30 صورة من العرض التاريخي لملابس البحر ب "أمهات" السعودية    وزير التعليم يلتقي الرئيس التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني    زراعة الإسماعيلية تنظم ندوة عن دعم المُزارع (صور)    صراع الكبار على المنصب الرفيع، تفاصيل معركة ال 50 يوما فى إيران بعد مصرع الرئيس    اجتماع عاجل لاتحاد الكرة غدًا لمناقشة ملفات هامة    محمد صلاح ضمن المرشحين للتشكيل المثالي في الدوري الإنجليزي    تفاصيل معاينة النيابة لمسرح حادث غرق معدية أبو غالب    الشعلة الأولمبية على سلالم مهرجان كان السينمائي (صور)    عليه ديون فهل تقبل منه الأضحية؟.. أمين الفتوى يجيب    اعرف قبل الحج.. ما حكم نفقة حج الزوجة والحج عن الميت من التركة؟    دراسة علمية حديثة تكشف سبب البلوغ المبكر    الشاي في الرجيم- 4 أعشاب تجعله مشروبًا حارقًا للدهون    رئيس البرلمان العربي يشيد بتجربة الأردن في التعليم    الأمن العام يكشف غموض بيع 23 سيارة و6 مقطورات ب «أوراق مزورة»    البحوث الفلكية: الأحد 16 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    قرار جديد ضد سائق لاتهامه بالتحرش بطالب في أكتوبر    حزب الله يشدد على عدم التفاوض إلا بعد وقف العدوان على غزة    «رفعت» و«الحصري».. تعرف على قراء التلاوات المجودة بإذاعة القرآن الكريم غدا    مدير مكتبة الإسكندرية: لقاؤنا مع الرئيس السيسي اهتم بمجريات قضية فلسطين    محمد عبد الحافظ ناصف نائبا للهيئة العامة لقصور الثقافة    كيت بلانشيت ترتدي فستان بألوان علم فلسطين في مهرجان كان.. والجمهور يعلق    مصر تدين محاولة الانقلاب في الكونغو الديمقراطية    تكنولوجيا رجال الأعمال تبحث تنمية الصناعة لتحقيق مستهدف الناتج القومي 2030    أستاذ بالأزهر: الحر الشديد من تنفيس جهنم على الدنيا    خصومات تصل حتى 65% على المكيفات.. عروض خاصة نون السعودية    "هُدد بالإقالة مرتين وقد يصل إلى الحلم".. أرتيتا صانع انتفاضة أرسنال    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد سير العمل والخدمات الطبية بمستشفى الحسينية    «منقذ دونجا».. الزمالك يقترب من التعاقد مع ياسين البحيري    وزيرة الهجرة: نحرص على تعريف الراغبين في السفر بقوانين الدولة المغادر إليها    سامح شكرى لوزيرة خارجية هولندا: نرفض بشكل قاطع سياسات تهجير الفلسطينيين    عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024.. خليك مميز    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    جنايات المنصورة تحيل أوراق أب ونجليه للمفتى لقتلهم شخصا بسبب خلافات الجيرة    ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا.. الموعد والقنوات الناقلة    زراعة النواب تقرر استدعاء وزير الأوقاف لحسم إجراءات تقنين أوضاع الأهالي    وزارة العمل: افتتاح مقر منطقة عمل الساحل بعد تطويرها لتقديم خدماتها للمواطنين    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    العثور على جثة طفل في ترعة بقنا    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    «نجم البطولة».. إبراهيم سعيد يسخر من عبدالله السعيد بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    الخميس المقبل.. فصل التيار الكهربائي