شاء القدر أن يتطابق اسم قرية السيول التي تقع جنوبالأقصر مع الظروف التي يعيش فيها الأهالي, فهي نموذج حي للإهمال والتدني في الخدمات فصارت أقرب إلي أن تكون قرية غارقة في بحور من مياه البرك والمستنقعات, حيث لم تدخلها خدمة الصرف الصحي إلي الآن وتعتبر قرية السيول إحدي القري المنكوبة بمدينة الطود حيث تم إنشاؤها في عام1994 لمتضرري السيول بعدد55 مسكنا اقيمت علي هضبة مرتفعة بلا خدمات, وفي الوقت الذي توقفت فيه الشركة المسئولة عن الصرف الصحي عن القيام بأعمال كسح البيارات بسبب عدم قيام الأهالي بدفع الرسوم, يصرخ أهالي القرية مطالبين الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر بإعفائهم من هذه الرسوم بحجة أنهم من الفقراء ومحدودي الدخل وبين هذا وذاك تعيش الأسر في رعب من الأمراض والحشرات وتخشي انهيار المساكن. وقال ربيع أحمد موظف من ابناء القرية: نعيش في جحيم لايطاق بعد أن تحولت القرية الي بؤرة تلوث بسبب برك المياه الراكدة والطفح المستمر للمجاري, فالمساكن تم بناؤها في منطقة مرتفعة ولم تدخلها خدمة الصرف الصحي حتي الآن, بل والمدينة التي تتبعها لايزال المشروع معطلا بسبب الاعتمادات المالية. أضاف: لقد تركنا أعمالنا وتفرغنا إلي كسح المياه بعيدا عن المنازل دون جدوي ونطالب المحافظ بأن يجد لنا الحل الذي ينقذ حياتنا. وأكد المهندس أحمد محمد عبد الله مدير الجمعية الزراعية بمدينة الطود: العمل في الجمعية أصبح لايطاق فالتلوث والروائح الكريهة ومياه الصرف الصحي تعيق الموظفين عن الدخول والاستمرار في العمل وهي ظروف غير طبيعية, حيث التلوث بعينه ويضيف الغريب أن كل الأبواب اوصدت أمامنا ولانجد حلا للمشكلة التي مازالت مستمرة حتي الآن. وكشف مصطفي عبدالله عمدة الطود عن أن المشكلة قائمة منذ15 عاما وتفشت بصورة واضحة منذ إنشاء البيارات داخل القرية التي اقيم فيها30 منزلا, قائلا: برغم محاولات الأهالي القيام بتطهير هذه البيارات لوقف الطفح بالجهود الذاتية, خاصة ان أغلب المقيمين فيها من البسطاء ومحدودي الدخل غير القادرين علي دفع المبالغ التي تفرضها الشركة المختصة بمياه الشرب والصرف الصحي لأعمال الكسح التي تصل لنحو450 جنيها شهريا. المهندس حسن سيد بدري سكرتير عام مركز ومدينة الطود قال: نحن نعترف بهذه المشكلة التي بدأت عام94 حيث تم بناء55 منزلا للمتضررين من السيول التي هاجمت الأقصر وقتها, وللأسف تم البناء علي هضبة مرتفعة إنشاء بيارات مجمعة للصرف الصحي لظروف الانحدارات وبالفعل تتعرض للطفح نتيجة للاستعمال وعدم الكسح. وقال إن المسئولية تقع علي عاتق شركة المياه والصرف الصحي والأهالي غير قادرين علي دفع رسوم الخدمة والشركة ترفض القيام لأعمال الكسح بالمجان والحل كما يري هو ضرورة تدخل الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر بالتدخل لحل المشكلة لدي شركة المياه إما بإعفاء المواطنين من الرسوم أو قيام المحافظة بتحمل التكاليف حفاظا علي صحة الأهالي.