استبقيت ذكري رحيل الفنان العبقري احمد زكي إلي مقال اليوم لكي يتسع المجال لتقديم شخصية من الشخصيات الثرية في عالم الفن.. فكما كانت بداية العندليب مليئة بالمواقف الصعبة كانت بداية العبقري مليئة بالاحباطات مع أنه في أوائل ظهوره أظهر قدرة فائقة في تقمص الشخصيات. كما حدث في مسرحية البيجاما الحمرا بطولة جهابذة الفن الكوميدي أمثال عبدالمنعم مدبولي وسعيد صالح وعبدالله فرغلي والنجمة اللامعة آنذاك مديحة كامل.. كان يقوم بدور عامل من عمال الفندق وكان الدور فيما يبدو لايتعدي قيام العامل بعمله المنوط به.. وأكاد أشك في أن المشهد الذي قام به الفنان أحمد زكي في تقمص شخصية الفنان الكبير محمود المليجي كان مدرجا ضمن أحداث المسرحية.. ويبدو أن ايمان العاملين بالمسرحية ابتداء من المؤلف والمخرج ومرورا بالممثلين بموهبة أحمد زكي وقدرته علي تقمص الشخصية بنجاح جعلهم يقتنعون باتاحة الفرصة له والتي أغتنمها العبقري حتي انه حظي بتصفيق هائل من المشاهدين بعد الانتهاء من أداء التقليد المتقن للفنان الكبير محمود المليجي. من الاحباطات التي قابلته في حياته الفنية ابعاده عن فيلم الكرنك بعد أن كان مرشحا للقيام بدور امام الفنانة سعاد حسني ولكن القائمين علي الفيلم خشوا اسناد الدور لوجه جديد وفضلوا اسناده للنجم نور الشريف ليضمنوا نجاح الفيلم.. ونجح الفيلم.. ونجح أحمد زكي في الفوز بدور متولي في فيلم شفيقة ومتولي امام النجمة سعاد حسني واستمرارا لتألقه السينمائي عمل العديد من الأفلام الناجحة مثل البيه البواب مع فؤاد المهندس و استاكوزا مع رغدة و النمر الاسود مع وفاء سالم و اضحك الصورة تطلع حلوه مع مني ذكي و سواق الهانم مع شيرين سيف النصر وابدع أيما ابداع في تقمص شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في فيلم ناصر56 ويتواصل تألقه ونجاحه في تقديم الشخصيات المهمة بفيلم أيام السادات وكيف كانت روعته الابداعية في تقمص شخصية الرئيس انور السادات.. ثم كان الوداع الأخير مع فيلم حليم ومع اقتناعه الشديد بقدرته علي تقمص العندليب إلا أن قواه الصحية لم تسعفه أن يقدم فيلما في قوة وعظمة ناصر56 و أيام السادات وفي المسرح وقبل أن تنطلق مسيرته السينمائية شارك في مسرحية مدرسة المشاغبين مع عادل امام واعقبها بمسرحية العيال كبرت مع سعيد صالح إلا أنه رأي رغم نجاحه المسرحي أن عمله السينمائي أكثر اشباعا لموهبته وأقوي اتصالا بمشاهديه. [email protected]