تلقي نظام الأسد أمس ضربة موجعة بعد التفجير الانتحاري الذي نفذه الجيش السوري الحر علي مبني الأمن القومي مما أسفر عن مقتل وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة وكبير مساعدي الرئيس بشار الأسد( حسن تركماني) وإصابة وزير الداخلية محمد الشعار ورئيس المخابرات, فيما هدد الجيش السوري الحر بشن المزيد من الهجمات. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه60 عسكريا انشقاقهم عن الجيش النظامي في بعلبة بحمص فيما ارتفع عدد ضحايا الأمن السوري إلي57 قتيلا. من جانبها دعت واشنطن لمواصلة الضغط علي نظام الأسد بينما أجل مجلس الأمن التصويت علي قرار بفرض عقوبات علي سوريا إلي اليوم الخميس.فقد أعلن التليفزيون الرسمي في سوريا مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة في الهجوم الذي استهدف مبني الأمن القومي بدمشق أمس وبمقتل حسن تركماني كبير مساعدي الرئيس السوري بشار الاسد متأثرا بجروح اصيب بها جراء التفجير. من ناحية اخري, أعرب وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا أمس عن قلق بلاده إزاء التطورات الاخيرة للاوضاع في سوريا. ونقل تليفزيون( بي. بي.سي) عن بانيتا قوله: من الواضح ان ما يحدث في سوريا هو تصعيد خطير في حدة اعمال العنف, معتبرا ان الوضع في سوريا يخرج عن السيطرة. وذكرت وكالة الانباء السورية( سانا) أن وزير الداخلية محمد الشعار نجا من تفجير الأمس وقالت الوكالة إن الوزير الشعار بخير ووضعه الصحي مستقر. كما افادت قناة العربية الفضائية أمس بانه سمع دوي خمسة انفجارات قرب مقر الفرقة الرابعة السورية. ونقلت القناة عن كتيبة أبو عمر التابعة للجيش الحر ان الجيش السوري انسحب من حي الميدان وترك الآليات في الشوارع. بينما أعلنت القوات المسلحة السورية في بيان أمس ان التفجير الذي استهدف مبني الامن القومي السوري في دمشق هو تصعيد اجرامي جديد تنفذه الادوات المأجورة المرتهنة لمخططات خارجية. وجاء في بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بثه التليفزيون السوري ان القيادة العامة للجيش تؤكد اصرارها علي القضاء المبرم علي عصابات القتل والاجرام وملاحقتهم اينما فروا واخراجهم من أوكارهم العفنة وتطهير الوطن من شرورهم واذا كان هناك من يظن انه باستهداف بعض القادة يستطيع لي ذراع سوريا فانه واهم لان سوريا شعبا وجيشا وقيادة هي اليوم اكثر تصميما علي التصدي للارهاب بكل اشكاله وعلي بتر كل يد يفكر صاحبها بالمساس بأمن الوطن سوريا. كما أعلن التليفزيون السوري انه صدر قرار بتعيين العماد فهد جاسم الفريج نائبا للقائد العام للجيش والقوات المسلحة وزيرا للدفاع في سوريا. في الوقت نفسه يشهد حي الميدان بالعاصمة السورية دمشق حاليا إشتباكات عنيفة بين الجهات الامنية المختصة وجماعات مسلحة وقال شهود عيان لمراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط في دمشق إن المسلحين اتجهوا من منطقة نهر عيشة بدمشق الي حي الميدان وبدأوا في اطلاق النيران بشكل عشوائي وأن السلطات السورية المختصة تقوم حاليا بمطاردتهم في شوارع حي الميدان. وقال خبير عسكري لمراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط في دمشق إن تفجير الأمس ناتج عن خرق أمني كبير, لكنه لن يهز الجيش السوري. واعتبر الخبير العسكري أنه وفي مثل هذه الظروف تكثر الشائعات بين الناس, ومن الضروري التمسك برباطة الجأش, فالشعب السوري في ظرف كهذا يشكل دعامة أساسية لتماسك الجيش. وأكد الخبير أن الجيش السوري مؤسسة قوية, وكل من يعتقد أن تفجيرا كهذا سيهزه فهو واهم. وهدد قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد, بتنفيذ المزيد من العمليات ضد النظام السوري, مشيرا إلي انه ليس للواء الإسلام أي علاقة بتفجير مبني الأمن القومي. وقال الجيش الحر, في بيان حمل توقيع القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وأورده تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أمس إن لا علاقة لما يعرف بلواء الاسلام بتفجير مبني الأمن القومي في دمشق بل فرقة تابعة لنا قامت بهذا الهجوم. وزف البيان نجاح العملية النوعية التي أدت إلي مقتل عدد من أفراد العصابة, كما جاء في البيان. وأعلنت لجان التنسيق المحلية السورية عن انشقاق60 عسكريا من الجيش النظامي بعتادهم في دير بعلبة بحمص. ذكرت ذلك قناة العربية الإخبارية. وكانت لجان التنسيق المحلية قد أعلنت عن ارتفاع أعداد قتلي الأمس إلي57 قتيلا معظمهم في ريف دمشق. وفي واشنطن, أكد البيت الأبيض أن تفجير دمشق أمس يمثل دليلا علي أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد سيطرته علي سوريا وأن الزخم الشعبي أصبح بوضوح ضده. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور في بيان للبيت الابيض إن المجتمع الدولي عليه أن يواصل الضغط من أجل تحقيق انتقال سياسي في سوريا دون وقوع حرب أهلية واسعة النطاق. وأرجع الفضل في تضييق الخناق علي النظام السوري إلي العقوبات التي فرضها الرئيس باراك أوباما مع المجتمع الدولي علي النظام السوري وأركانه..وشجع بيان البيت الابيض المقربين من الأسد, خاصة من العلويين, علي الانشقاق عنه. وقد أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أمس عن موجة جديدة من العقوبات ضد29 مسئولا حكوميا معظمهم من الحكومة التي شكلها بشار الأسد بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في سوريا, ليصل بذلك عدد المسئولين السوريين الذين طالتهم العقوبات الاقتصادية الأمريكية وجمدت أرصدتهم في بنوك أمريكية ودولية إلي نحو100 مسئول. فيما أكد مسئولون في الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة لا ترحب كمبدأ عام بسفك الدماء, إلا أنهم أشاروا إلي أن من لقوا مصرعهم في انفجار دمشق أمس هم من كبار المخططين للهجمات التي يقوم بها نظام الاسد علي شعبه. وأوضحوا أنه إذا استخدمت روسيا والصين حق الفيتو علي القرار فإن ذلك سيعني تزايد أعمال العنف, مؤكدين أن واشنطن تريد عملية انتقال سلمي في سوريا وبأقل عدد من الضحايا. ونوهوا مجددا بأن النظام في سوريا بدأ يفقد سيطرته علي العاصمة السورية دمشق بعد سلسلة العمليات التي يقوم بها المعارضون في صد هجمات للجيش النظامي السوري علي بعض الأحياء بالعاصمة, مشيرين إلي أن المعارضة تقوي يوما بعد يوم وأن نظام الأسد ساقط لا محالة. وأعلن مبعوث روسيا بالأمم المتحدة أمس أن مجلس الأمن الدولي أجل التصويت علي مشروع قرار بشأن سوريا إلي اليوم لإجراء مزيد من المحادثات بشأن مشروع قرار بفرض عقوبات علي دمشق. وذكر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف, تعليقا علي الوضع في سوريا, إن ما يجري في هذه البلاد الآن هو نزاع داخلي بين الجماعات المسلحة والجيش السوري. ** اجتماع عربي طارئ الأحد لبحث الأزمة تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا علي المستوي الوزاري حول سوريا الأحد المقبل بالدوحة. صرح بذلك الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس, وقال إن اجتماع اللجنة المعنية بالأزمة السورية بالدوحة سيعقبه فورا عقد اجتماع وزاري عربي طارئ لبحث تداعيات الأوضاع في سوريا من جميع جوانبها حتي تتضح الصورة أكثر, مشيرا إلي أنه حتي الآن لا يوجد شيء واضح بشأن ما يجري في سوريا. وقال إن التفجير الذي وقع في وسط دمشق مستهدفا مبني الأمن القومي أمس يشكل تطورا يؤثر في مسار الأحداث التي تشهدها سوريا, مؤكدا أن الجامعة تتابع باهتمام تلك التطورات, مشيرا إلي أن الأحداث في سوريا باتت متسارعة للغاية, وبات من الصعب التعليق عليها وما يحدث في سوريا سيؤثر تأثيرا كبيرا علي الوضع هناك ولا ندري تداعياته, معربا عن مخاوفه من ازدياد دائرة العنف, مشددا علي أهمية ان تنتقل سوريا انتقالا سلميا إلي حياة سياسية ديمقراطية حرة. نهلة متولي