اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم, وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير علي الجيش, وتسبب المرتشون المغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين. وإما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة علي الجيش وتولي أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتي تصبح مصر بلا جيش يحميها, وعلي ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا, وتولي أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم, ولابد أن مصر كلها ستتلقي هذا الخبر بالابتهاج والترحيب. أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين, وفهؤلاء لن ينالهم ضرر, وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب. وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح المواطن في ظل الدستور مجردا من أي غاية, وأنتهز هذه الفرصة فاطلب من الشعب الا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف, لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل, وسيلقي فاعله جزاء الخائن في الحال, وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاونا مع البوليس, وإني أطمئن إخواننا الأجانب علي مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولا عنهم. والله ولي التوفيق القائد العام للقوات المسلحة لواء أ.ح. محمد نجيب هكذا جاءنا صوت محمد أنور السادات عبر الإذاعة ملقيا بيان ثورة1952 ليكتب هو ورفاق جمال عبدالناصر تاريخا جديدا لمصر حولها من الملكية إلي الجمهورية بعد ان احكم الضباط الأحرار قبضتهم علي البلاد واستطاعوا القيام بثورة قادها الجيش واحتضنها الشعب. وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير كان علينا ان نضع هذه الأسماء نصب اعين الجميع فلولاهم لظلت الملكية قابعة علي قلوبنا حتي الآن.. الضباط الأحرار من هم وكيف انضموا إلي التنظيم السري بالجيش المصري وكيف خططوا ونجحوا في محاصرة الملك واجباره علي مغادرة البلاد اسئلة كثيرة تتطرق إلي الأذهان صبيحة ال23 من يوليو كل عام نجيب عنها عبر ملفنا في السطور التالية.