عريس الجنة اهوه هكذا انطلقت هتافات نحو20 ألف مواطن بقرية الوفائية التابعة لمركز الدلنجات بالبحيرة عند نزول الصندوق الذي يحمل جثمان شهيد أحداث العباسية سمير أنور الكيال ملفوفا بعلم مصر. وبالتزامن مع التحية العسكرية التي ودع بها جنود القوات المسلحة زميلهم الجندي الشهيد, كانت زغاريد نساء القرية تزفه إلي مقعده الوثير في جنان الخلد رفيقا للصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا. الفرحة بالشهادة لم تمنع الدموع من رثاء شاب كان بالأمس القريب زائرا للقرية يصافح هذا ويهنئ ذلك ويملأ بيته فرحا, فإذا هو اليوم عريس يحتفي به الآلاف ويزفونه بينما هو لايقدر حتي علي رد التهاني بنيل الشهادة وجنة الخلد. بحزن شديد ووجه مكفهر وعيون أنهكتها الدموع وقفت أميرة حامد الشاذلي خطيبة الشهيد ولسان حالها يقول إنها تبكي عريسها الذي يزف الآن لأحد غيرها, حضرت أميرة لتلقي نظرة الوداع لكن الأهل رفضوا الكشف عن وجه الشهيد فأسرت رغبتها في نفسها. ماكنتش أتصور أنه هيرجع في كلامه ويسيبني قبل اليوم اللي حلمنا بيه بهذا الصراخ بدأت أميرة حديثها ل الأهرام المسائي وأضافت: حضر سمير إلي القرية في إجازة سريعة حدد خلالها موعد الزفاف وترتيباته وسافر يوم الاربعاء الماضي بعد أن تحدد يوم الخميس المقبل للزفاف وعندما عاد كان عريسا لغيري.. تزوج بالجنة, لكنها ارادة الله. أما أنور الكيال والد الشهيد فقد بدأ في حالة هيستيريا يتلفت يمينا ويسارا وكأنه يبحث عن سمير بين الجموع الغفيرة التي تملأ المكان, فإذا به لم يجده, وعندما أدرك أن تلك جنازة ابنه انطلق لسانه لا إله إلا الله والدموع تنهمر من عينيه, وقال: الله يرحمه, كان يحمل لجميع إخوته الحب والحنان, وكان يرفض أن يتزوج قبل أخواته البنات ورغم أنه لم يكن أكبر أشقائه, لكنه كان سندي ويتحمل معي مسئولية الاسرة بعد وفاة والدته. وأضاف شقيقه حامد: ماذنب سمير حتي يقتل؟ هل ذنبه أنه دافع عن شرف المؤسسة العسكرية التي ينتمي اليها ووقف بصدره عاريا أمام من ليس لديه ضمير أو أخلاق أو حب لهذا الوطن. أما شقيقته بشري فتوقفت عن البكاء قليلا لتقول أوعوا تكونوا صحافة من إياهم زي اللي دعوا الناس وحرضوهم وقالوا لهم إلي الجهاد ثم تركوهم وذهبوا إلي التحرير فبئس قوم يقولون ما لايفعلون. وقال محمد الكيال عم الشهيد نطلب القصاص من القتلة الذين تسببوا في قتل ولدنا ولن نتهاون في قطرة من دمه الغالي وكلنا ثقة في قيادات المجلس العسكري ونحتسب سمير عند الله شهيدا. وأكد محمد عبد الرحمن الطالب بكلية الحقوق وأحد شباب القرية ان دم الشهيد في عنق كل من دعا أو حرض أو زود بالسلاح الموجودين أمام وزارة الدفاع ودعا هم الي الزحف والجهاد, وتساءل بصوت بلغ حد الصراخ الجهاد ضد من ؟؟ ضد شهيدنا المصري الذي يدافع عن شرفه, إن الله يمهل ولايهمل. وقال خيري مهدي أحد أقاربه لقد كان سمير يتسم بدماثة الأخلاق والهدوء والرزانة والعقل تؤكد أن الشهادة مكتوبة له وكان محبوبا بين أصدقائه وأقاربه وجيرانه حيث كان يلتف حوله أصدقاؤه المقربون في كل زيارة له بعد أن التحق بالقوات المسلحة منذ ثلاث سنوات تقريبا وكان الأهل والأصدقاء ينتظرون هذه الإجازة الأخيرة للاحتفال بحفل زفافه علي خطيبته أميرة حامد الشاذلي والتي تسكن بقرية العباسي المجاورة لقريته. وبعد الدفن اصطف العديد من أهالي القرية يعزون بعضهم البعض ويبكون ويرثون الشهيد وتعالت التكبيرات أهوه أهوه حبيب الله أهوه وانزوت مجموعات المشيعين باكية حزينة في كل أرجاء القرية.