جاء اختيار الدكتور هشام قنديل وزير الري والموارد المائية ليكون رئيس وزراء مصر الفترة المقبلة مفاجأة من العيار الثقيل لمجتمع الاعمال والاقتصاديين علي حد سواء فاختيار رئيس الجمهورية له جاء عكس المتوقع وبخلاف أبرز الشخصيات التي كانت مطروحة علي الساحة. وأكد مجتمع الاعمال ان رئيس الحكومة يجب ان يكون شخصية مخضرمة ذات كفاءة ودراية تامة جميع النواحي الاقتصادية لانتشال مصر من الاوضاع الاقتصادية المتردية التي تسيطر عليها منذ اكثر م عام ونصف. من جانبه قال اتحاد الصناعات المصرية انه بالرغم من ان اختياره جاء مخالفا لجميع التوقعات إلا ان الفترة المقبلة تتطلب منحه فرصة لاختيار وزراء حكومته مشيرا إلي أنه بعد الاختيار ستتضح الرؤية ومدي استطاعة الحكومة تلبية احتياجات الوطن خلال الفترة المقبلة. قال الدكتور حلمي هلال عضو مجلس ادارة الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين ان اختيار الدكتور هشام قنديل رئيسا للوزراء يعد مفاجأة لمجتمع رجال الاعمال لانه كان متوقعا اختيار أحد الكفاءات الاقتصادية. وتابع: ان هذا المنصب يحتاج إلي خبرات وشخصيات مخضرمة, موضحا ان اختياره للحقائب الوزارية سوف يفصح عن اتجاهاته خلال المرحلة المقبلة, وهو ما ينتظره الشعب المصري من اداء الحكومة الجديدة مثل ما قامت به حكومة الجنزوري في ظل الظروف التي تشهدها مصر. الدكتورة حنان اسماعيل المديرة التنفيذي للمجلس التصديري لمواد البناء أكدت ان الدكتور هشام قنديل لانعرفه جيدا علاوة علي اتجاهه, مشيرة إلي ان الفترة المقبلة في حاجة لاجراءات سريعة من أجل النهوض بالدولة. وطالبت رئيس الوزراء بتوفير سيولة لبرنامج دعم الصادرات حتي تتمكن من توفير أكبر عائد لاقتصاد الدولة. من جانبه قال أسامة حفيلة لانملك إلا أن نتمني له التوفيق في منصبه الجديد الذي كان خارج توقعات الآراء, مشيرا إلي أن التكهنات كانت تؤول إلي شخصية اقتصادية في ظل تردي الاوضاع الحالية لمصر. وقال الدكتور عبدالمطلب عبدالحميد عميد مركز البحوث الاقتصادي ان اختيار الرئيس محمد مرسي للدكتور هشام قنديل لتكليفه بمنصب رئيس الوزراء يرجع إلي تأثر الرئيس بملف النيل الذي تم اهماله في الاعوام الماضية باعتبار ان الدكتور قنديل وزير أسبق وعلي دراية تامة بهذا الملف إلي جانب ملف العلاقات الاقتصادية الافريقية لتحقيق تعاون اقتصادي وتنمية افريقية مضيفا ان هذه العوامل تعتبر جزءا كبيرا من الأهداف الخاصة بمشروع النهضة التي كانت مطروحة علي الساحة مضيفا بان هناك خبراء علي أعلي مستوي, وان دائرة البحث كانت ضيقة وليست مضبوطة وهي كلها موروثات من النظام السابق. وأرجع عدم اختيار الرئيس مرسي لبعض الشخصيات التي كانت مطروحة لتولي رئاسة الوزراء أمثال البرادعي والببلاوي وأبو العيون وغيرهم إلي أن أفكار هذه الشخصيات ليست متوافقة مع فكر الرئيس بوجه الخصوص ومع حزب الحرية والعدالة بصفة عامة. أكد الدكتور أشرف جمال الدين نائب المدير التنفيذي للمعهد المصرفي المصري أن جميع المؤسسات الدولية والجهات المانحة كانت تنتظر اختيار رئيس الوزراء الجديد للتفاوض علي المنح والقروض المقدمة لمصر مع رئيس وزراء دائم وليس لتيسير الأعمال. وأوضح أن اختيار الدكتور هشام قنديل وزير الموارد المائية السابق والذي يحسب علي التيار الديني سيلقي ترحيبا واسعا لدي الاحزاب الدينية وسيحقق الكثير من التوافق