لم تكن الثورات مبررا بالمرة للانفلات.. أو التجاوزا مثلما نري في حياتنا اليومية!! نعم.. تأتي رياح الثورات فتجتاح كل شئ.. بما فيها كثير من الثوابت. ولكنها بالعقل والمنطق لا يمكن أن تمس فيم المجتمع وأخلاقياته, ولو حدث.. ماكان لهذا إلا معني واحد.. لاغير.. منظومة قيم هشة, وأخلاقيات لم تكن تتنتظر إلا من ينفخ فيها فتنهار من أولها لآخرها!! لا أفعل في هذه السطور سوي تسجيل ملاحظات, ومشاهدات, ووقائع كثيرة, عايشتها في الشوارع, ووسائل المواصلات, والأسواق, وأيضا علي موقع الإنترنت, و الفيس بوك.. وكان المؤسف المحزن حقا, أن المسألة تجاوزت الخطوط الحمراء, ولم يعد الأمر يتعلق بمنهج التخاطب, أو حتي ما ننادي به من قبول للآخر, واحترام جميع الآراء.. مهما تكن مخالفة لما نعتقد فيه, ولكنه وصل إلي حد اعتياد استخدام الألفاظ الأبيحة, والشتائم الخارجة, والعبارات المسيئة, والتي تتجاوز كل حدود الأخلاق.. وليس غريبا أن تصادف مثل هذا الأمر وأنت تتجول علي الفيسبوك.. أو حين تتصفح الأخبار علي المواقع المختلفة, فيصدمك من التعليقات ماقد يدفعك علي الأقل إلي إفراغ مافي جوفك!! تري.. ماهو السبب وراء هذا؟ أين الحياء؟ وأين الحرص علي مشاعر الآخرين؟ ولماذا يتجرأ البعض بهذه الصورة؟ أظن أن غياب الردع, هو ما يشجع علي استمرار هذه المهزلة الأخلاقية.. وقد يكفي أن نعرف أن مواطنا في انجلترا, تعرض للحبس56 شهرا, لأنه تعرض للاعب كرة بلفظ مسيء علي الإنترنت, وطبيعي عند غياب العقاب, لابد أن نتوقع الأسوأ.. ربما لأن هناك من يفهم معني الحرية خطأ!!