قرية لتقدم النموذجية هي إحدي توابع مركز ومدينة القنطرة شرق بالإسماعيلية, تقع في الضفة الشرقية من قناة السويس, في زمام سيناء, لكنها في حدود المحافظة, وأنشئت في عام1990. وتم تسكينها بعد3 أعوام لشباب الخريجين الذين تسلموا قطع أراض من الدولة ومسكان ملحاق بها, واتسع نطاق القرية وشمل تجمعات سكنية جديدة أبرزها:( أبو عروق, وأبو عليان, والزوايرة, وأبو عريضة, والعيايدة, وتبة الشجرة, والمنصورة), ويعاني أهلها من تجاهل المسئولين في الكثير من خدماتهم الأساسية, حتي إن هناك بعض شباب الخريجين هجروا القرية بعد أن باعوا أراضيهم لسداد الديون التي تراكمت عليهم وعادوا إلي محال إقاماتهم في مختلف محافظات الجمهورية, يبحثون عن عمل آخر غير الزراعة, عقب أن خاب أملهم وفقدوا فرصة التعيين في المصالح الحكومية, ولكي نقف علي هموم سكان قرية التقدم بشكل عام التقينا شريحة منهم وخرجنا بالتحقيق التالي: قال محمد عبدالفتاح( من شباب الخريجين): إن مشكلة نقص مياه الشرب يعاني منها جميع أهالي القرية, حيث توجد محطة كومباكت يونيد( نقالي) تتوقف بين الحين والآخر لعدم وجود مصادر للمياه من ترعة التوسع فرع العقارية, ونضطر لشراء جراكن المياه العذبة من القنطرة شرق والإسماعيلية نظير أسعار متفاوتة تتراوح ما بين جنيهين وخمسة جنيهات, وآخرون من السكان يستخدمون مياه الآبار الجوفية غير الصالحة للشرب, لكنهم مضطرون أن يفعلوا ذلك, وغالبيتهم أصيبوا بأمراض الكلي, أما الصرف الصحي فموجود, ومنذ ثورة25 يناير توقفت محطة الرفع بسبب غياب النواحي الأمنية, ونتج عن ذلك تكون برك للمياه في محيطها تؤثر سلبيا علينا, حيث تعد مأوي للحشرات الضارة والباعوض. وأضاف إسلام علي( أعمال حرة) أن الوحدة الصحية بالقرية مبنية علي طراز حديث, ويخدم فيها ثلاثة أطباء بالتناوب, لكنهم لا ينتظمون في الحضور, ومطلوب تشديد الرقابة عليهم رحمة بالمرضي الذين لا يجدون من يخفف آلامهم, حتي الأدوية غير متوافرة. وأشار محمد عبدالباسط( سائق) إلي أنه يجب تخصيص مكان تتوافر فيه الخدمات لإقامة سوق الثلاثاء داخله, بدلا من وضعه الحالي, وأن تخضع هذه السوق للرقابة الصحية والتموينية لأن هناك من يطرح بضاعة منتهية الصلاحية, وأخري مجهولة المصدر, وبخلاف ذلك يجب زيادة حصة الدقيق البلدي والمدعم. وأوضح محمد طه( مؤهل جامعي) أنه سبق وطلبنا من المسئولين في مركز ومدينة القنطرة شرق أن يوفروا لنا سيارة من مرفق النقل الداخلي, لكنهم لم يستمعوا لنداءاتنا, ونحن لا نجد مفرا من استخدام سيارات الربع نقل التي لا تصلح للركوب, لأنها تخدش حياء الفتيات والسيدات, خاصة في أوقات الذروة, بخلاف أضرارها في فصلي الشتاء والصيف من أمطار وطقس بارد لشمس حارقة يزيد حرارتها أن الظهير المحيط بالقرية صحراوي, ومطلوب من الفريق أحمد علي فاضل رئيس هيئة قناة السويس أن يصدر قرار بتشغيل معدية نمرة6 لمدة24 ساعة متصلة رحمة بنا. وأكد محمد عمر, عضو مجلس محلي مركز القنطرة شرق سابقا, وأحد سكان قرية التقدم, أن المزارعين يعانوا بشكل دائم من عدم وجود مياه للري, وهذا أدي إلي تلف محاصيلهم, وتراكم الديون عليهم, ويعود السبب في ذلك إلي أصحاب المزارع الكبيرة الذين أقاموا خزانات للمياه في أراضيهم غير مهتمين بصغار المزارعين, للاستحواذ علي مياه الري بالترع الرئيسية, وبخلاف هذا تكمن الأزمة الحقيقية في أن مياه الري التي تصل من سحارة سرابيوم كانت تخصص من قبل لزراعة30 ألف فدان شرق البحيرات, وعندما توسعت عملية استصلاح الأراضي ووصلت إلي100 ألف فدان أصبحت لا تفي بالاحتياجات اللازمة من المياه. وطالبت سوسن عبدالقادر( ربة منزل) بوضع حل جذري لانقطاع التيار الكهربائي بين الحين والآخر, علي خلفية ادعاء المسئولين أنها ناتجة عن تخفيف الأحمال والصيانة حتي لا تحترق أجهزتنا الكهربائية, ومطلوب استبدال الأسلاك الهوائية بأخري عازلة لأنها تتساقط فوق رءوسنا مع زيادة سرعة الرياح في الشتاء, أو عند هبوب رياح الخماسين, بجانب إحلال وتجديد المحولات الكهربائية, ومضاعفة قدرتها حتي تساعد المزارعين علي استخدام الكهرباء كبديل للمواد البترولية في تشغيل الميكنة الزراعية. وناشدت سهام عبدالواحد( مؤهل متوسط) المسئولين عن قطاع التعليم بالإسماعيلية أن يوفروا المدرسين في تخصصات اللغتين العربية, والإنجليزية, والحاسب الآلي لمدرسة التعليم الأساسي الوحيدة الموجودة بالقرية, وبحث إنشاء مدرسة ثانوية للتعليم الفني حيث إن أبناء القرية لا يجدون أمامهم سوي الذهاب للقنطرة شرق وفايد والإسماعيلية للالتحاق بالمدارس الفنية والثانوي العام, مع إضافة مرحلة التعليم الثانوي بالمعهد الأزهري الذي يضم مرحلتي الابتدائية والإعدادية فقط. من جانبها أكدت المهندسة أحلام السيد السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية أن مشكلات قرية التقدم محل بحث لدينا, وأهمها نقص مياه الري, ونحن نبذل قصاري جهدنا لدي المسئولين عن وزارة الري لإيجاد الحل لها, لكن لابد أن نعترف أن هناك أشخاصا قاموا باستصلاح الأراضي دون الحصول علي موافقات من وزارة الزراعة مستغلين الوضع السابق الذي مرت به البلاد في النواحي السياسية, وهذا أدي إلي استقطاع حصص المياه التي تضخ في الترع الرئيسية, وبخلاف ذلك نحن لن نتواني في القضاء علي أي مشكلات أخري في قطاعات الصحة, والتموين, والمواصلات, والتعليم, والأمن بعد أن استقرت الأحوال, ومع وجود اعتمادات مالية جديدة سوف تساعدنا علي عودة العمل في المشروعات التي توقفت طوال مدة عام ونصف العام الماضية.