مواقف وأمور ظريفة تحدث في التسجيلات والحفلات مع الموسيقيين والمطربين والمطربات فمثلا في إحدي حفلات التليفزيون وكانت تنقل من مسرح البالون وكان الجزء الأول من الحفل فرقة الفنون الشعبية ويبدأ الجزء الثاني بدخول الفرقة الذهبية لمصاحبة المطرب محمد رشدي وكنت أجلس أنا ومحمد رشدي وبعض الزملاء من الموسيقيين في انتظار إخلاء المسرح وكان المطرب محمد رشدي يقص علينا الحادث الذي تعرض له في طريق السويس وإذا بشاب يقطع علينا الحديث ويسأل المطرب( حتغني إيه يا أستاذ رشدي) فقال له رشدي انت مين فقال له هذا الشاب أنا مساعد المخرج وتركنا وذهب وعاد إلينا مرة أخري( أيوه يا أستاذ رشدي حتغني إيه) فقال له رشدي( أنا قلت لك انت مين) وفجأة وجدنا شابا عصبيا ويصيح ويقول يا أستاذ فتحي( المخرج فتحي عبد الستار) أنا كل مرة اسأل الأستاذ رشدي حتغني إيه يقول لي انت مين تعال شوفلك صرفة معاه فاكتشفنا الخطأ وقلت له الغنوة اسمها انت مين لحن الاستاذ كمال الطويل. وموقف آخر كان في إحدي الدول العربية الشقيقة ومع المطرب محمد رشدي أيضا وكان العقد مع وزارة الثقافة لعمل بعض التسجيلات ثم حفل وتمت التسجيلات بحمد الله ثم الحفل وطلب مندوب الوزارة من الفرقة والمطرب البقاء يوما آخر بناء علي دعوة من سمو الوزير وطبعا سعدنا بهذه الدعوة لاننا نعرف أن المكافأة أحسن من عقد الوزارة وحضر المندوب وذهبنا إلي قصر الوزير ولم يكن موجود أحد إلا سيادته وزوجته وأولاده يعني حفلا خاصا وعائليا وقام سمو الوزير بتحيتنا ودعانا معهم للعشاء وكانت سهرة جميلة وبعد انتهاء الحفل والعشاء قال لنا سمو الوزير نشكركم خرجنا مع مندوب الوزارة وركبنا جميعا الأتوبيس المكيف وجلس مندوب الوزارة في المقدمة وأنا ومحمد رشدي في المقعد الذي خلفه ثم باقي الموسيقيين والجميع صامتون لأنهم كانوا يتوقعون المنحة أو الهدية وأخذ الموسيقيون يتهامسون وبعضهم قال يا أستاذ رشدي ويا أستاذ صلاح( متشكرين ع السلطانية) وأخذوا يغنون سلطانية سلطانية( التمثيلية الاذاعية المعروفة) بما معناه اننا لم نحصل علي شيء وعند وصول الأتوبيس إلي الفندق طلب مندوب الوزارة النزول فردا فردا وكان يقف علي باب الفندق شخص يحمل حقيبة وبدأ نزول رشدي ثم أنا فأعطي كل واحد منا( ظرفا وعلبة بها ساعة) وصافحنا وهو يقول( ماكو سلطانية) يعني إحنا معندناش حاجة ببلاش ونحن نعرف قصة وتمثيلية السلطانية التي كانت تذيعها الاذاعة المصرية وطبعا دعونا المندوب وحامل الشنطة إلي داخل الفندق وقلنا لهم اننا كنا نضحك ونحن نعرف انكم كرماء ونحن ظرفاء. والمواقف كثيرة ولكن سأعود بإذن الله لأبجدية الموسيقار محمد عبد الوهاب لانها جزء مهم من تاريخ الغناء المصري. والله ولي التوفيق