عن عدة مناطق في الغردقة للصيانة    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    عمر العرجون: أحمد حمدي أفضل لاعب في الزمالك.. وأندية مصرية كبرى فاوضتني    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: مصر المكون الرئيسي الذي يحفظ أمن المنطقة العربية    انتظار مليء بالروحانية: قدوم عيد الأضحى 2024 وتساؤلات المواطنين حول الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الرى والطاقة الاثيوبى :مصر وافقت علي بناء سد الألفية‏..‏ واقرأوا التاريخ

العمود الفقري للسياسة المائية الخارجية والداخلية لإثيوبيا واليد اليمني لرئيس الوزراء الإثيوبي ملييس زيناوي يلقبونه بالدماغ أو المحرك
وبمعني أدق الدينامو الذي يدير عجلة المفاوضات الخاصة بالاتفاقية الإطارية المختلف عليها دول المنبع و المصب‏.‏ عندما طلبت مصر أن تعرف تفاصيل مشروع سد الألفية الذي تغير اسمه إلي سد النهضة رفض قائلا‏..‏ لن نعطي تفاصيل مشروعنا الي أية دولة ترفض التوقيع علي الاتفاقية الإطارية وقالها صراحة‏..‏ لن نتعامل مع مصر إلا من خلال الاتفاقية الإطارية‏.‏
هو ببساطة وزير المياه والطاقة الإثيوبي آليمايوتيجيتو الذي كان هدفا لنا منذ اللحظة الأولي التي قررنا السفر فيها إلي بلاد الحبشة‏.‏
عندما طلبت مقابلته عبر المستشار الإعلامي في السفارة المصرية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا طلب آليمايوتيجيتو خطوطا عريضة لاسئلتنا التي نود ان نوجهها اليه والحقيقة لم أكذب خبرا فلقد قمت بارسال العديد من اسئلتي الي مصطفي احمدي المستشار الاعلامي وكنت لحظتها لم أغادر القاهرة بعد‏.‏
تحدد موعدنا مع الرجل عقب وصولنا بيومين وفي الموعد الذي حدده لنا وكان السابعة صباحا في مكتبه بوزارة المياه والطاقة كنا امامه ولكن للأسف فوجئنا والساعة تقترب من الثامنة وهو لم يأت بمدير مكتبه يدخل علينا وهو الذي وصل لتوه ويسألنا عن سبب وجودنا في هذا الموعد المبكر فقلنا له أن سيادة الوزير هو الذي حدد لنا هذا الموعد‏..‏ أستأذنا الرجل للحظات خرج فيها خارج المكتب ويبدو أنه قد أجري تليفونا معه ليقول لنا بخجل كان واضحا تماما علي ملامحه بأن سيادة الوزير قد قام بتأجيل الموعد للساعة‏12‏ ظهرا‏..‏ كتمنا غيظنا وكبتنا استفزازنا وغادرنا المكتب‏.‏
وافصح بأن هذا الموقف قد ساهم في أن يزيد من اصرارنا علي مقابلته وبالفعل عدنا ولكن بعد موعدنا بنصف ساعة‏..‏
أدخلنا مدير مكتبه إلي غرفة الاجتماعات لنجد كاميرات الفيديو وبعضا من الصحفيين الاثيوبيين متأهبين بأوراقهم وأقلامهم ولحظات ودخل علينا وزير المياه والطاقة الإثيوبي ودون ان يسلم علينا أو حتي يقدم اعتذارا أو حتي كلمة لطيفة تبرر سر تأخره عن ميعاده الذي اعطاه لنا في السابعة بدأ يجيب علي اسئلتنا قارئا اجاباته من الورقة التي أمامه‏..‏ تعجبت في بداية الامر ووجدتني اقاطعه قائلة الاسئلة التي ارسلتها اليك ياسيادة الوزير ماهي الا خطوط عريضة ولكن لدي العديد من الاسئلة التي لم اكتبها واحتفظت بها لحين مقابلتك‏.‏
فاجأني الرجل عندما قال‏..‏انا ملتزم بالاسئلة التي وصلتني ولن أخرج عن سياقها ثم ان الوقت المحدد لكم هو ثلث ساعة اتمني أن تكفي لذا ارجو الا تقاطعيني والحق لم ينتظر الرجل ردي بل دخل في الموضوع مباشرة قائلا‏..‏
