تفتتح السيدة سوزان مبارك, خلال أيام, متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية بعد انتهاء وزارة الثقافة من مشروع تطويره الذي تضمن, أعمال الترميم المعماري الدقيق لمبني المتحف. وعرض القطع الأثرية وفق سيناريو عرض متحفي جديد من خلال فتارين عرض تتناسب مع قيمة أثمن وأرقي قطع الحلي والمجوهرات التي ترجع لملوك وأمراء مصر من أسرة محمد علي فضلا عن الأواني والأدوات والعملات الأثرية. صرح بذلك وزير الثقافة الفنان فاروق حسني, وقال: إن المشروع استغرق عدة سنوات وتضمن ترميم مبني وقاعات المتحف وتغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويد المتحف بأحدث فتارين العرض والإضاءة الحديثة والتأمين الإلكتروني ضد السرقة والحريق, مشيرا إلي أن متحف المجوهرات الملكية الذي يقع في حي فلمنج بزيزنيا بمدينة الاسكندرية يعد تحفة معمارية وواحدا من أكبر المتاحف المصرية إذ تبلغ مساحته حوالي4185 مترا مربعا. واضاف فاروق حسني أن المتحف يعد الأغلي والأثمن لما فيه من نفائس المجوهرات والحلي التي ازدانت بها أميرات الأسرة المصرية والتحف التي امتلأت بها قصورهم قرابة قرن ونصف القرن, وهو في الوقت ذاته أجمل المتاحف وأروعها إذ انه يوجد بقصر الأميرة فاطمة الزهراء الذي يعد قطعة معمارية نادرة تمثل الطراز الأوروبي في القرن التاسع عشر. ومن المقرر أن يشهد الافتتاح أيضا محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب والأمين العام للمجلس الأعلي للآثار الدكتور زاهي حواس. من جانبه قال الدكتور زاهي حواس إن محتويات المتحف يعود تاريخها إلي عام1805 عندما تولي محمد علي باشا عرش مصر والتي أسس الأسرة العلوية التي استمر حكمها147 عاما وحلم بأن يجعل مصر مملكة مستقلة عن الامبراطورية العثمانية نفس الحلم داعب خيال حفيده إسماعيل الذي أراد لمصر أن تكون قطعة من أوروبا, وتوالي حكام الأسرة الذين غلب عليهم حب الأبهة واقتناء التحف الثمينة, فاستقطبوا إبداع الفنان المصري لنسج مشغولاتهم الذهبية والقطع الفنية التي زينت قصورهم وشهدت صخب احتفالاتهم الملكية وحفلات التتويج والمناسبات الرسمية. وأضاف أنه بعد قيام ثورة يوليو1952 تمت مصادرة تلك المجوهرات التي طالما زينت الأمراء والأميرات ووضعت بخزائن الإدارة العامة للأموال المستردة, وظلت هكذا حبيسة ولم يخرجها من عزلتها سوي تقرير المجالس القومية المتخصصة الذي أوصي بإنشاء هذا المتحف الذي تعد مقتنياته قيمة مادية وتاريخية بالغة السمو. يذكر أن المتحف يضم11 ألفا و500 قطعة أثرية وفنية تخص أبناء الأسرة المالكة, منها مجموعة الأمير محمد علي توفيق التي تضم12 ظرف فنجان من البلاتين والذهب وفيها2753 فصا من الماس البرلنت والفلمنك وكيس نقود من الذهب المرصع بالماس, بالإضافة إلي ساعة جيب السلاطين العثمانيين وعلي المينا رسم جامع مكحلة من الذهب الخالص و7 كاسات من الذهب مرصعة بحوالي977 فصا من الماس, ومن عصر الخديوي سعيد باشا نجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية, بالإضافة إلي الأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية وهي مرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص وعملات أثرية قبطية ورومانية وفارسية وبيزنطية يبلغ عددها4 آلاف قطعة.