بهدف تنفيذ خطة المائة يوم التي التزم بها الرئيس محمد مرسي. أضاف ان التصنيف العالمي ينتظر القرارات التي سيتم اصدارها من رئيس الحكومة الجديد لمعرفة التوجه خلال الاسبوع الأول والذي سينعكس بالطبع علي الاقتصاد المصري وهل هي قرارات سليمة ستشجع رجال الأعمال والاستثمار أم انها تصب في اتجاه التأميم والرأس مالية. في أول رد فعل للاتحاد العام للغرف التجارية بعد تكليف الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة, استنكر الاتحاد اختيار وزير الري السابق ليكون رئيسا للوزراء, مؤكدا أن هناك شخصيات اخري في مصر تستحق هذا المنصب لامكاناتها في العطاء وتلبية احتياجات مصر خلال الفترة العصيبة التي تمر بها. وتساءل أحمد الوكيل رئيس الاتحاد عن معيار اختيار رئيس الجمهورية لوزير الري في حكومة تيسير الأعمال ليكون رئيسا لمجلس الوزراء الجديد, مشيرا الي انه لا يري سوي انه كلفه نتيجة عدم ورود شكاوي عن المياه خلال الفترة الماضية. وأشار الي استحالة ابداء الرأي في الحكومة الجديدة نتيجة عدم اختيار الوزراء بها حتي الآن, موضحا أن الحديث عن أي تعاون مع الحكومة الجديدة سابق لاوانه في الفترة الحالية فلابد من الانتظار حتي تستقر الأوضاع وتتضح الرؤية. وأوضح أن الحالة التي تشهدها مصر حاليا تقف حائلا أمام امكانية التوقع بمسار الاحداث أو وضع المجالات الاقتصادية المختلفة خلال الفترة المقبلة, قائلا: ربنا يستر علي مصر. قال الدكتور فرج عبدالفتاح أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة إن تكليف الدكتور هشام قنديل وزير الري الأسبق في الحكومة السابقة بتشكيل الحكومة الجديدة هو قرار خالف كل التوقعات خصوصا أنه لم يختبر قبل ذلك ويجب أن يكون قد مارس الحياة السياسية من خلال حزب أو حياة شعبية لان منصب رئيس الوزراء هو منصب سياسي بكل تأكيد وليس منصبا فنيا علي الرغم من ان كل الاتجاهات تصب في صالح أن الحكومة المقبلة ستكون تكنوقراط مائة بالمئة. وأكد محمد شكري رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات أن اختيار د. هشام قنديل رئيسا للوزراء مفاجأة غير متوقعة وعودة الي زمن التكنوقراط, مشيرا الي انه ليست لديه معلومات كافية عنه سوي أنه كان يشغل منصب وزير الري في الحكومة المؤقتة أو تسيير الأعمال. وحول عدم اختيار الشخصيات السياسية التي كان من المرتقب اختيارها ومنها د. محمد البردعي ود. حازم الببلاوي وغيرهما أكد المرشدي أن الأسباب غير معروفة لدي الشعب سواء كان ذلك نتيجة لرفضهم أو عدم قدرة الرئيس علي تحقيق مطالبهم لتولي المنصب أو رغبة في اختيار شخصية لا تنتمي الي حزب أو قوي سياسية. من جانبه, أكد محمد حمدي عبدالعزيز رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات أنه لا يعرف عن د. هشام قنديل رئيس الوزراء الجديد سوي انه كان يشغل منصب وزير الري وكذلك الحال لمعظم رجال الصناعة نظرا لبعد طبيعة عمل رجال الأعمال عن قطاع الري. وأعرب عن اعتقاده ان رفض عدد كبير من الشخصيات العامة التي كان متوقعا ان يتم الاختيار بينها أتي نتيجة لعدم قدرتها علي اختيار التشكيل الوزاري كاملا دون أي ضغوط من المؤسسة الرئاسية أو الأحزاب أو المجلس العسكري. وأشار الي انه من الأفضل أن يتم اختيار الوزراء من الاخوان وهو مايسهم في سهولة التعامل والتعاون فيما بينها لتنفيذ الآمال والطموحات والخطط الموضوعة.