‏*‏ بالنسبة الي سؤالك الاول حول مفاوضات الإطار القانوني والمؤسسي لدول حوض نهر النيل إذا ماكانت قد استمرت لسنوات طويلة في جو من الود والصداقة‏..‏وعما حدث بالضبط ليغير مسار هذه المفاوضات ليجعلها محاطة بالتوتر والتوجس وربما عدم الثقة في أحيان كثيرة مابين دول المنبع والمصب؟
‏**‏ نعم‏,‏ دول حوض النيل كانت تتفاوض علي الإتفاقية الإطارية التعاونية علي مدار‏12‏ عاما بروح من التعاون والود‏.‏
وخلال عملية المفاوضات توصلنا واتفقنا علي جميع المواد في الاتفاقية الإطارية التي تم التوقيع عليها‏.‏
المادة الوحيدة الفرعية التي لم تتم الموافقة عليها من مصر والسودان هي المادة‏14‏ ب عن الأمن المائي‏.‏وفي اجتماع استثنائي لمجلس وزراء النيل عقد في كينشاسا في مايو‏2009‏ تم تبني الاتفاقية‏,‏ مع وضع المادة‏14‏ ب كمادة لم يتم الاتفاق عليها ويتم النظر فيها بعد إنشاء مفوضية دول حوض النيل‏.‏
لايوجد كاسب أو خاسر في هذه الاتفاقية‏.‏
هذه تنازلات يقدمها جميع الأطراف‏(‏ دول المنبع السبع من ناحية‏,‏ ومصر والسودان من ناحية أخري‏).‏
ولكن مع الأسف‏,‏ قامت مصر بتقديم تحفظات علي قرارات المجلس وقامت السودان بأخذ نفس الموقف‏.‏ وتم إعطاؤهما بعض الوقت بناء علي طلبهما لاعادة النظر‏.‏
ولكن ظل موقفهما كما هو وبالتالي قررت كوم‏(‏ يعني بها المفوضية‏)‏ في ابريل‏2010‏ بشرم الشيخ أن يكون تاريخ فتح باب التوقيع علي الإتفاقية‏14‏ من مايو لنفس العام‏.‏
وكما تعلمون حتي الأن‏6‏ من أصل‏9‏ دول قامت بالتوقيع علي الاتفاقية ونتمني ان تقوم الدول الثلاث الباقية بالتوقيع‏.‏
وإذا لم تسنح لها الفرصة حتي ذاك سوف تكون هناك قابلية الإنضمام عندما تكون جاهزة لذلك انا لا أعتقد بوجود أي مساويء هنا‏,‏ فقط توجد مكاسب وتنازلات لجميع الأطراف في تلك العملية‏.‏
علاوة علي ذلك ليس من مصلحة أي شخص ان يكون هناك تفاوض لاينتهي بين دول حوض النيل‏.‏
لأن هذا سوف يؤخر إن لم يدمر المصالح والمكاسب المشتركة التي ستنتج عن تنمية نهر النيل‏.‏
باختصار‏,‏ أنا أؤمن بأن الحل الوسط الذي قدمته دول المصب هو الطريق الوحيد للاستفادة من هذا التعاون‏.‏
وأتمني منكم‏,‏ كإعلاميين أن تلعبوا دورا مهما في الحفاظ علي روح التعاون بين دول حوض النيل بدلا من أن تنشغلوا في حملات الدعاية السلبية‏.‏
‏*‏ هل لنا أن نسمع وجهة نظركم التي لخصها السيد ميليس زيناوي رئيس وزراء إثيوبيا وأن سد الألفية العظيم الذي قررتم بناءه لن يؤثر علي دول المصب ولن يمس حصة مصر في مياه النيل؟‏!‏
‏**‏ بداية الأمر‏,‏ أحب أن أقول لكم أن فكرة تنمية البنية الأساسية للطاقة الهيدرولوجية علي الجذع الرئيسي لنهر الأباي‏(‏ النيل الأزرق‏)‏ ليست فكرة جديدة الهيئة الأمريكية لإستصلاح الأراضي‏(USBR)‏ قامت بدراسات عام‏1964‏ عرفت فيها أربعة أماكن تصلح لإنتاج كميات هائلة من الطاقة الهيدرولوجية‏,‏ أحد تلك الأماكن كان بوردر‏(Border)‏ الموقع المقترح لبناء سد الألفية‏/‏ النهضة الأسباب التي عرضت بمنطقية في ذلك الوقت صالحة للإستخدام الأن كما صلحت للاستخدام في ذلك الوقت الفارق الوحيد هو عامل الطلب الحالي‏.‏
ومصر كانت علي علم بتلك الدراسات والمخططات منذ أوائل الستينيات في الواقع القيام بمشاريع تنموية للطاقة الهيدرولوجية علي الجذع الأساسي لنهر الأباي تم تأييده عن طريق مصر نفسها‏.‏
