقرأ بنهم في الدول المجاورة.. لم يكن الاتهام الرسمي بأن فولتير يفسد الاخلاق العامة.. وإنما يدعي.. عدم مراعاته للاحتشام.. حيث يعتبر أن نقد الحكومة أو ابداء الشك في السلطة من أفظع أنواع الخروج عن الآداب العامة.. لقد كانت مسرحيات فولتير ورواياته الخيالية تكتب عن بلدان اجنبية حقا.. عن بلاد الواق.. واق.. ولكن الجميع كانوا يفهمون ويدركون معانيها السياسية المزدوجة وينفجرون في الضحك.. والضحك والسخرية والنكتة لهب لا يمكن أن تخمده الحكومات.. وهكذا اعتقل فولتير في سجن الباستيل لمدة تقرب من العام وحكايات التاريخ والحرية في حياة فوليتر كثيرة ومثيرة فعندما كانت ادريين ليكوفريير اعظم ممثلة في فرنسا.. في زمانه.. ترقد علي فراش الموت وفي نزعها الأخير وفولتير بجانبها سمع الكاهن وهو يطلب منها أن تتبرأ من فنها بوصفه عملا مخجلا. ولكن ليكوفريير رفضت تماما.. وتركها الكاهن دون أن يمنحها عزاء دينيا وأسرع البوليس بالقاء جثتها في كومة من المخلفات وصب عليها الجير الحي.. وكان ذلك من أسباب حقد فولتير علي السلطة لا علي المسيحية كما كانوا يتصورون بل علي الوحشية المنافية للمسيحية ويومها قال محذرا: إن الرجل الذي يقول لي آمن كما افعل والا سوف يلعنك الله كمن يقول لي آمن كما أفعل او اقتلك. لقد كره فولتير القسوة وعدم التسامح وهاجمها بذكاء يضفي عليه احساسه بالعدالة نورا.. فأحال الغضب مرحا واحال النار الي شعاع مضيء.. وكان يقول إن مهنتي ومهمتي هي أن أقول ما اعتقد به. وقد رصل ما آمن به إلي96 مجلدا من التمثيليات والقصائد الشعرية والروايات والمقالات وكتب نحو ثمانية الاف خطاب الي مشاهير عصره. فولتير عام1749 يقبل الدعوة لاقامة طويلة لدي فردريك الأكبر ليشرف البلاط البروسي الجديد في بوتسدام. ولكن سرعان ما آثارت عسكرية الضباط البروسيين سخط فولتير. فسخر من عجرفة البلاط حتي أصبح فولتير شوكة في جنب فردريك أخذت هذه الشوكة تغوص باطراد في اعماقه حتي انتزعها في ثورة من الغضب.. ووجد فولتير كل الحدود المتاخمة مسدودة في وجهه بسبب انتقام فردريك منه. فولتير في عام1755.. وجد نفسه قد بلغ الشيخوخة وهو في جمهورية جينيف الصغيرة الحرة.. وهناك وفد اليه تقريبا كل رجل عظيم في أوروبا ليراه وكان جسده الهزيل يغطي برداء فاخر من الحرير أصفر اللون.. وابتسامته الشيطانية القديمة تشيع علي وجهه المجمد. وكان يعز اصدقاءه ويحتفي بهم في أفضل اماكن الحديث في اوربا.. وكان الناس يأتون اليه ليقيموا ثلاثة أيام فيمكثون ثلاثة شهور.. وهنا كان فولتير يتأوه وهو يقول: رب إحمني من أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم * فولتير من يومه يدعو إلي محو الامية السياسية!.