قرر مرشحو الرئاسة أمس تعليق حملاتهم الانتخابية حدادا واحتجاجا علي الأحداث التي شهدها ميدان العباسية وأسفر عن سقوط شهداء وجرحي فقد اعتبر حمدين صباحي أن أحداث العباسية أمس يوم حزين من أيام مصر موضحا أن شبح عودة النظام البائد يلوح في الأفق, فلا يمكن قراءة تلك الأحداث وسالت خلالها دماء شباب مصر الطاهر النبيل. واعلن صباحي رفضه الكامل لهذا الاعتداء الغاشم علي شباب مصر الذي لم يفعل أكثر من ممارسة حقه المشروع في التظاهر والاعتصام السلمي مهما اتفقنا أو اختلفنا مع مطالبه. وقال إننا إذ نرفض ونستنكر هذا الفعل المجرم وهذا العدوان الغادر علي شباب مصر الذي أوقع عشرات الشهداء والمصابين, نحمل المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة الجنزوري المسئولية الكاملة ونطالبهم فورا بتأمين المعتصمين وحماية أرواح المصريين. وطالب بتحقيق فوري وعاجل حول الأحداث الدامية, وإحالة كل المسئولين أيا كانت مواقعهم إلي المحاكمة العادلة فلا عدالة بدون قصاص ولا يجوز أن تسيل دماء الشباب المصري المسالم بلا مساءلة ومحاكمة عادلة. وأعلن تضامنه الكامل مع شباب مصر ومع حقهم في التظاهر والاعتصام السلمي, ودعا كل حملات مرشحي الرئاسة الثوريين وكل الشخصيات الوطنية وجميع المثقفين والمبدعين في مصر بالنزول الفوري لموقف واضح وموحد متضامن مع شباب مصر وحقهم في الاعتصام السلمي دون التعرض لحياتهم وسلامتهم, مهما كانت درجة الاتفاق أو الاختلاف معهم, حتي نبعث برسالة إلي من يديرون البلاد بأن زمن القمع والقهر قد انتهي وأننا لن نسمح بعودته مرة أخري ابدا. وأعلن تجميد نشاط حملته الانتخابية حدادا علي أرواح المصريين ودمائهم التي سالت بلا ذنب. وأعلنت حملة صباحي تأجيل المؤتمر الصحفي الذي كان من المقرر عقده اليوم بمقر الحملة المركزي بالمهندسين, من أجل اعلان بعض الحقائق المهمة حول السباق الانتخابي علي الرأي العام. كما استنكر الفريق حسام خيرالله المرشح لرئاسة الجمهورية الأحداث المؤسفة والاشتباكات الدامية والفوضي التي شهدتها منطقة العباسية بين المعتصمين والبلطجية والتي راح ضحيتها اكثر من11 قتيلا و100 مصاب. ودعا خيرالله جميع الأطراف إلي سرعة ضبط النفس والتوقف عن الاشتباكات حقنا للدماء المصرية الزكية, مؤكدا أن الدم المصري غال, فالصراع علي الانتخابات لا يساوي سقوط قطرة دم واحدة من أي مواطن مصري, فلتذهب الكراسي والمناصب إلي الجحيم ليبقي النسيج المصري متجانسا متحابا لا تفرقه عنتريات أو نوازع شخصية. وناشد المرشح الرئاسي قوات الشرطة والجيش إلي تكثيف الوجود في الشوارع تحسبا لوقوع اشتباكات جديدة وحتي يأمن كل مواطن علي نفسه وأهله. كما أعلنت حملة د. عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عدم المشاركة في المناظرة الرئاسية التي كان من المفترض اجراؤها مع عمرو موسي وذلك بسبب الأحداث الجارية في اعتصام العباسية وسقوط المزيد من الدماء. وقالت الحملة إن المناظرة سيتم تأجيلها حتي تهدأ الأوضاع ويتم حقن دماء المصريين. كما أعلنت الحملة تحت شعار سئمنا الاختلاف, مشاركة عدد من الحركات والأحزاب في مسيرة مسجد الفتح إلي ميدان العباسية وهي حركة مصرنا وحركة شباب6 أبريل الجبهة الديمقراطية وحركة شباب6 أبريل جبهة أحمد ماهر وحركة شباب من أجل العدالة والحرية, وحزب العدل وحزب النور وحزب التيار المصري وحملة دعم خالد علي والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية, والجبهة السلفية. كما أعلن خالد علي المرشح الرئاسي انه علق حملته الانتخابية احتجاجا علي استخدام العنف والقتل ضد الثوار زاعما أن اعلام مبارك يعيد للشعب المصري مرة أخري موقعة الجمل ولكن في العباسية. وقال: لقد نجح الإعلام في تشويه الثوار وتشويه اعتصامهم وخلق حالة من العزلة بينهم, وبين الشعب المصري حتي أصبح هناك حالة من تبرير وقبول قتلهم واصابتهم, لقد ذهبت لأزور وأتضامن مع المعتصمين في العباسية وطالبت كل صاحب ضمير حي بالتضامن معهم وفوجئت بموجة من الغضب من البعض رافضين تضامني مع المعتصمين وذلك جاء تحت تأثير تشويه الإعلام. واليوم نصحو علي مجزرة جديدة راح ضحيتها شهداء ومصابون جدد. بينما قدم عمرو موسي المرشح لرئاسة الجمهورية خالص العزاء لأهالي شهداء الأحداث الجارية في العباسية, ودعا بالشفاء العاجل للمصابين. وأكد في بيان له رفضه وادانته لأي مساس بحرية الرأي والتعبير, كحريات مكفولة طالما التزمت بالسلمية ورفض وصول الدولة إلي أعتاب الفوضي أو دفع الدولة والمجتمع إلي هاوية سحيقة لا خروج منها واتساقا مع ذلك, نبهت مرارا وتكرارا لخطورة فض أي اعتصام مهما اتفقنا أو اختلفنا مع أسبابه ومبرراته بالقوة والعنف, وأكدت أن تأمين المعتصمين هو واجب الحكومة بكل اجهزتها, وهو ما فشلت فيه المرة تلو الأخري, إن عدد القتلي والجرحي ينبئ بكارثة, ومن غير المقبول أن تستمر الأجهزة الأمنية في الوقوف موقف المتفرج بينما الاشتباكات مستمرة والدماء تسيل. وقال إن ما يحدث في العباسية من إراقة لدماء المصريين وترويع للآمنين لهو أكبر دليل علي ضرورة انهاء المرحلة الانتقالية وفقا للتوقيتات المحددة بدون أي تباطؤ أو تأخير. وطالب موسي بقيام المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء بالتدخل الفوري لقوات الأمن لوقف نزيف الدم بين أبناء الوطن الواحد. ومن جانبه قال المرشح أبوالعز الحريري, أعلن وقف حملتي الانتخابية من الآن ردا علي ما أجده من استخفاف وعبث بدماء المصريين. وناشد العوا المعتصمين السلميين عدم الانزلاق إلي أي شكل من اشكال العنف استمرارا لعهد قطعناه جميعا بسلمية ثورتنا المجيدة وأهاب بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة بصفته السلطة التي تدير البلاد تحمل مسئولياته امام الله ثم امام الشعب بتأمين المعتصمين والعمل علي سرعة القبض علي البلطجية و القتلة ومن يقفون وراءهم.