قاطعته قائلة من الذي قال أن مصر كانت علي علم بإمكانية إنشاء سد الألفية وحديثكم عن موافقة مصر عليه يدفعني الي أن أسألك عن توقيت وتاريخ وهذه الموافقة وصراحة هذا كلام لأول مرة نسمعه؟
اجابني متجهما حادا‏,‏ أنصحك بقراءة التاريخ‏,‏ فبادرته علي الفور أنا قارئة جيدة للتاريخ‏,‏ ولم‏..‏ قاطعني بشكل حاد قائلا أرجو لاتقاطعيني‏,‏ دعيني أكمل لو تفضلت‏..‏ فكظمت غيظي واستمعت اليه ليستطرد‏..‏خلال التعريف بمشاريع الإينساب‏(ENSAP)(‏ برامج العمل الفرعية لدول شرق النيل‏)‏ التابعة لمبادرة حوض النيل‏(NBI)‏ مصر قدمت مشروع سد واسع النطاق متعدد الاستخدامات لتوليد الطاقة والتحكم في الفيضانات التي تحدث في النيل الأزرق‏,‏ مع تحديدها لموقع بوردر‏(border)‏ كأحد المواقع ذات الإمكانات لاحقا في‏2008‏ تم عمل دراسات للطاقة في دول شرق النيل‏(‏ وتضمنتدراسات جدوي لثلاثة مواقع علي ممر نهر الأباي‏,‏ وموقع بوردر كان أحدها‏)‏ تحت رعاية مبادرة حوض النيل‏(NBI)‏ وآنذاك مصر كانت عضوا فعالا ونشيطا فيها‏.‏ أكدت علي مناسبة موقع بوردر بجانب ثلاثة مواقع أخري
لتوليد الطاقة الهيدرولوجية‏,‏ وتعزيزه كموقع لتجارة الطاقة في المنطقة‏.‏
وفي هذا السياق أريد أن أذكركم بالتعليقات الأخيرة لدبلوماسي مصري سابق في إثيوبيا بأن التأكيد علي تلك النقاط يؤكد أن كل اللوم يقع علي الإعلام في التهويل فيما يتعلق بسد الألفية‏/‏ النهضة
رجوعا الي الفوائد التي سيجلبها سد النهضة الألفية الي دولتي المصب مع الأخذ في الاعتبار ان الأضرار التي ستصيبهما تكاد تكون معدومة‏,‏ تم إجراء دراسة مستقلة قام بها خبراء معروفون في عام‏2008,‏ بتكليف من البنك الدولي عن مفوضية شرق النيل التي كانت مصر جزءا نشطا منها‏,‏ أكدت تلك الدراسة جدوي وجود مركز لتوليد الطاقة الهيدرولوجية علي ممر الأبادي سيقوم بتنشيط تجارة الطاقة ويقدم موقفا الجميع فيه فائز‏.‏
بناء علي ذلك‏,‏ سيكون لسد الألفية النهضة تلك الفوائد الكبري علي دولتي المصب‏.‏
أما عن سؤالك الخاص بالفوائد التي ستعود علي دولتي المصب من بناء سد الألفية فأقول لك من وجهة نظرنا كاثيوبيين أن مشروع سد الألفية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية يقلل نسبة المياه التي تضيع بسبب البخر من السدود التي تم بناؤها في أماكن صحراوية غير مناسبة في دول المصب‏.‏ علي سبيل المثال ما يقرب من‏19‏ مليار متر مكعب من المياه تتبخر من السد العالي في مصر وسدود أخري في السودان‏(14,3‏ مليار من السد العالي فقط‏)‏ سنويا‏.‏ سد جبل الأولياء في السودان أيضا يفقد‏3,5‏ مليار متر مكعب سنويا وسعته التخزينية لا تزيد عن‏1,75‏ مليار متر مكعب‏.‏ علي النقيض نسبة الخسارة من البخر تم التخطيط لها في مشروع سد الألفية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية وستكون حوالي‏0,4‏ مليار متر مكعب‏.‏
بالتالي تنمية مشروع سد الألفية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية سيشجع علي إحلال بعض السدود التي لا تفيد مثل سد جبل الأولياء في السودان وسيقلل الحمل عن سد أسوان العالي في مصر وسدود أخري في السودان مما سيؤدي للحفاظ علي ما يزيد علي‏6‏ مليارات متر مكعب من المياه التي كانت تضيع سنويا‏.‏
