أثار تأخر الدكتور محمد مرسي, رئيس الجمهورية في الإعلان عن تشكيل الحكومة, القلق في مختلف الأوساط الثورية والسياسية, برغم تأكيدات المتحدث باسم الرئاسة الدكتور ياسر علي قرب إعلان التشكيل. من جانبه, طالب أحمد ماهر, منسق حركة شباب6 ابريل, مرسي بأن يسارع في تشكيل الحكومة, أو أن يصارح الشعب بأسباب التأخير في إعلانها. وقال ماهر في بيان له أمس مخاطبا رئيس الجمهورية انت بدون جهات تنفيذية تستطيع الاعتماد عليها ما لم تقم بتشكيلها بنفسك, مضيفا: توكل علي الله لكي نبدأ معا مرحلة التطهير بحق والبناء بحق, فإما الإسراع بتشكيل الحكومة أو المصارحة بأسباب التأخير, مؤكدا أن هذا حق للناخبين علي الرئيس وحق لكل المصريين. وقال عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي إن التأخير في إعلان تشكيل الحكومة يدخل البلاد في نفق مظلم ويزيد من حالة الارتباك السياسي الموجودة حاليا, مطالبا مرسي بسرعة حسم هذا الملف بأقصي سرعة, مشيرا إلي أن الموضوع لا يستدعي كل هذا الوقت. أضاف أن التجربة أثبتت أن مصر أكبر من جماعة الإخوان المسلمين وأن عليهم أن يتخلوا عن مشروعهم السياسي لحين ترتيب البيت من الداخل, متهما الجماعة بعدم وجود رؤية سياسية واضحة لإدارة البلاد. من جانبه, أرجع الدكتور حسام عيسي, أستاذ القانون بجامعة عين شمس, سبب تأخير إعلان تشكيل الحكومة إلي وجود معركة غير مرئية بين الرئيس والمجلس العسكري علي تشكيل وآلية اختيار الوزارات, خاصة السيادية, بالإضافة إلي التدقيق والبحث عن كفاءات ومتخصصين لتشكيل حكومة ائتلافية والتي اعتبرها من المعوقات الرئيسية أمام الرئيس والتي تحتاج إلي عناصر وخبرات وكفاءات. وأرجع الدكتور حازم حسني, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, تأخير تشكيل الحكومة الائتلافية التي وعد بها الرئيس مرسي, إلي وجود خبايا غير معلنة وحسابات وتوازنات لم تحسم بين القوي المتحكمة في المشهد السياسي, ولدي جماعة الإخوان المسلمين ومرسي, فضلا عن التخوف من تشكيل حكومة لا تستطيع التعامل مع الجهاز البيروقراطي المصري, الذي يعتبر غريبا علي الإخوان. وقال حسني ل الأهرام المسائي إن الإجراءات التي اتخذها الرئيس مرسي, في لعبة الشد والجذب من خلال إصدار قرارات تناقض المجلس العسكري كالإعلان الدستوري المكمل, أدخلت السياسة المصرية في نفق الارتباك السياسي والتشكيك في نيات البعض, مشيرا إلي أنهم يرغبون في تشكيل حكومة محض إخوانية قادرة علي تنفيذ سياسات الإخوان, بالإضافة إلي عدم تهيئتهم لعملية الحكم بشكل فعلي. أضاف أن التباطؤ في عدم تشكيل الحكومة سيؤدي حتما إلي تأخر كثير من الملفات, خاصة أن الحكومة الحالية لا تستطيع اتخاذ قرارات حاسمة في قضايا لا تعبر عنها, ولكنها تعبر عن سياسات الرئيس, علي اعتبار أنها مجرد حكومة تسيير أعمال. ورأي أن الحكومة لن يتم تشكيلها إلا في حالة وجود اتفاق حقيقي بين المجلس العسكري ومؤسسة الرئاسة علي كيفية إدارة المرحلة المقبلة والسياسة العامة للدولة. بينما أرجعت الدكتورة نورهان الشيخ, أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة, التأخير إلي أن التشكيل الذي يرغبه الرئيس مرسي, لا يحقق مصالحه أو مصالح الجماعة التي ينتمي إليها, ولا يتوافق مع الوعود التي قطعها علي نفسه. وأضافت أن الرئيس وعد قوي سياسية بنصيب في الحكومة الجديدة, وعندما وصل إلي السلطة اكتشف أنه أمر صعب, لا يستطيع تنفيذه أو الوفاء به.