هو صراع دائم بين المخرج والممثل اذا اجتمع الاثنان في وجدان شخص واحد.. ونتيجة لهذا الصراع.. يحدث إبداع سينمائي في مشوار السينما في مصر والعالم.. وتظهر أعداد من النجوم خرجوا من عباءة الاخراج.. الي عالم الأضواء والشهرة والنجومية السينمائية.. ومنهم من يصبح مخرجا للروائع بعد أن يسيطر المخرج الذي في داخله علي الممثل الذي في داخله أيضا.. ويحتل مكانة خلف الكاميرا.. يخرج وفي داخله ألف ممثل!! ومن المؤكد أنه في داخل كل مخرج ممثل.. هذا الممثل قد يستطيع أن يقف أمام الكاميرا ويستمر أو يفضل أن يظل خلف الكاميرا مخرجا يوجه آلاف الممثلين الذين يتعامل معهم في مشوار أفلامه التي يخرجها.وكثير من المخرجين تحولوا الي ممثلين في تاريخ السينما.. وكثير من المخرجين تحولوا إلي ممثلين بعد أن تغلب الممثل الذي في داخله علي المخرج الذي يحتويه!! ومن المخرجين من لايترك الممثل الذي في داخله يذهب بعيدا عنه.. ولكن يبقي دائما يشاغبه حبا في ممارسة التمثيل الذي في داخله.. فهو أحيانا يمارس التمثيل مع أبطاله.. ويقوم بتمثيل أحد المشاهد أمام أحد أبطاله ليريه كيفية أداء الدور عمليا.. بعد مناقشته.. وفي هذه الحالة يكون المخرج في حالة استمتاع فنية لأنه يمارس هوايته المفضلة التي لايستطيع أن يسجلها علي شريط سينمائي!! ورحلة مع نماذج هذا الصراع الفني الدائم بين المخرج والممثل.. اللذين يجتمعان هما الاثنان.. في واحد * النجم استيفان روستي.. كان هو أول المخرجين الذين تحولوا الي ممثلين.. كان مخرجا في بدايات السينما المصرية.. وقدم بعض الأفلام.. وعاش دهاليز..المونتاج.. والمكساج لأفلامه.. في استوديو مصر.. ثم خرج الممثل الذي في داخله ليقف أمام الكاميرا.. وتغلب تماما علي المخرج.. وأصبح نجما كبيرا في عالم السينما!! * محمود ذو الفقار.. وقف أمام الكاميرا ممثلا.. ولكن بعد بعض التجارب انتصر المخرج الذي بداخله علي الممثل الذي راوده في الوقوف أمام الكاميرا.. وقدم أفلاما من اخراجه. * عز الدين ذو الفقار.. قدم تجربة.. أغراه الممثل الذي بداخله.. وقدم فيلما واحدا.. ثم بعد ذلك انتصر المخرج الذي بداخله ليصبح مخرجا له أسلوبه المميز. * حسين فهمي.. في الأصل مخرج.. دخل عالم السينما وهو مؤهل تماما لكل عناصر الاخراج.. ولكن الممثل الذي في داخله.. ظهر واضحا عليه.. وظهر حضوره.. ولمعانه الطاغي.. فخطفته السينما ليصبح من ألمع نجوما السينما المصرية أمام الكاميرا.. وليس خلفها.. واستعان بالمخرج الذي في داخله.. ليساعده علي التألق والابداع طوال مشواره الفني المستمر حتي الآن بحب لايفارق الجماهير.. وبابداع ولمعان.. له كل البريق.. والنجاح. * حسين كمال.. مخرج في داخله لايهدأ.. دائما وهو يخرج أي فيلم.. أحيانا وهو في البلاتوه كان.. يؤدي الدور المطلوب من بطله أمامه بصورة مذهلة.. تشير إلي أن بداخله ممثل فعلا لايهدأ.. وظهر ذات مرة الممثل الذي في داخله ووقف أمام الجمهور علي خشبة المسرح عندما قام بدور أحد أبطال مسرحية قام باخراجها.. لأن البطل تغيب لمرضه فجأة وقدم المخرج حسين كمال دور البطل ثلاث ليال ممثلا مبدعا أمام الجمهور.. ولم يستطع أن يتغلب عليه الممثل الذي بداخله.. ليقف ممثلا أمام الكاميرات.. وبقي مخرجا يبدع أفلاما من اخراجه. * يوسف شاهين.. أغراه