البنية التحتية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية في دول المصب سوف تستفيد ب مشروع سد الألفية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية أيضا‏.‏ الأكوام من الرواسب التي تصل إلي السدود وموانيء النقل النهري في السودان ومصر سوف تقل من أول يوم يتم فيه الظبط في مشروع سد الألفية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية‏.‏ مما سيطيل من عمر سد أسوان العالي والسدود الأخري‏.‏
العديد من الدراسات المتميزة والبارزة أشارت إلي أن الدول الجافة والشبه جافة مثل مصر والسودان سوف تتأثر بالتغير العالمي في الجو أكثر من الدول معتدلة الجو‏.‏ دراسة حديثة صدرت عن المكتب التقني الاقليمي لدول شرق النيل أيضا توصلت إلي أن تنمية البنية التحتية للمياه‏(‏ بناء الخزانات‏)‏ تعتبر أحد الأعمدة الخمسة للتخفيف من حدوث أزمات هيدرولوجية شديدة‏.‏ مثال‏:‏ تعاقب مواسم الجفاف أو مواسم الفيضانات‏.‏
مشروع سد الألفية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية سوف يقوم بكل تأكيد في التخفيف من أضرار تلك الأزمات‏.‏
مشروع سد الألفية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية ينظم جريان المياه باستدامة في مواسم الجفاف مما سيساعد في الملاحة في دول المصب‏.‏
تنظيم جريان المياه سوف يساعد علي وجود المياه في دول المصب في جميع الفصول مما سينشط الخطط الزراعية لدول المصب‏,‏ وبالتالي سيقلل من الخسارة الناتجة عن النقص في المياه أثناء فترات الزراعة والنمو الحرجة‏.‏
مشاريع توليد الطاقة الهيدرولوجية القائمة في دول المصب سوف تعطي أداء أفضل نتيجة لضمان وجود المياه دائما‏,‏ خالية من الرواسب‏.‏ الأمر الذي يسيعفي من بناء أي سدود جديدة لأنها ستكون زائدة عن الحد‏.‏
مع وجود زيادة في انتاج الطاقة نتيجة عن الأداء الأفضل للسدود سوف يعزز وينشط تجارة الطاقة في الأقليم الذي يتضمن الثلاث دول‏(‏ إثيوبيا‏,‏ السودان‏,‏ مصر‏).‏
الفوائد التي سبق ذكرها‏,‏ باختصار‏,‏ تعزز وتضيف إلي بناء الثقة‏,‏ وتضع حجر الأساس لمنفعة متبادلة ومتنوعة في مجالات التجارة والاستثمار ما بين الدول الثلاث‏.‏
واستكمل القراءة من ورقة إجابته التي حضرها مسبقا أما عن سؤالك حول ما يتردد عن أن السدود التي تبنيها اثيوبيا هدفها التحكم الكامل في مياه النيل الأزرق وبعض ما يتردد في أن اثيوبيا تريد التحكم الكامل في المياه التي تصل إلي مصر؟‏!‏
فقد أكد فخامة رئيس الوزراء بوضوح تام في هذه المسألة‏,‏ وذهب إلي حد عرض ملكية مشتركة للبنية التحتية للمشروع وليس فقط التعاون الإداري والتقني في عمليات ملء الخزن وإدارة المياه‏.‏
وبالتالي‏,‏ التعليقات التي صدرت عمن يسمون أنفسهم بالخبراء ليس لها أساس علمي‏.‏ بالتأكيد سد الألفية يجب أن يعمق روح التعاون بين مصر واثيوبيا حول نهر النيل‏,‏ لا أن يستخدم لهدمها‏.‏
‏*‏ وما رأيكم إذن في رأي الكثير من الخبراء في مجال الري بأن سد الألفية سيجعل من بحيرة ناصر بركة خلال سنوات من بدء تشغيل هذه السدود مستندين في ذلك إلي أن الطاقة التخزينية ستصل إلي أكثر من‏141‏ مليار متر مكعب مقارنة ب‏120‏ مليار متر مكعب هي الطاقة الاستيعابية القصوي لبحيرة ناصر‏.‏؟‏!‏
