فتحت بورسعيد أخيرا ملف الثغرات المفتوحة في حدودها ومنافذها الجمركية وميناءيها الشرقي والغربي والتي باتت تشكل خطرا داهما علي الأمن القومي والاقتصاد المحلي ووضع المدينة كمنطقة حرة.. وجاءت المراجعة الرسمية لتلك الأوضاع بعدما توالت علي المدينة وقائع التهريب المؤسفة عبر الحاويات القادمة لميناء بورسعيد الغربي وميناء شرق التفريعة. واعترفت القيادات الأمنية والسياسية والجمركية بحقيقة الأوضاع المؤسفة لخط الحراسات الفاصل بين المدينة وقري ومدن دمياط والدقهلية( الواقع علي بحيرة المنزلة) وهو ما يعني ببساطة عدم احكام القبضة علي المنافذ المائية المحيطة بالمدينة, وافراغ وضعية المدينة كمنطقة حرة من كل معانيها, ومن ثم ضرب اقتصاديات المدينة المرتكزة في الأساس علي التجارة وبيع السلع والبضائع المستوردة في مقتل. وأخيرا سجلت محاضر شرطة الميناء وسجلات جمارك بورسعيد وقائع عمليات التهريب المتزايدة لجميع الممنوعات والمواد الضارة بالصحة العامة والتي كان اخرها ضبط6 ملايين قرص فياجرا, وكميات كبيرة من الأسلحة( طبنجات) ومئات الاطنان من الأرز والذرة الفاسدة وتزامن ذلك مع القطع المتكررة لأسلاك وحديد جدار خط الحراسات لتهريب البضاعة عبر بحيرة المنزلة. ويشير سمير النبوي تاجر ومستورد إلي مجهودات الشرطة ورجال الجمارك للتصدي لمافيا التهريب والتي اسفرت عن ضبط العديد من القضايا الكبري التي بلغت فيها قيمة المضبوطات الملايين من الجنيهات واستهدف المتورطون فيها الربح الحرام غير عابئين بالاضرار البالغة التي ستلحق بالاقتصاد الوطني وصحة المواطنين. ويضيف ان الأمر لن يستقيم الا بعد التخلص من مافيا التهريب وكل من يعاونهم, واحكام الرقابة علي كل منافذ الجمارك الخارجية والداخلية حتي تعود لبورسعيد ميزتها النسبية وتستعيد زبائنها الذين كانوا يزورونها من جميع محافظات الجمهورية وانقطعوا عنها بعدما اغرقت البضائع المهربة جميع الأسواق. وسعيا لايجاد حل يضمن لبورسعيد استعادة بدايات تحولها لمدينة حرة عام1976, وعصرها التجاري الذهبي, أكد أحمد عبدالله محافظ بورسعيد أن قضية تأمين منافذ بورسعيد البرية والبحرية قد تصدرت اولوياته عند لقائه الأخير مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء بحضور نواب المدينة والدكتورة فايزة ابوالنجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي, مشيرا لموافقة رئيس الوزراء علي اعتماد2 مليون دولار لشراء عربة متخصصة في الكشف عن محتويات الحاويات بالموانئ والتي يمكن الاعتماد عليها في ضبط جميع انواع المخدرات والأسلحة والممنوعات, واعلان الدكتورة فايزة ابوالنجا عن تخصيص نصف ثمن العربة( مليون دولار) فورا للاسراع باستخدامها بميناء بورسعيد قريبا, وبالنسبة لخط الحراسات هناك لقاء موسع قريبا لبحث كيفية تأمين منافذ بورسعيد الجمركية الرسوة والنصر والجميل, وكذلك منفذ الشاحنات وسوف تتم خلال الاجتماع مناقشة الاحتياجات الفعلية للمنافذ من حواسب آلية وحواجز وصدادات, وأجهزة أشعة لضبط البضائع المهربة بصورة حديثة, وسوف يشارك في اللقاء الحاكم العسكري والحكمدار وأمن الموانئ والشئون الجمركية والتهرب الضريبي والأموال العامة. وأشار المحافظ إلي أنه بمجرد الانتهاء من توزيع الحصص الاستيرادية سوف تكون المنافذ منضبطة تماما ولن يسمح بخروج أي قطعة بدون دفع الرسوم إلا في الحدود الجمركية المسموح بها والتي أقرها المجلس العسكري ومجلس الوزارة. وتمني المحافظ أن تكون هذه الخطوة هي البداية لعودة المنطقة الحرة إلي سابق عهدها واعادة الرواج التجاري لها, وأكد انه بمجرد الانتهاء من تطوير منفذ الرسوة سوف نبدأ علي الفور في منفذ الجميل.