دوره في فيلم باب الحديد وأيقظ فيه الممثل.. وقدم فيه شخصية خطيرة في عالم السينما.. والابداع التمثيلي.. ولكنه باختياره ناصر الاخراج وفضل أن يقف خلف الكاميرا.. وساند مخرجه الذي بداخله أنه كان قد أصبح مدرسة كبري اخراجا عبقريا وأحيانا ممثلا من باب الزيارة للممثل الذي بداخله في أفلام خاصة يقف معه أمام الكاميرا. * محمود مرسي.. من المخرجين الذين يحترمون الشاشة.. وأستاذ دارس.. ومدرس.. تحول الي التمثيل.. لأن الممثل الذي بداخله لم يستطع أن يتغلب عليه لأنه كان عملاقا.. * حسن الامام.. مخرج الروائع.. صاحب أول جملة توضع علي أفيش أفلامه.. فيلما من اخراج حسن الامام.. الي هذا الحد تغلب الاخراج علي الممثل الذي بداخله.. الذي كان يحبه في داخله.. وان كان يرضيه بالظهور في بعض اللقطات في كل فيلم يخرجه من روائعه.. وقالوا عنه أنه يقلد المخرج العالمي هيتشكوك الذي كان يظهر في لقطة في كل فيلم يخرجه.. وظل حسن الامام مخرجا للروائع بكل أنواعها.. ومدرسة في كل فروع صناعة الفيلم.. واخراجها.. ومكتشفا لعديد من نجوم السينما.. يقدمهم بجرأة.. تجعل منهم نجوما.. لأنهم مثلوا في أحد أفلام مخرج الروائع 89 فيلما!! * أنور وجدي.. أسطورة سينمائية.. ظل طوال عمره ممثلا وفتي أول.. الي أن تحول الي الاخراج.. واستطاع أن يجمع بين الاثنين في واحد.. التمثيل.. والاخراج.. وقدم نوعيات عديدة من اخراجه وتمثيله.. وقدم للسينما شيرلي تمبل مصر.. النجمة الطفلة المعجزة السينمائية فيروز في4 أفلام وسلسلة أفلامه مع ليلي مراد.. حتي آخر فيلم مع معظم نجوم السينما المصرية غزل البنات كان قادرا علي الجمع بين الاثنين في واحد.. بعبقرية ابداعية في كل أفلامه!! * والذي له الريادة.. في المسرح.. والسينما.. الأستاذ الكبير يوسف وهبي.. ظهر علي الشاشة ممثلا كبيرا ثم ضم الاخراج الي التمثيل في عدد كبير من أفلامه التي تعد من كلاسيكيات السينما المصرية.. وأهمها فيلم اسمهان.. سهير لحن لم يتم.. الذي أظهر فيه عبقرية الممثل والمخرج بعد أن غرقت أسمهان ورحلت وهي في طريقها الي رأس البر.. بانهاء الفيلم.. عازفا علي الكمان.. وجملة سهير.. لحن لم يتم.. تأليفا.. وتمثيلا واخراجا.. وشهرة عالمية.. وفي هذه الأيام يتحول عدد كبير من الممثلين الي الاخراج والتمثيل معا.. في العالم السينمائي الخارجي.. فمعظمهم كنجوم يجمهون بين الاثنين تمثيلا.. واخراجها.. أشهرهم كلينت استوود.. جورج كلوني.. آل باتشينو.. شين بن.. مادونا.. أنجلينا جولي.. وفي مصر.. لم يمتنع كثيرا من المخرجين من اظهار الممثل الذي بداخلهم في مشاهد.. أو لقطة من أحداث الأفلام التي يقومون باخراجها ومنهم مثلا المخرج علي عبدالخالق في نهاية فيلم الكيف عندما ظهر في لقطة التاكسي! وظهور المخرج الراحل عاطف سالم.. في فيلمه النمر الاسود بطولة أحمد زكي.. ولاتنقطع مداعبة المخرجين للممثلين الذين في داخلهم.. وانتقلت هذه الظاهرة الي المنتجين في عالم السينما.. ليظهروا في بعض المشاهد التي ليس لها أي علاقة بأحداث الفيلم.. وهم يعلنون أنه نوع من التفاؤل. وهكدا.. سيظل الصراع بين الممثل والمخرج دائما أمام.. وخلف الكاميرا.. وخلف الكاميرا.. الي أن ينتصر أحدهما علي الآخر.. ليظهر لنا نجما علي الشاشة أو نجما خلف الكاميرا. س. ع