‏**‏ بالنسبة لنا في اثيوبيا نري أن الهدف من بناء سد التنمية ليس الحصول علي تحكم وسيطرة كاملة علي مياه النيل الأزرق‏,‏ ولا تحويل بحيرة ناصر‏(‏ سماها بحيرة السد العالي‏)‏ إلي بركة صغيرة‏.‏ الهدف منه هو توليد الطاقة لتنمية الشعب الاثيوبي اجتماعيا واقتصاديا‏.‏ مشروع سد الألفية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية لن يكون ذا أي تأثير علي الحصة الإستهلاكية من المياة في دول المصب تصميم السد مرن بما يكفي للسماح للخزان بحجز المياه بدون أن يؤثر هذا بشدة علي دول المصب ملء الخزان من الممكن ايضا ان يتم إنجازة عن طريق التشاور مع دول المصب لضمان التزامن لعدم حدوث أي تضاربات مع عمليات قائمة لتوليد الطاقة في دول المصب‏,‏ هذا طبعا إذا أرادت مصر والسودان التعاون‏.‏ وبعد هذه الاجابة لملم الرجل أوراقه وبدأ أول خطوات رحيله‏..‏ فقاطعت رحيله قائلة أنك لم تجب بعد علي كل أسئلتنا حتي تلك التي كتبت لك مسبقا‏..‏ فأجاب لقد انتهت العشرون دقيقة المخصصة للإجابة‏,‏ فطلبت منه الإجابة علي سؤال أخير ودون انتظار رده بادرته‏..‏ ما تعليقك علي ما قاله رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي خاصة وأنك من رجاله المقربين تعليقا علي الثورة المصرية يجب أن يدرك كل إثيوبي أن مصر مستقرة وغير صديقة أفضل لنا من مصر غير مستقرة وغير صديقة فتجهم الرجل وربما تلعثم قليلا ولم يملك سوي ان يقول وهو يعطينا ظهره في طريقه لمغادرة المكتب نعم يهمنا استقرار مصر‏,‏ وهذا ما قاله فخامة رئيس الوزراء وانطلق الرجل تاركنا دون إجابة علي العديد من اسئلتنا‏..‏
لا أستطيع ان أنكر حالة الاختناق التي أصابتنا خاصة وأن تجهم الرجل وعدم احترامه لميعادنا واقتضابه الكبير في الإجابة عن الاسئلة لم يكن مفهوما أو مبررا‏,‏ والأمر الأكثر استفهاما وغموضا هو انه لم يجب العديد من الأسئلة التي كنا قد ارسلناها اليه ومازاد من استفهامي وتأكدي من تعمده عدم الإجابة هو أنني حصلت في نهاية اللقاء علي ورقته الخاصة بالإجابات علي اسئلتنا فقررنا أن نختم حوارنا مع وزير الري والطاقة الإثيوبي بتلك الأسئلة التي تعمد عدم الإجابة عنها‏..‏
‏*‏ ألا ترون أن مشروع بناء سد الألفية قد يساهم في إنتفاء الثقة ما بين دول المنابع والمصب خاصة وقد تم توقيع الإتفاقيات الخاصة بإعادة توزيع حصص دول حوض النيل دون موافقة مصر والسودان؟‏!‏
‏*‏ في حوار لنا مع وزير الري السابق اصفاو دينجامو صرح بأن مصر قد اهملت إثيوبيا في إتفاقية‏1959‏ ألا تري أن الاتفاقيات الأخيرة ما هي إلا تجاهل من دول المنبع إلي دول المصب؟‏!‏
‏**‏ بصراحة ودون مقدمات‏..‏ نريد أن نسألك عن الدور الإسرائيلي في ملف نهر النيل خاصة وأننا نعلم أن هناك علاقات اقتصادية وسياسية بين إثيوبيا وإسرائيل‏.‏
‏*‏ بحكم العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط بين الشعبين الإثيوبي والمصري‏..‏ كيف ترون مصر بعد ثورة‏25‏ يناير ؟‏!‏
‏*‏ هل ترون أن النظام السابق قد ساعد علي إهمال مصر لإثيوبيا وربما تأخرها في الوجود بالسوق الإقتصادية والسياسية في إثيوبيا؟‏!‏
‏**‏ نحن في النهاية نريد تفاهما وحوارا بين دول المنبع والمصب‏..‏ إلي أي مدي ترون إمكانية تحقيق هذا‏..‏ وبأي وسيلة؟‏!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.